"السلام لن يتحقق في ظل القادة السياسيين الحاليين"
أبونا إلياس شكور، رُشح ثلاث مرات لجائزة نوبل للسلام، وهو رجل في وضع لا يحسد عليه: فلسطيني مسيحي في إسرائيل؛ قس كاثوليكي وناشط عربي من أجل السلام، محصور بين تعصب الجانبين. ولد شكور عام 1939 في قرية في الجليل، والتي أصبحت جزءاً من إسرائيل عام 1948. حل الجيش الإسرائيلي عام 1951 بالقرية وهدم كل المنازل وأجبر الناس على الفرار. يعيش شكور منذ هذا الوقت في قرية إيبللين، ويكافح في المحاكم من أجل حقه في العودة إلى داره القديمة. أقام شكور في غضون ذلك مركزاً تعليمياً كبيراً في إيبللين، يوفر التعليم والتدريب لأكثر من 4000 تلميذ وطالب من كل الأديان. قابلت ساندرا بيترسمان إلياس شكور وتحدثت معه حول عملية السلام في الشرق الأدنى.
يقول "أبونا إلياس شكور": "ديانتي هي المسيحية، وثقافتي عربية. أنا فلسطيني من إسرائيل، أرغب السلام كالغالبية العظمى من الفلسطينيين والإسرائيليين. غير أن السلام لن يتحقق في ظل القادة السياسيين الحاليين"، ثم أضاف:
"القادة السياسيون الحاليون لا يوظفون طاقاتهم بقدر كاف من أجل السلام. إلا أنني على يقين أن اليهود في إسرائيل والمسلمين في فلسطين سوف يبقون بعد زوال قادتهم السياسيين. وأنا على ثقة أن شخصيات جديدة سوف تأخذ زمام الأمر بيدها؛ سياسيون جدد يجرؤون على مجابهة العنف الواضح ببادرة سلام صادقة، من أجل دفع الجانب الآخر إلى الحوار والسلام."
ويذكّر القس الكاثوليكي والفلسطيني النشط من أجل السلام، بالعداوة اللدودة التي وجدت بين فرنسا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وبالحوار السلمي الذي أقامه آنذاك شارل ديغول وكونراد آديناور.
"نحن بحاجة لقادة سياسيين ليس لهم تاريخ عسكري، سواء في الجيش أو في حركة التحرير. فهؤلاء لا يلتقون على طاولة مفاوضات، بل يواصلون القتال. نحن بحاجة إلى أناس مثل تلك الشخصيات التي وجدت في ألمانيا وفرنسا. لقد كان الوضع آنذاك خطيراً جداً أيضاً. ولكن الساسة كانوا بعيدي النظر، وكانوا يعلمون أن مستقبل الدولتين يتوقف على تأسيس عرى الصداقة فيما بينهما."
دور الاتحاد الأوربي
يريد "أبونا إلياس شكور" أن يضطلع الاتحاد الأوربي بالوساطة النشطة في عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين. وهو يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست وسيط صادق، وأنها فشلت في ذلك.
"إني أوجه سؤالي إلى الاتحاد الأوربي: هل بذلتم فعلاً كل جهد ممكن بحكم سلطتكم من أجل مساعدتنا؟ نحن نثق في أوربا وشعبها. إنكم مثال للحضارة والتقاليد، وليس للأسلحة وإظهار مشاعر القوى العظمى. لقد تعلمتم من الحروب التي خضتموها أنفسكم أنه لا يمكن للمرء أن يخرج منتصراً من ميدان المعركة، وإنما من جلسات المفاوضات."
لم يعد نشط السلام من القرية الفلسطينية المدمرة بيرم في الجليل يؤمن بإمكانية قيام دولتين متساويتين، توجدان إلى جوار بعضهما البعض على الأرض المقدسة في يوم من الأيام، لأنه لم يعد يعتقد في إمكانية إزالة المستوطنات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في أي وقت كان.
"أردت دائماً وجود دولتين متساويتين تتعاونان سوياً من أجل صالحهما العام، غير أن أرجحية عدم حدوث ذلك تزداد يوماً بعد يوم. ربما كان علينا التفكير في حلول أخرى؛ ربما دولة واحدة ذات مقاطعات مستقلة كما هو الحال في سويسرا؟ لا أعلم."
ساندرا بيترسمان، الدويتشه فيلله
ترجمة: حسن الشريف