بين الحدود وبناء الجسور في السيرة الذاتية
صدر عن دار جامعة حمد للنشر بالدوحة في قطر للكاتبة والناقدة الأدبية والفيزيائية القطرية هدى النعيمي كتاب بعنوان "حين يبوح النخيل" وهو سيرة ذاتية للكاتبة تسرد أحداثها في مائة وخمس وثمانين صفحة. تنقل هدى النعيمي القارئ معها خلال المحطات المدرسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية، حتى وصولها إلى عتبات الجامعة التي شكلت بداية رحلتها العلمية. ثم دراستها في مصر وفرنسا وقطر ومن ثم مشاركتها في المؤتمرات العلمية في مجال الفيزياء حول العالم. في هذه المحطات لا تغفل النعيمي وقوفها على لحظات عدة من حياتها الخاصة كابنة وأخت وزوجة وحاضنة لأبناء الإخوة والأخوات وكذلك صديقة وزميلة عمل في المجالين الثقافي والطبي.
الكتاب سيرة ذاتية للكاتبة القطرية هدى النعيمي
حازت النعيمي على شهادة الماجستير في الفيزياء النووية من جامعة عين شمس في مصر، وحازت أيضًا على درجة الدكتوراه في الفيزياء الحيوية الطبية من جامعة القاهرة. حالياً تشغل النعيمي منصب مدير تنفيذي لإدارة الصحة المهنية والسلامة في مؤسسة حمد الطبية. حققت النعيمي الميدالية الذهبية من المعهد الدولي للفيزياء والهندسة الطبية البريطاني في عام 2019، وكانت أول شخصية في الشرق الأوسط تحصل على هذه الجائزة من بين ثلاثة آلاف مختص في الفيزياء حول العالم.
وفي المجال الأدبي يسبح القارئ مع النعيمي في عالم يسرد ملامح شغف الكاتبة بالأدب والشعر والتاريخ، وكيف تألقت الكاتبة النعيمي بشكل لافت في عالم الأدب منذ سنوات دراستها الجامعية، حين بدأت رحلتها الأدبية بنشر مقالاتها في الصحف المحلية والمشاركة الفعّالة في الندوات والمؤتمرات الأدبية في مصر وبلدان عربية متعددة.
احتلت النعيمي عدة مناصب ريادية في المجال الثقافي، إذ كانت عضوًا في المجلس الوطني للثقافة والفنون، وشغلت منصب رئيسة قسم ثقافي في جريدة الراية القطرية، بالإضافة إلى تعاونها المستمر مع وزارة الثقافة في قطر في تنظيم برامج ومشاريع متنوعة.
كما حصلت النعيمي على جائزة الإبداع القصصي من نادي الجسرة الثقافي في قطر وجائزة الدولة التشجيعية. مؤلفات النعيمي تشمل "المكحلة" و"أنثى"، إضافة إلى "عين ترى" وهي دراسة أدبية تتناول نقدها للسرد والشعر والمسرح، مما يظهر تنوع اهتماماتها وتألقها في ميدان الكتابة والنقد ويضيف ثقل لسيرتها الذاتية التي بين أيدينا بعنوان "حين يبوح النخيل". تتسارع خطى الزمن عبر صفحات سيرة ذاتية مميزة لامرأة قطرية، تحمل عبق النخيل وأشجاره الرشيقة، كأنها تبوح بأسرار الحياة على أوراقها المصفوفة بأقلام الذكريات. "حين يبوح النخيل" تحمل في طياتها عشرة فصول، كل فصل يرسم لوحة جديدة في مسيرة الكاتبة المميزة، النعيمي.
الحدود في "حين يبوح النخيل"
"لتحركاتنا حدود وقوانين، مثل أي أمر آخر في الحياة التي نتلمس حقائقها، فهناك حدود وقواعد وقوانين كتبت أو لم تكتب" (ص.34).
تنطلق السيرة الذاتية بتقديم من نعيمي لبلادها في مؤتمر بمبنى الأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي حول الاستخدام السلمي للزئبق ومشتقاته. تقول النعيمي: "ويرى وفد بلادي أن التعديل المقترح سيجعل اتفاقية استخدام الزئبق ومشتقاته، ووسائل التخلص من مخلفاته، غير قابلة للتطبيق على نطاق واسع، وشكرا". (ص.7).
