لوحات من أجل التغيير

ينبعث ببطء في أفغانستان وعي ذاتي ثقافي.وهذا الانطباع يتجلى في معرض يقام في برلين، تشاهد فيه للمرَّة الأولى أعمال ورسومات معاصرة لفنانات أفغانيات. أيغول زيتشمتشي أوغلو زارت المعرض وكتبت عنه التقرير التالي.

ينبعث ببطء في أفغانستان وعي ذاتي ثقافي.وهذا الانطباع يتجلى في معرض يقام في برلين، تشاهد فيه للمرَّة الأولى أعمال ورسومات معاصرة لفنانات أفغانيات. أيغول زيتشمتشي أوغلو زارت المعرض وكتبت عنه التقرير التالي.

​​الطقس جميل جدًا في برلين، السماء زرقاء صافية والجو دافئ ولطيف. وفي أفنية ممثِّلية مقاطعة سكسونيا في برلين يحتشد عشرات من المصوِّرين والصحفيين والسياسيين، بدلاً من الاستمتاع بأشعة الشمس في واحد من المقاهي الممتدة على جانبي هذا الشارع. صالة مصبوغة باللون الأبيض وأرضها مفروشة بخشب ثمين وجدرانها مغطاة بلوحات كبيرة. وفي هذه الصالة أربع نساء. يستمعن بخجل للأسئلة الكثيرة، كما أنَّهن يبعدن بحيرة وارتباك نظراتهن عن الكاميرات. وبعضهن يخفين شعرهن بمناديل حريرية رقيقة جدًا.

يعد هذا المعرض بالنسبة للفنانات الأفغانيات الأربعة معرضهن الأول على الإطلاق. إذ أنَّهن يعرض أعمالهن للمرَّة الأولى خارج وطنهن أفغانستان. وتقول الشابة شينكاي البالغة من العمر تسعة عشر عامًا: "لقد ازدادت ثقتي بنفسي كثيرًا من خلال الرسم. في السابق كانت النساء في مجتمعي مُغيَّبات".وتتابع أنَّها تشعر الآن من خلال الفن بأنَّها أكثر حرية.

البحث عن الهوية في خطوط الريشة

​​تنطق لوحات هؤلاء الفنانات قبل كلِّ شيء بالغضب والسخط. وجوه نساء محصورة في مربَّعات ضيِّقة، أخيلة ظلّ غير واضحة المعالم تغيب في الجموع. وعدد من عباءات البرقة الأفغانية، أُلصقت عليها في كلِّ مكان عيون وأفواه.
وكلّ الفنانات في مطلع العشرين من العمر. وقد ولدن بعد فترة قصيرة من استيلاء حركة الطالبان على الحكم. فطبعت الحرب والأوضاع الأمنية غير الآمنة حياتهن حتى الآن، إذ كان التعليم المدرسي والثقة بالذات يشكِّلان دائمًا قضية الحرب.

وفي يومنا هذا أصبحن يبحثن بخطوط ريشة الرسم عن هويتهن ويظهرن بالألوان أنفسهن ومخاوفهن. ولقد تعلمن ذلك في مركز أفغانستان للفنون المعاصرة. وهذا المركز يعتبر أكاديمية فنون عليا خاصة تهتم قبل كلِّ شيء بالنساء؛ تم تأسيس أكاديمية الفنون هذه في عام 2004 من قبل بعض الفنانين. يقول الفنان رهرو عمرزاده، الذي يُعدّ من مؤسسي أكاديمية الفنون: "نحن لا نتلقى الدعم المالي من الدولة، بل يتحتَّم علينا أن نهتم بأنفسنا بكلِّ شيء".ويتابع قائلاً إنَّ هذا أمر جديد برمَّته في أفغانستان، وذلك لأنَّ الفن كان يُستغل كثيرًا في السابق كوسيلة للدعاية. "ولكن فقط من خلال التنويع يمكن للمجتمع أن ينمو ويؤسس ثقافة ديموقراطية. وهذا هو على وجه التحديد ما نحاول أن نعيشه هنا"، حسب قول الفنان رهرو عمرزاده.

