البحث عن أرضية مشتركة لتحطيم الصور النمطية وبناء الجسور
فتاة فلسطينية محجبة وفتاة موريتانية ترتدي الزى القومي وأخرى لبنانية ترتدي تنورة قصيرة ومعهم شاب إسرائيلي وآخر مصري يجلسون جميعا على طاولة طعام واحدة لتناول الغذاء ويتجاذبون أطراف الحديث في جو يغلب عليه روح المرح والحماس.
وتتراوح أعمار الشباب والفتيات ما بين 18 و 25 عاما حيث حضروا من 11 دولة من دول حوض البحر الأبيض المتوسط إلى معهد غوته بالإسكندرية من 9 حتى 15 مارس/آذار لحضور المؤتمر التمهيدي والتدريبي للبرلمان اليورومتوسطي الأول للشباب والذي سيعقد في مجلس الشيوخ في برلين من 26 مايو/أيار وحتى 3 يونيو /حزيران المقبل.
وسينضم إليهم هناك باقي المشتركين من دول الاتحاد الأوربي حيث سيصل عددهم إلى 102 مشترك ليتحاورا في عدة موضوعات منها الهجرة، تدويل الفنون والثقافة، العولمة، دور الإعلام وكيف يرى كل منا الآخر.
اختبارات ومقابلات شخصية
اختير المشاركون بعد عدة اختبارات تحريرية ومقابلات شخصية واختبارات للغة الإنكليزية استمرت شهرين قامت بها معاهد غوته المنتشرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتعاون مع مؤسسة آنا ليند لحوار الثقافات وملتقى شباب اليورومتوسطي حيث قامت هذه الجهات بتدريبهم جيدا وإعدادهم للبرلمان.
وعلى مدار أسبوع في الإسكندرية قام الشباب بالتعرف على بعضهم البعض وحضور التدريبات وورش العمل المختلفة والمحاضرات وزيارة معالم المدينة، كما ناقشوا العديد من القضايا الخاصة بالتعاون الأورومتوسطي يصطحبهم وسطاء من جميع الدول الأورومتوسطية.
انقسم المشتركون إلى خمس مجموعات عمل لمناقشة موضوعات مختلفة للتدريب على كيفية المناقشة البرلمانية مثل صورة الاتحاد الأوروبي في دول البحر المتوسط وكيفية حل أزمة دارفور، دور الشباب في حل النزاعات في المنطقة اليورومتوسطية، كيفية تأسيس علاقات دائمة بين الشباب والمنظمات الشبابية في الدول اليورومتوسطية.
التنوع، الحوار والتضامن
"نرى إشارات جيدة لروح متميزة بين المشاركين على تنوع جنسياتهم وخلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية وذلك بهدف أن يتعلموا من بعضهم، فمنذ اللحظة الأولى لوصولهم بدأ الجميع في الاختلاط بسهولة مع بعضهم البعض، كما تحدثوا بانفتاح عن حياتهم الشخصية والحياة في بلادهم، فشعار المشروع التنوع، الحوار، التضامن وتلك هي أهدافه أيضا، بالإضافة إلى تحطيم الصور النمطية وبناء الجسور" حسب قول شتيفان فينكلر، مدير معهد غوته في الإسكندرية.
"في المناقشات نحاول أن نركز على النقاط التي تشكل أرضية مشتركة بيننا، فلابد أن نستفيد من تواجدنا هنا ولا ننظر نظرة عامة أو نمطية تجاه الآخر، فمن الشيق أن يقابل المرء الشباب من بيئات وثقافات مختلفة ويعيش التجربة معهم بعيدا عن ما نراه عن بعضنا في وسائل الإعلام "حسب رأى حسن من مصر الذي أنهى دراسة الترجمة بجامعة الأزهر.