قبل أن يلمس القارئ الطيات الزمنية والأحداث المتجسدة في السرد، تتسلل الكاتبة ببراعة إلى أروقة عالم أدبي ساحر، فتستحضر لنا لحظات الطفولة الأولى في مسار حياتها الدراسية. تتقدم برشاقة استثنائية لترسم الكاتبة تجربتها الفريدة مع مادة الزئبق بتناغم يمزج بين شيء من الواقع ولمسات من الخيال متنقلة عبر الحدود التي تشكل محور الرواية.
تظهر التحديات في المواجهة بين بناء الحدود ومد الجسور للتعاون والتفاهم وتقاسم السلطات. بينما تكشف أهمية الحفاظ على الحدود كمفتاح أساسي لتحقيق السلام والأمان في ظل اتساع نطاق الأنانية البشرية والطمع في السلطة والسيطرة، تعتبر قيم التسامح والتعددية والانفتاح على الآخر مصدر ثراء وأمن من جهة أخرى.
في رواية "حين يبوح النخيل"، تقدم لنا الكاتبة رؤية تكشف عن هذا الصراع المعقد، الذي يندرج ضمنه تفاعلات معقدة بين الشخصيات المختلفة، سواء كانوا أزواجاً أو إخوة أو زملاء في العمل أو الدراسة، ويمتد هذا التأثير حتى يبلغ المستوى الدولي. فعلى سبيل المثال يتعرف القارئ على "وهيبة" المشرفة على بيت الطالبات القطريات في مصر، حيث يسود الالتزام بالقوانين التي وضعتها "وهيبة". تظهر إيجابية هذه القوانين كحاجة ضرورية للتدريب على الالتزام والنظام في المكان كما في الحياة العملية. ولكن من جهة أخرى تتصاعد الصراعات بين "وهيبة" و"كريمة" و"المشرقة المناوبة"، حيث تشتعل حروب حادة حول السلطة والاختصاصات، وينتهي الصراع باختفاء "كريمة" بشكل غامض وتحل محلها "سلوى"، الشابة المصرية التي تزوجت من رجل سوري. تروي السيرة الذاتية كيف تعرضت سلوى هي وزوجها للظلم بسبب رفض الحكومة المصرية منحه الجنسية المصرية حتى وإن كان ولد وعاش بمصر. يستغل الزوج سلطته على زوجته المصرية للرد بالقوة على هذا "الظلم"، مما يؤدي إلى خسارته لزوجته وحب حياتها وحرمان الزوجة من أبنائها.
في إبراز قضايا التضامن ومد الجسور بين الدول العربية
تنتقل الكاتبة ببراعة من التركيز على الجوانب الفردية والاجتماعية للحدود والسلطة، إلى استكشاف كيفية اختراق الحدود بهدف تحقيق السلطة في الميدانين السياسي والاقتصادي. تروي الكاتبة شهاداتها الشخصية حيال مشاعر الناس العادية في العالم العربي تجاه أحداث تاريخية كبيرة، أهمها غزو صدام حسين على الكويت والغزو الأمريكي للعراق، وهجمات برجي التجارة العالمي في 2001. وتبرع الكاتبة في إبراز قضايا التضامن ومد الجسور بين الدول العربية مع الأفراد العاديين الذين يتأثرون بشكل جذري بالتشرد وطلب اللجوء، وفقدان الأحباء بسبب الاشتباكات الأيديولوجية في إطار المصالح السياسية والاقتصادية. وهنا يتم التركيز بشكل خاص على دور الفن والثقافة كوسيلة للتعبير عن التضامن والمقاومة ضد الظلم والاعتداء على الآخرين.
من جهة أخرى تستعرض سيرة النعيمي تأثير تلاشي الحدود بين الثقافات، حيث نُلقي نظرة على صديقاتها وزملائها الذين يختلفون في معتقداتهم الدينية والثقافية والاجتماعية، دون تمييز أو عنصرية. ويكمن هذا الفهم في سياق دولة قطر، حيث يعيش فيها أكثر من 85% من السكان وافدين من جنسيات وثقافات مختلفة، مما يعزز التعددية والانفتاح على الآخر.
