بامكان دول المجموعة ان تفعل اكثر من ذلك!

انه لأمرٌ مقلق ان يحتاج ممثلوا القوى العظمى في العالم والمجتمعين في سان بطرسبورغ الى كل هذا الجهد كي يتفقوا بشق الأنفس على بيان مشترك لن يساهم بشكل فعال في تهدئة الوضع في الشرق الاوسط. تعليق بيتر فيليب

لكن مجموعة الثماني حمّلت " مجموعات متطرفة" مسؤولية التصعيد واتهمتها بزعزعة استقرار المنطقة، وهذا النقد لحركة "حماس" الفلسطينية وحزب الله اللبناني جاء مُرفقا بمناشدة اسرائيل أن توقف هجماتها على لبنان وقطاع غزة، وهكذا يبدو البيان للوهلة الاولى متزنا لكنه في واقع الامر يعبر عن العجز.

لقد كان بامكان دول المجموعة ان تفعل اكثر من ذلك بأن يضغط كلٌ منها على الطرف الاقرب اليه في الشرق الاوسط، فالولايات المتحدة التي اعتادت على منح اسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، كان بامكانها ان تضغط عليها وتدعوها لضبط النفس، وروسيا كان بمكانها استخدام علاقاتها الجيدة مع سوريا وايران للضغط على "حماس" و"حزب الله" ودعوتهما للاعتدال، والاوروبيون يستطيعون وعليهم ان يدعموا الحكومة اللبنانية حتى ترسل جيشها الى جنوب لبنان ليحل محل قوات "حزب الله".

طبعا هذه الاجراءات ليست مضمونة النجاح، لكن وطالما لم تجرب فان الامور سوف تسوء بلا شك وهو امر لا يخدم احدا لانه لا يمكن لاي طرف ان يربح هذا النزاع المسلح وذات يوم ستلعق الاطراف المتناحرة جراحها، خاصة وان صواريخ "حزب الله" الجديدة لن تدمر اسرائيل ولن تؤدي الى "تحرير القدس" كما يطالب الحزب، واسرائيل لن تنجح في طرد حزب الله كما فعلت مع منظمة التحرير الفلسطينية لان حزب الله ليس جسما غريبا في لبنان، تماما كما ان اسرائيل لا تستطيع طرد "حماس" من المناطق الفلسطينية.

اذن يكمن الحل في وجود نظامِ حكم ٍقوي وقادرٍ على تحمل المسؤولية في لبنان والاراضي الفلسطينية، ويكون قادرا على ضمان الهدوء والنظام، ليس كدمية في يد اسرائيل وانما من اجل المصالح الخاصة للبلدين، فالهدوء والنظام يخدمان الجميع وخاصة المدنيين الاكثر تضررا في فلسطين ولبنان.

ولا يمكن الوصول الى فرض النظام والهدوء بالكلمات وحدها فقط، بل يتوجب على مجموعة الثماني والاتحاد الاوروبي والدول العربية وكذلك القوى التي تحرك "حماس" و"حزب الله" اي سوريا وايران، ان تبذل ما بوسعها لتحقيق ذلك.

بقلم بيتر فيليب
ترجمة عبد الرحمن عثمان
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2006