أنغام بدوية على إيقاعات رمال الصحراء ورائحة القهوة
ينحدر أعضاء الفرقة الموسيقية من مناطق مختلفة من شبه جزيرة سيناء. جزء من الفرقة يأتي من مدينة العريش الساحلية، بينما يعيش الآخرون في تجمع "أبو الحسين" السكني. الفضل في جمع شمل أفراد الفرقة يعود إلى زكريا إبراهيم الذي أسس منظمة "المصطبة" التي تهدف إلى الحفاظ على التراث المتنوع للمنطقة الواقعة بين السودان وسيناء.
يقول إبراهيم: "كان أفراد الفرقة يعزفون في المناطق التي يعيشيون فيها خلال الأفراح والحفلات المختلفة. لقد أسستُ هذه الفرقة حتى نعرف العالم كله بالثقافة البدوية. إن التأثيرات الغربية على الموسيقى المصرية تتزايد يوماً بعد يوم، ولهذا أريد أن أحافظ على تراثنا الموسيقي المتنوع."
الناي و"السمسمية"
بسرعة يبدد إبراهيم شبهة أنه يريد عبر فرقته الاستفادة من نجاح فرق الطوارق وتقديم موسيقى جديدة من الصحراء. إذا كان فوارس الطوارق يتقربون إلى الذوق الغربي باستخدام الجيتار الكهربائي، فإن البدو يريدون أن يظلوا أوفياء لتراثهم الموسيقي.
لأول مرة تجمتع هذه الآلات الموسيقية وتعزف معاً في فرقة موسيقية واحدة. هنا نجد آلة شبيهة بالأبوا تُسمى "ماجرونا" وآلة الناي وآلة الكمان المكسوة بفرو الذئب – بالإضافة إلى آلة فرعونية الأصل شبيهة بالقيثارة تضبط الإيقاع، وتسمى لصغرها "سمسمية"، أي أنها صغيرة مثل حبة السمسم.
أوعية الوقود وصناديق الذخيرة
تستفيد الفرقة من الوضع السياسي لشبه جزيرة سيناء وموقعها المتنازع عليه. في هذا الصدد يقول مدحت العيسوي، أكثر أعضاء الفرقة ابتكاراً: "عندما نجد شيئاً يمكن استخدامه كآلة موسيقية فإن البدو يقومون بتجربته على الفور."
كل أغاني الفرقة مستمدة من التراث القديم، وهي تدور حول الحب الممنوع البعيد المنال أو عن الليالي المقمرة في الصحراء أو عن الطريق الصحيحة للاستمتاع بالقهوة.
فالبدو يتميزون عن الطوارق أيضاً فيما يتعلق بالمشروبات المفضلة لديهم: يعتبر الشاي موضة حديثة نسبية، فبدو سيناء يستمتعون بالشراب الأسمر المستورد من اليمن. قهوة البدو يجب أن تكون سوداء وقوية، والبن يجب أن يُطحن يدوياً. لا يعترف البدو بشيء اسمه "لاته ماكياتو" أو "كابوتشينو"، وكما نسمع في الأغنية التي يحمل الألبوم عنوانها. عن ذلك يقول العيسوي: "إننا نشرب القهوة في الأفراح والمآتم. قد نضيف السكر إليها إذا كان المتوفى طاعناً في السن، أما إذا كان شاباً فتُترك القهوة مُرة حتى نبين أن الحزن في هذه الحالة أكبر."
أجواء ليل الصحراء هي السمة الغالبة على العروض التي تقدمها فرقة "جيري كان" التي تستخدم خياماً بمصابيح وعصياناً براقة الألوان ورقصات مرحة. تثير هذه الأجواء بعض الحنين إلى الماضي، فالصعوبات الاقتصادية أصبحت تهدد استمرار الحياة البدوية.
عن ذلك يقول المغني جوما غنايم بنبرة متأملة: "نحن في أسعد أحوالنا عندما نكون قريبين من الرمل – هذا هو عنصر الحياة بالنسبة لنا. ولا ننسى أن القرآن يذكر أن آدم مخلوق من رمل الأرض. ورغم أن هناك تأثيرات عديدة من الحياة الحديثة – المباني الحجرية مثلاً والثلاجات – فإننا نفضل القعود حول النيران في الهواء الطلق بدلاً من الذهاب لتناول الطعام في مطعم."
حياة البدو المعولمة
هل سيواصل البدو حياتهم في عالم عربي معولم؟ على كل حال فقد تسبب نجاح الفرقة في الخارج في أن يشعر الناس في سيناء بالفخر لأن لديهم هذا التراث. وفي النهاية يعبر العيسوي عن رغبة متواضعة بخصوص المستقبل: "سيناء تشبه تقاطع طرق: المغاربة يقطعون سيناء للوصول إلى القدس. الفلسطينيون يعبرون منطقتنا في طريقهم إلى الحج. ونحن؟ معظم أفراد قبائلنا في سيناء ليس لديهم جوازات سفر. ولهذا نتمنى أن يحصل الناس هنا على أوراق هوية حتى يستطيعوا السفر بحرية في كافة أنحاء العالم."
شتيفان فرانتسن
ترجمة: صفية مسعود
قنطرة 2008
قنطرة
فرقة "تيناريوين" الطوارقية من مالي:
من الكفاح المسلح إلى الموسيقى
إستبدل موسيقيو فرقة "تيناريوين" الكلاشينكوف بآلة الغيتار وصبوا اهتمامهم على الموسيقى بعدما وقعت حكومتا مالي ونيجيريا معاهدة سلام مع قبائل الطوارق. نعيمة الموسوي التقت عبد الله آغ الحسيني، عازف الغيتار في الفرقة، في مدينة كولونيا الألمانية وأجرت معه هذا الحديث.
تأثير موسيقى الكناوة على موسيقى الجاز والبوب:
نجوم الموسيقى الغربية في المغرب
أجيال من الموسيقيين الغربيين ابتداء من الستينات توافدوا على المغرب للتعلم من موسيقيي الكناوة، الذين تعود جذورهم إلى عبيد كانوا يعملون في حقول قصب السكر. بقلم أندرياس كيرشغاسنر
الدين والموسيقى:
ألبوم جديد للمغني السنغالي يوسو ندور
يوسو ندور أصدر نجم البوب السنغالي يوسو ندور البوم "Egypt" يمتاز بمواضيع دينية عديدة. لم يكن هذا بالنسبة لجمهوره في الوطن غير عادي على الإطلاق، لأن موسيقى البوب والإسلام هما أقرب إلى بعضهما البعض في غرب أفريقيا من أي مكان آخر