ولكن من بين النقاط الملفتة التي تطرقت إليها السيرة الذاتية هي إشكالية الحفاظ على اللغة المحلية رغم مد جسور للتعرف على الآخر. فبينما بدأت السيرة بتتبع تشجيع الدولة على تعليم أبنائها للغة الإنكليزية خصوصًا، بهدف التعرف على الثقافات والتقنيات حول العالم والمساهمة في صنع الحضارة العالمية.
ومع ذلك تنتهي السيرة بتسليط الضوء على موقف كوميدي ساخر عندما تعرف ابنة أخيها أن عمتها "الكاتبة" نموذج لكاتبة قطرية من خلال صورتها عبر البحث في محرك غوغل فلم تكن "تعرف أنها عمتها تلك الكاتبة، وهو ما يعبر عن خطورة هيمنة اللغة الإنكليزية على المجتمع العربي / الخليجي كلغة المعرفة والتعامل اليومي وأهمية العمل "لتصحيح المسار".
تقول النعيمي: لسان أطفالنا قد غزاه الحرف الأجنبي بغزارة، ويحتاج منا أن نفعل شيئا عاجلا لتصحيح المسار، فاللغة الأم هوية، وهُم أمانة لدى كل منا..فاللغة ستعود بهم وبنا تلقائيا للصوت العربي والروح العربية وربما أكثر" ( 161). وفي السياق نفسه تسلط الكاتبة الضوء على آثار تداول الحدود في القرية العالمية المعاصرة، حيث سيطرت ثقافة الاستهلاك وأثرت في خصائص كانت تميز المجتمعات المحلية، ليس فقط على مستوى الأزياء المحلية، ولكن أيضاً في طابع الإنتاج وثقافة "اصنع بنفسك" بدلاً من ثقافة الاستهلاك السريع بعد أن علَّمت" الحداثة الناس الاعتماد على الحلول الجاهزة". (ص.79).
وبسؤالها كيف تتعاملين مع التوازن بين الحفاظ على هويتك الثقافية العربية، وفي الوقت نفسه مع الحاجة إلى التفاعل والتأثير في المجتمع الدولي والمجتمع العلمي العالمي؟
أجابت النعيمي : "أعترف أنه لم يكن من السهل ذلك، و ربما هذا من أسباب كتابة السيرة في أصل الأمر، فرغم أنني ممن ينظر دوما إلى الأمام، و إلى التغير وإلى التعلم و التفاعل مع الآخر في الشاطئ الآخر ، وإلى صناعة الأشياء و الابتكار والتخلي عن ما يشد إلى القاع و الارتقاء إلى الأعلى، إلا أنني متصالحة مع ذاتي في كوني امرأة عربية مسلمة، متصالحة مع هويتي كامرأة من منطقة عربية لها شديد الخصوصية، وأفتخر بحملي هذا الهوية، و بانتمائي العربي و القبلي، و أرى أن كل هذا هو الذي صنع مني اليوم هذا المركب / الكاتب، لا أميل إلى الصدام المباشر مع المجتمع و مع أفراد المجتمع، سواء كنت أوافق على كل معتقداته أو لا، لكني أعلن الاختلاف في الجزئية التي لا تشكل ضربة مقتل للمعتقد في المنطقة التي جئت منها، حتى أن هذا الاختلاف صار اليوم متاحا لي و لغيري وصار من المقبول أن نختلف ونقبل بعضنا البعض وهذا لم يكن سهلا لكنه لم يكن مستحيلا أيضا".
المرأة العربية والحدود في السيرة الذاتية
قراءة سير الكتابات النسائية تعد تجربة مثيرة تفتح أمامنا آفاقًا متنوعة من المزايا الفريدة. تُقدم هذه السير مصدر إلهام قويٍّ للآخرين من خلال استعراض قصص نجاحهن وبناء ثقة أكبر بالنفس. كما تبرز هذه القصص دورًا فعّالاً في تحطيم الصور النمطية التقليدية المتعلقة بدور المرأة في المجتمع، وتشجع على إثارة النقاش حول قضايا حقوق المرأة.