عبء الماضي الثقيل

​​وفي هذه الأثناء أصبح هناك خمس وعشرون شابة أفغانية يدرسن في أكاديمية الفنون في كابول. وهؤلاء الطالبات ينتسبن لأسر وعائلات متحرِّرة، حيث يسود حبّ استطلاع غير محدود وحاجة إلى تعويض ما فات. أما في عهد الطالبان فقد كان يتم عقاب من يرسم صور أشخاص أو حيوانات بالجلد، فقد حُرم التصوير والرسم باسم الله تحريمًا تامًا. ولم يكن يسمح سوى برسم المناظر الطبيعية الخلاّبة وفن الخطّ والنسخ. والآن لم يعد لهذه المواضيع أيّ وجود في أعمال الفنانات الشابات.

وصحيح أنَّ هذا يمثِّل بالنسبة لهن مقاطعة لتلك المواضيع، إلاَّ أنَّها ليست مقاطعة لجذورهن. فالفنانة شينكاي والفنانات الأخريات يعتبر أنفسهن مسلمات متديِّنات. تقول شينكاي: "إنَّ الإسلام والفن لا يشكِّلان بالنسبة لي أية تناقضات. وللفن في ديني تقليد عريق. ويجب علينا فقط الاستمرار في تطوير هذا التقليد وإظهار أنَّ وجهة نظرنا يمكن أن تكون جزءً من الإسلام".

الكليشيهات موجودة أيضًا في الغرب

لهذا السبب حضرت الفنانات الأفغانيات الأربع إلى برلين. حيث خضن هنا نقاشات مع طلبة فنون ألمان وقمن بزيارة عدد كبير من المتاحف والمعارض. تبدأ عيون خديجة باللمعان عندما تصف مشاهداتها في برلين: "في كلِّ ركن يوجد فن، إنَّ هذا مثل شهر رمضان أو مثل العيد". بيد أنَّ هذه الفنانة البالغة من العمر واحدًا وعشرين عامًا لاحظت أنَّ الكليشيهات التي يحشرها المرء ضمنها غير موجودة فقط في وطنها أفغانستان. تقول خديجة: "يبتسم الكثيرون لنا هنا في الغرب ويعتقدون أنَّنا غير موهوبات في الحقيقة، لا سيما وأنَّنا نساء من أفغانستان ونتعرَّض للاضطاد والقمع بشكل مستمر. ربما يمكن لهذا المعرض أن يساعد في تغيير هذه الصورة شيئًا ما، فنحن لا نختلف قطّ عن النساء الموجودات هنا".

تريد خديجة و شينكاي والفنانات الأخريات كسر الكليشيهات والتفكير النمطي هنا على نهر الشِّبرييه وكذلك في جبال هندوكوش وعلى نهر كابُل. لهذا السبب فهن لا يَدرُسن فقط، بل يُدرِّسن التلاميذ الصغار الفن ويقمن بزيارات لفتيات صغيرات في المناطق الريفية، ليوصلن لهن شيئًا من روحهن الداعية للنهضة. ففي آخر المطاف لا يستطيع المرء - حسب تعبير الفنانات - تغيير شيء ما فقط بالكلام والسياسة القوية، بل كذلك بريشة الرسم والألوان.

أيغول زيتشمتشي أوغلو
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: دوتشه فيله 2008

قنطرة
الرياضة النسائية في افغانستان:
تمارين سرية وخوف من المتطرفين
في كابول تم افتتاح اول مركز نسائي للتمارين الجسمانية والرشاقة. إلا ان صاحبة النادي تحافظ على سرية المكان خوفا من إثارة غضب فئات متمسكة بالعرف والتقاليد حتى بعد ثلاث سنوات من سقوط نظام حركة طالبان. تقرير علي مطر.

أفغانستان:
إذاعة "صوت المرأة الأفغانية
ما أن سقط نظام الطالبان في أفغانستان حتى إستطاعت المرأة الأفغانية المشاركة في الحياة الإجتماعية من جديد. حيث أُنشئت محطة إذاعية تُعنى بالنساء منذ أمد قريب. راتبيل شامل كتبت عن ذلك.

أفغانستان
خدمة الشرطة تحت البرقع
تدعم الجمعية الالمانية للتعاون التكنولوجي (GTZ) تدريب قوات الشرطة و موظفي دوائر النظام القضائي. و في نطاق هذا التعاون تمت دعوة سبع جنديات من الشرطة وموظفتين من الدوائر القضائية إلى ألمانيا لرحلة تثقيفية. تقرير مونيكا هوغن