الوضع الإنساني لا يزال كارثيا
بعد زيارتها لمنطقة دارفور السودانية عادت مسؤولة منظمة "أطباء بلا حدود" الألمانية أولريكه فون بيلار بانطباعات سلبية عن الوضع الإنساني لمئات آلاف اللاجئين والمهجَّرين واستمرار أعمال القتل والتشريد والاغتصاب.
حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" في مؤتمر صحافي عقدته في برلين امن المزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقة دارفور السودانية. وقالت مسؤولة المنظمة في ألمانيا أولريكه فون بيلار إن الخوف كبير من حدوث الأسوأ في المنطقة بعد عودتها قبل أيام من رحلة إلى دارفور مشيرة إلى أن وضع المهجَّرين واللاجئين في المعسكرات لا يزال كارثيا.
وأفادت أن الكثير من الأطفال يعاني من نقص في الغذاء، وأن نسبة الوفيات بين المهجَّرين مرتفعة. ولاحظت أيضا أن السكان الذين آووا المهجرين يعانون بدورهم من نقص في الأغذية ومن انتشار الأمراض ومن انعدام النظافة مضيفة أن غالبية أسباب الوفيات تعود إلى مرض السهال والملاريا.
وحسب ممثلي منظمة "أطباء بلا حدود" ترجع أسباب الكارثة الإنسانية إلمستمرة إلى مواصلة الملاحقات والهجمات على المهجَّرين في دارفور رغم قرار وقف إطلاق النار الذي أقر في شهر نيسان (أبريل) الماضي بين المتمردين وقوات الحكومة.
وقال شتيفان غروسه روشكامب العامل في المنظمة إن العديد من المرضى يتحدثون عن وقوع عمليات قتل منظمة، وعن هجمات على مخيمات اللاجئين، وعن ابتزاز وممارسات عنفية، كما أن العنف الجنسي في حق النساء لا يزال مستمرا.
وأوضحت مسؤولة المنظمة أن العنف والارهاب الممارسين على الناس يمنعون الفلاحين من حرث أراضيهم. وقالت إنها خلال رحلتها في دارفور رأت مناطق خالية من السكان تقريبا حيث لم تخلو ولا قرية من آثار العنف . وبسبب النقص في المواد الغذائية المحلية سيكون على الناس الحصول على مساعدة دولية لأكثر من سنة. وزادت أن الأعمال الإنسانية تواجه عراقيل بسبب البنى التحتية السيئة، خصوصا عندما تهطل الأمطار. ورأت أن التعاون الجاري مع الهيئات المسؤولة على الأرض يتم في صورة جيدة.
ويعمل أطباء ومساعدو منظمة "أطباء بلا حدود" في 24 مركز صحي وغذائي في مختلف مناطق دارفور. وهي المنظمة الإنسانية الوحيدة التي لها مركزين أيضا في منطقتين يسيطر عليهما المتمردون.
اسكندر الديك
© دويتشه فيلله 2004