نظرًا لأن "التحفظ" يُعتبر توقعًا سائداً للسلوك النسائي، يُصنف امتلاك المرأة لصوت في المجال العام، الذي يبدو كمظهر للشهرة والاستعراض، عادةً كـ "غير طبيعي وشاذ" في المجال العمومي الذي يعتبر عمومًا مجالا ذكوري كما يذكرنا هايلبرون في كتابه Writing a Woman's Life.
فكتابة سيرة ذاتية للنساء بشكل عام تُعد تحدياً وربما لهذا لا تزال كتابة سير ذاتية لامرأة عربية محدودة خصوصا في سياق في سياق الثقافة المحافظة. تتناول معظم السير الذاتية النسائية العربية باللغة العربية صراعاً بين التقاليد والتراث وحقوق المرأة في المجتمع العربي المسلم. ورغم ذلك يظهر المشهد بشكل مختلف في اللغات الأجنبية، حيث شهدت سير ذاتية لفتيات عربيات مسلمات انتقلن من "حروب أو عائلات متعصبة أو أزواج متوحشين". يكشفن هؤلاء النساء عن جوانب وأسرار خلف الأبواب المغلقة في ثقافاتهن "الرجعية"، التي لا تحترم حقوق المرأة. تأتي هذه السير في سياق الصدام الحضاري بين الشرق والغرب، ويزداد أهمية ذلك خاصة بعد أحداث سبتمبر 2001.
وهنا عند سؤال النعيمي: ما هي التحديات التي واجهتِها ككاتبة لسيرة ذاتية لامرأة عربية، وكيف تجاوزتِ هذه التحديات في عملك؟
أجابت التعيمي: لا تتعلق السيرة الذاتية، بذات الكاتب فقط، لكنها أيضا تخص من حوله من مجتمع يتكون من أفراد يختلفون في آرائهم في الحياة وتختلف وجهات نظرهم في الكتابة وأهميتها بشكل عام، هؤلاء الذين من حولنا لهم دور في مسيرة الحياة ولهم تأثيرات إيجابية أو غير إيجابية فيما كنا، وما أصبحنا عليه، ولا بد للسيرة الذاتية إن أردنا أن نكون فيها صادقين، أن نعرج على مفاصل يكون الآخر حجر الزاوية فيها، وهنا التحدى حين لا يكون هذا أو ذاك يشاء أن يسجل اسمه أو أن يُشار إلى دوره بالشكل المكتوب أو الموثق، وهذا حق مكفول يُعتَرف به للآخر. وعليه فقد كان ذكاء الكاتب وذكاء الأنثى هو الوسيلة التي تُتَّخَذ للتحايل على عدم الإشارة إلى من لا يُرَاد أن يُشار إليه، وعدم إضاءه أدوار محددة في السيرة، دون إهمال الاثر الذي يتركة هؤلاء، حتى تكتمل تجارب حياتية، صنعت في آخر الأمر، صاحب السيرة (أنا).
تتميز "حين يبوح النخيل" بقدرتها على الوقوف على حدود متقاطعة بين عوالم مختلفة. تستعرض السيرة قصصًا نسائية تمتد عبر ثلاثة أجيال منذ ستينيات القرن الماضي، ورغم أن مصطلح "بوح" في حد ذاته يفتح أفقاً لاستكشاف حدود غامضة وكشف أسرار مكتومة، إلا أن النعيمي تفاجئ القارئ باستعراض مميز لسيرة امرأة عربية.
فالرواية لا تعرض صوراً نسائية أو وصفاً للأماكن الخاصة، ولا حتى على حكايات تكشف عن علاقات خاصة بين الرجال والنساء. بل، ببراعة استثنائية، تتتبع النعيمي تطور مكانة المرأة القطرية في المجتمع، من خلال تسليط الضوء على علاقاتها مع الجنسين في مختلف المجالات العامة، سواء في المسارح، قاعات الدرس، أماكن العمل، أو حتى المؤتمرات العلمية. أما في لحظات الكشف الشخصي، تنقل لنا النعيمي ببراعة فائقة أجواء الحياة الأسرية والعلاقات الدافئة بين الوالدين وأفراد العائلة والأصدقاء مضفية إليها لمسة من الخصوصية الثقافية.