التبادل الشخصي
وعن وجود بعض الأمور الحساسة بين بعض الدول مثل مصر وإسرائيل، قال حسن بأنهم حضروا لهذا المكان للحوار وليس لإثارة المشاكل وأن الأمر يتعلق بالتبادل الشخصي بين "محمد" و "ألمو" وليس بين محمد المصري الجنسية وألمو الإسرائيلي أو بين "حمزة" المغربي و"نوال" الجزائرية على سبيل المثال.
"ألمو" من إسرائيل يقول أنه يزور مصر لاول مرة ويلتقي مع عرب ويشعر بالدهشة مما رآه هنا حيث لم يحظ من قبل بفرصة للجلوس مع شباب عرب وحتى الفلسطيني برغم أنهم يذهبون لنفس الجامعة العبرية في القدس معه حيث يدرس العلاقات الدولية.
فهو يرى أن هذا البرلمان سيكون ملجأ لهم جميعا برغم كل التوتر السياسي بين بلده وعدد من البلاد الأخرى، ويعتقد أن الشباب قادر على صنع التآلف وهو ما لا تستطيع عمله الحكومات وأنه سيرجع لبلده وقد اكتسب صداقات كثيرة.
أما "نور" من لبنان فترى أنها تجربة متميزة للغاية حيث أنها تجتمع لأول مرة مع فتيات من موريتانيا التي لم تكن تعرف أنها بالأساس دولة عربية، وهي تجربة تساهم في تحطيم القوالب النمطية عن الآخر، فعلى سبيل المثال كانت تعتقد أن الشباب المصري متحفظ ولكنها وجدته متفتح والكثير منه يدخنون السجائر.
قرية دول البحر المتوسط
واستمتع الشباب بشكل خاص بتطبيق فكرة "قرية دول البحر المتوسط"، حيث احضر كل المشاركين الملابس القومية والأطعمة والصور الخاصة ببلدهم لكي يراها الجميع.
فيليب شارف من مؤسسة هاينز-شفارتزكوبف المشاركة في تنظيم ورعاية البرلمان عبر عن تأثره الشديد بالشباب العربي لما يمتلكه من حماس وطاقة لم يكن يتوقعها. ومؤسسة هاينز-شفارتزكوبف هي التي اختارت المشاركين الأوروبيين الذين يمثلون النصف الآخر من البرلمان.
وسيخرج الشباب في البرلمان الذي سيعقد في برلين بعدد من التوصيات والأفكار سيتم متابعتها وعرضها على ممثلي الحكومات والجهات المختصة للخروج بمشروعات مشتركة يأمل أن تنفذ على أرض الواقع.
نيللي يوسف
حقوق الطبع قنطرة 2007
قنطرة
مبادرة أورو-متوسطية جديدة على شاطئ الإسكندرية شاطئ الإسكندرية
على أنغام الموسيقى الشعبية التقليدية لدول المتوسط والموسيقى الأوروبية الكلاسيكية افتتحت مؤسسة أنا ليند الأورو-متوسطية للحوار بين الثقافات في 20 ابريل/نيسان الجاري حيث تتخذ من مكتبة الإسكندرية والمعهد السويدي بالإسكندرية مقرا لها. تقرير نيللي يوسف.
لا غنى عن حوار الثقافات!
منذ اعتداءات الحادي من سبتمبر/أيلول بدأ يطرح شعار حوار الثقافات على الساحة السياسية. وترى الباحثة نايكا فروتان أنه لا غنى عن اتباع استرتيجية الحوار بين الثقافات في السياسة الخارجية في زمن أثبتت الأساليب العسكرية فشلها.
وجهة نظر عربية
نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني يحتفل الاتحاد الأوربي ودول حوض البحر المتوسط بمرور عقد كامل على بداية الشراكة الأورومتوسطية. العديد من المحللين العرب يتساءلون عن محصلة هذه الشراكة. تقرير غوتس نوردبروخ.
www
موقع البرلمان الأورومتوسطي للشباب (باللغة الإنكليزية)
مؤسسة أنا ليند (باللغة الإنكليزية)