الدمية "أمينة"- ترتل القرآن وتتحدى "باربي"

الدمية القادرة على الكلام والضحك والبكاء وحتى الغناء ليست شيئا جديدا في صناعة لعب الأطفال، غير أن الدمية "أمينة" التي بدأت مؤخرا شركة تركية بتسويقها في ألمانيا ترتدي الحجاب وترتل القرآن. مراد كويونسو يعرفنا بهذه الدمية وقصتها.

يحب الأطفال وخاصة الفتيات منهم، اللعب بالدمى، لعبة تلقى إقبالا في جميع أنحاء العالم كيفما كان البلد أو ثقافته. ويتضح نجاح الدمية في العدد الذي لا يحصى من النماذج المعروضة منها في السوق. وقد أقدمت مؤخرا شركة تركية على إدخال نموذج "دمية إسلامية" إسمها "أمينة" وبدأت ببيعها في السوق الألمانية. و ترتدي هذه الدمية الحجاب.
"أمينة" قادرة أيضا على تلاوة آيات قرآنية بمجرد الضغط عليها، وهي تقدم نفسها بقولها "اسمي أمينة وأنا مسلمة". ولأمينة عينين بلون بني مفتوح، وطيف ابتسامة محتشمة على وجه ذو خدين ورديين. أما الرأس فمغطى بحجاب أرجواني مطرز، وعليه نقوش وردية تغطي شعرها الأسود. ولا يزيد طول أمينة عن 25 سنتمترا .

المساعدة على فهم الإسلام؟

ولا تكمن وظيفة هذه الدمية في اللعب فقط ولكن أيضا في مساعدة الأطفال على تلاوة الآيات القرآنية بشكل صحيح.
و تشرح "أمينة" معاني الآيات ومقاصدها ولكن باللغة الإنجليزية. فقد صنعت "أمينة" في الأصل للسوق البريطانية، إلا أن نجاحها التجاري قادها إلى السوق الألمانية حيث تلقى أيضا رواجا كبيرا، كما يقول حسن موسلان مالك محل تركي للبيع بالجملة في مدينة كريفيلد الألمانية، "إن الطلب على الدمية كبير جدا في ألمانيا، والمخزون منها ينبض بسرعة، وأنا مضطر لطلب المزيد منها باستمرار".

ويرى حسن أن المثير في "أمينة" هو أنها "تقرب الإسلام من الأطفال، أنا أتذكر حين كنت طفلا لم تكن مثل هذه اللعب موجودة"، وأضاف "تعلمت القرآن وأنا صغير لكن دون أي تفسيرات أو شروحات. أعتقد أن هذه الطريقة في التلقين تجعل الإسلام أكثر جاذبية للأطفال، على أمل أن يصبحوا مسلمين جيدين".

جدل حول دور "أمينة" في روضة الأطفال

وفي روضة أطفال، بالقرب من محل موسلان يتقاسم العديد من الآباء والأمهات من أصول إسلامية هذا الرأي ويعتبرون فكرة الدمية "أمينة فكرة ناجحة. فهذا أب يرى أنه "من المهم أن يعرف الأطفال أصولهم ودينهم، وإذا كانت دمية تساعد على ذلك فلما لا؟". وهذه أم جاءت لمرافقة طفلتها الصغيرة من الروضة إلى البيت قالت "الأطفال فضوليون، فبعد سن الخامسة سيتساءلون بلا شك، لماذا ترتدي "أمينة" الحجاب؟".

إلا أن "أمينة" لا تلقى نفس الترحيب لدى الجميع خصوصا لدى غير المسلمين من الآباء والأمهات، ويعتبرون أن الاعتقاد الديني "قضية شخصية" لا مكان لها في روضة الأطفال. وهناك من عبر منهم عن خشيته من التلاعب ببراءة الأطفال والتأثير عليهم، "لا أعتقد أنه يجب منع الدمية ولكني، لا أخفي عنكم قلقي اتجاه هذا الموضوع"، كما قال أحد الآباء. ويعتبر معارضو "أمينة" مرحلة الطفولة فترة حساسة جدا يمكن التأثير فيها بقوة على الأطفال وجعلهم يتقبلون أشياء كثيرة، لذلك يرى هؤلاء ضرورة التعامل مع هذه القضية برؤية نقدية.

فهل التعامل مع الدين بأسلوب اللعب واللهو يخدم تربية الأطفال أم يتلاعب بهم؟ يجيب الخبير الألماني في الشؤون الإسلامية ميخائيل كيفر Michael Kiefer على هذا السؤال في حديث لدويتشه فيله بقوله إنه لا يعتقد أن الدمى يمكن أن تصيب الأطفال بـ "العمى الديني" ويضيف بهذا الصدد "الأمر يمكن على العكس أن يساعد على تنمية نوع من حوار الأديان على مستوى روضة الأطفال"، إلا أن كيفر يشترط في ذلك تدخل مربية الأطفال لتشرح لهم أبعاد الموضوع وسياقاته.

مراد كويونسو
ترجمة: حس زنيند
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

قنطرة

الإسلام والسباحة في ألمانيا:
هل تكفي التعاليم الدينية للإعفاء من دروس السباحة؟
تشكل دروس السباحة المختلطة في المدارس الألمانية مشكلة لأهالي بعض التلاميذ المسلمين، إذ أن السباحة المختلطة لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي، حسب قول بعض الأهالي. كيف تتعامل الإدارات المدرسية والمحاكم في ألمانيا مع هذه المشكلة وما موقف الجمعيات الإسلامية منها؟ تقرير بيترا تابلينغ.

الجالية المسلمة في ألمانيا:
المدرسة الابتدائية الاسلامية في برلين
ازداد عدد المسلمين في ألمانيا وكثرت رغبة الأهالي المسلمين في أن يتلقي أطفالهم دورسا في التربية الدينية، ولا تزال برامج التعليم في المدارس الحكومية خالية من برنامجا يشبع هذه الرغبة، ولهذا نجد الأهالي يتجهون إلى المدارس الخاصة. تقرير لينارت ليمان

حوار مع مسؤول المدارس في أسقفية أوسنابروك:
"المدرسة مكان لتعليم الدين"
تخطِّط أسقفية مدينة أوسنابروك الألمانية لإقامة مشروع مدرسة متعدِّدة الأديان وفريدة من نوعها في ألمانيا. وبالتعاون مع ممثِّلي الديانة اليهودية والاتِّحادات والجمعيات الإسلامية تسعى هذه الأسقفية إلى إقامة مدرسة ابتدائية لجميع الأديان. وحول ذلك تحدَّثت إرين كوفرجين إلى فينفريد فيربورغ، مسؤول المدارس في أسقفية أوسنابروك.