الثوار يسقطون آخر قلاع القذافي ويطاردونه ''زنقة زنقة''
فيما لا يزال مصير العقيد الليبي معمر القذافي يكتنفه الغموض، ظهر نجله سيف الإسلام في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء (23 آب / أغسطس) في طرابلس، وبدا واضحا أنه ليس معتقلا لدى الثوار الليبيين، مما عزز حالة الغموض التي تسود طرابلس منذ بدء هجوم الثوار السبت. وفي صور بثتها محطات تلفزيونية، قال سيف الإسلام إنه يريد أن يفنّد التقارير التي أكدت أن الثوار يسيطرون على العاصمة الليبية، مؤكدا أن والده بخير وموجود في طرابلس. ودعا ثاني أبناء القذافي في منتصف الليل بعض الصحافيين إلى الاجتماع به في باب العزيزية المجمع السكني الذي يقيم فيه والده.
وقال سيف إسلام للصحافيين"طرابلس هي تحت سيطرتنا"، مضيفا "ليطمئن العالم كله، كل شيء تمام في طرابلس". وأضاف "الغرب عندهم تقنية عالية. شوشوا على الاتصالات وبعثوا رسائل للشعب الليبي. إنها حرب إلكترونية وإعلامية لبث الفوضى والذعر في ليبيا". وتابع يقول: "وسربوا عصابات من المخربين من البحر ومن خلال السيارات".
أنباء عن هروب محمد القذافي بعد اعتقاله
وشدد سيف الإسلام بالقول"طرابلس تحت سيطرتنا. سنقوم الآن بجولة في طرابلس في هذه الأماكن التي يتحدثون عنها، وسترون بأنها كلها آمنة". وردا على سؤال عن المحكمة الجنائية الدولية، قال سيف الإسلام: "طز بالمحكمة الجنائية". وشوهد نجل القذافي أيضا مع مجموعة صغيرة من أنصاره الذين كانوا يحيونه ويحملون صور والده والعلم الليبي الأخضر، لكن لم يتضح مكان وزمان تلك الصور. من جانبه أكد مصدر من ثوار ليبيا اليوم الثلاثاء أن سيف الإسلام كان قد اعتقل بالفعل إلا أنه تمكن من الفرار. وقال المصدر لقناة العربية إن ظهوره لن يؤثر على عزيمة الثوار، مشيرا أن الجولة التي قام بها سيف الإسلام كانت داخل باب العزيزية.
وكان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو صرح أمس الاثنين أنه تلقى "معلومات موثوقة مفادها" أن الثوار تمكنوا من أسر سيف الإسلام، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا. كما أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الأحد انه يملك "معلومات أكيدة بان سيف الإسلام قد اعتقل"، مُؤكدا أنه "في مكان آمن بحراسة مشددة بانتظار إحالته إلى القضاء". في غضون ذلك أكد السفير الليبي في واشنطن علي سليمان العجيلي أن محمد القذافي، أكبر أبناء معمر القذافي، تمكن من الهرب بعدما اعتقله الثوار الأحد في طرابلس.
تواصل المعارك في العجيلة غربي طرابلس
ميدانيا، أفادت وكالة فرنس برس أن اشتباكات اندلعت بين الثوار الليبيين وقوات موالية للعقيد الليبي معمر القذافي في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء على بعد نحو 80 كيلومترا غرب طرابلس. ونقل المصدر نفسه عن الثوار أن الاشتباكات تركزت حول مدينة العجيلات، التي شهدت مؤخرا مظاهرة مؤيدة للقذافي.
وشن المتمردون مساء السبت هجوما على طرابلس سانده مقاتلون قدموا من البحر من جيب مصراتة (214 كلم شرق العاصمة), ثم من قبل مقاتلين قادمين من الغرب اعتبارا من الأحد، دخلوا العاصمة من دون مقاومة تقريبا من قبل قوات القذافي. وجرت مواجهات طوال نهر الاثنين في عدد من أحياء وسط العاصمة حسب شهود عيان تحدثوا عن وجود قناصة موالين للنظام على أسطح المباني. واستولى المتمردون على مقر التلفزيون الحكومي الذي توقف عن البث. وينتظر المتمردون تعزيزات بآلاف المقاتلين قدموا من مناطق أخرى في البلاد. وهم مترددون في طريقة التقدم: بسرعة عبر جادات كبيرة رغم تعرضهم لرصاص القناصة أو ببطء عبر شوارع ضيقة ملتوية مع جهلهم بما ينتظرهم في نهايتها.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين أن مسؤولين مقربين من معمر القذافي حاولوا التفاوض مع الإدارة الأميركية قبل بدء هجوم الثوار على طرابلس. وقالت فكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية، إن "عددا كبيرا من الأشخاص الذين قالوا إنهم يمثلون القذافي اتصلوا بالإدارة الأمريكية "بما في ذلك محاولات يائسة جرت في الساعات ال24 أو ال48 الأخيرة". ووصفت المحاولات بأنها غير جدية لأنها لم تتضمن تنحي القذافي عن السلطة.
دويتشه فيله 2011