"العديد من النساء اللواتي يسعين لتحطيم الصور النمطية -التي تحد وتهمش المرأة- لا يُعرِّفن أنفسهن بضرورة كونهن نسويات"
كما تتميز النعيمي في سيرتها الذاتية هذه بابتعادها عن الصورة النمطية للصراع بين الرجل والمرأة حول حقوق المرأة وحضورها في المجال العمومي. فترينا الساردة وجه الأب الذي ينتقل مع ابنته المجتهدة الطموحة إلى فرنسا ليقيم معها لمدة ستة أشهر، بهدف عملها على بحث بدعم من الدولة ومشرفيها لدرجة الماجستير. في حين يبدو أن الأم الحنون تتحمل دورها في تدبير المنزل ورعاية الأبناء في قطر.
أما الأخت فترافقها في رحلة علاجية في الولايات المتحدة، وهنا تنقل الساردة للقارئ عمق مشاعر الأخوة والرعاية ودفء الأسرة في صورة يكملها الزوج الداعم والمحب في السراء والضراء. وبذلك يبدو أن المرأة في سيرة النعيمي لم تنهض إلا بفضل التزامها الجاد بتحقيق طموحاتها ووجود سند وشريك في رحلة تطورها ونضوجها الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي. ولذا أعتبر أن السرد النسائي لقصة نجاح امرأة قطرية يتخطى التركيز الحصري على النضال النسوي فهو يسلط الضوء على حقيقة أن العديد من النساء -اللواتي يسعين لتحطيم الصور النمطية التي تحد وتهمش المرأة- لا يُعرِّفن أنفسهن ضرورةً بأنهن نسويات. كما يؤكد أيضاً أن قصص نجاح النساء ووعيهن بحقوقهن في مناطق متعددة لا يمكن تقليصها إلى مقاومة ضد البطرياركية بناءً على نفس الأساس الذي وُضِعَتْ فيه حقوق المرأة ونجاحها في المجال العام داخل الأوساط الفكرية النسوية.
أسلوب السرد والحدود
أسلوب السرد واستخدام اللغة البسيطة والعميقة -التي تحدت الحدود الفاصلة بين الواقعي والخيالي كما مازج بين جوانب التقرير والشعر، واستدعاءات التاريخ في إطار إدراج التفاصيل الشخصية- قد أضفى على السيرة الذاتية طابعاً ملهماً ومقنعاً بشكل استثنائي. يسهم هذا الأسلوب في إلقاء الضوء على المسار الشخصي والمهني للمرأة القطرية بطريقة تشجع على التفاعل.
توفير تفاصيل شخصية دقيقة يعزز من قوة التواصل مع القارئ، حيث يمكن للأسلوب المترابط والمتناغم أن يأسر انتباه القارئ ويجذبه إلى أعماق المشاعر والتجارب الإنسانية. يعكس الاستخدام الماهر للغة العميقة قدرة الكاتب على التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل فعال، مما يجعل القارئ يعيش تلك التجارب بمشاعر تامة.
بفضل هذا الأسلوب المتناغم تظهر السيرة الذاتية بشكل متكامل، حيث يندمج التقرير الواقعي بشكل جيد مع لمسات فنية تجعل النص لا يقتصر على سرد الأحداث، بل يصبح رؤية تجمع بين الواقع والجمال. يترك هذا الأسلوب الأثر الإيجابي في نفس القارئ، مشجعاً إياه على التفاعل مع تجربة المرأة القطرية، وفهم أعماق رحلتها الشخصية والمهنية بشكل أعمق.
وختاماً: في هذه المذكرات الشخصية تتأمل النعيمي لحظات طفولتها ببراءة تلك الأيام التي أرست فيها بذور أحلامها الكبيرة ووعيها بذاتها كامرأة قطرية في مجتمع ينشد التوازن بين مظاهر التحديث ومواكبة التطور العلمي والمحافظة على هوية محلية متفردة.
أماني الصيفي
حقوق النشر: موقع قنطرة 2023
Qantara.de/ar