شبكة المدارس الأورو-متوسطية

إنشاء شبكات بين مدارس في دول حوض البحر الأبيض المتوسط ودول الاتحاد الأوربي، إعداد مجلات مدرسية بشكل مشترك ومواد تعليمية مبنية على احترام الآخر: هذه بعض المشاريع التي تنوي مؤسسة أنا ليند تنفيذها. تقرير نيللي يوسف.

مجموعة من المقالات التي تدور حول التنوع الثقافي، التراث، التنمية، حقوق الإنسان أو الديمقراطية يكتبها طلاب أربع مدارس من أربع دول مختلفة، دولتين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومثلهما من دول البحر المتوسط، وذلك في مجلة مدرسية واحدة تمولها مؤسسة أنا ليند للحوار بين الثقافات في إطار أولى برامجها التعليمية الخاصة بتنوع الثقافات.

عنوان المشروع الذي ترعاه مؤسسة أنا ليند هو "برنامج شبكة المدارس الأورو-متوسطية" ويهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب الشباب بالمدارس في الدول الأوروبية ودول البحر المتوسط.

إعداد مجلات مدرسية مشتركة بمثابة مشروع من المشروعات المقترحة ضمن برنامج شبكة المدارس الأورو-متوسطية الذي احتفلت أنا ليند بإطلاقه في مؤتمر بمقر المؤسسة بمكتبة الإسكندرية.

وحضر المؤتمر الذي نظمته مؤسسة أنا ليند د.تراوغوت شوفتالر المدير التنفيذي للمؤسسة وأعضاء شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو ومتخصصون آخرون في مجال التنوع والتعدد الثقافي من 40 دولة وممثلون عن منظمات أوربية وعربية وإسلامية مختلفة والمركز الدانمركي للثقافة والتنمية.

القيم والثروات الحقيقية

واتفق الخبراء والمثقفون في المؤتمر على أهمية تعليم الشباب في المدارس مواد تحثهم على تقدير الآخر لأن السبيل الوحيد لتحسين العلاقات بين أوروبا ودول البحر المتوسط هو تعريف أوروبا بالثقافة العربية وتعريف العرب أيضا بالثقافة الأوروبية بعيدا عن النظرة التقليدية.

وسيركز البرنامج على إقامة روابط وشبكات بين المدارس والطلبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 18 عاما في 35 دولة أورو-متوسطية والعديد من دول الجوار التي تدخل ضمن مشروع شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو، وتطوير مشاريع تعليمية مبتكرة من خلال فكرة التوأمة بين المدارس.

تطوير المواد التعليمية

وقد تم الربط والتشبيك بين أكثر من 3000 مدرسة من أوروبا والبحر المتوسط كمرحلة أولى في البرنامج عبر شبكة الانترنت وهي مدارس متنوعة ما بين حكومية وخاصة وعلمانية ومراكز تدريب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية وستكون اللغات المستخدمة في البرنامج ومشروعاته المختلفة العربية، الإنكليزية والفرنسية.

وسيشمل البرنامج تدريب وإعداد مدرسين من المنطقة الأورو-متوسطية وتطوير المواد التعليمية التي تفتقر لقيم التسامح والحوار.

أحد ممثلي اليونسكو قال في حوار لقنطرة أن إعداد مواد تعليمية حول التنوع الثقافي ليس أمرا سهلا ولكنه أصبح ضرورة ملحة في عالم اليوم.

وستضم هذه المواد التعليمية كتبا وأسطوانات بدأ يعمل عليها عدد من الخبراء من العالم العربي والأوروبي لتكون جاهزة لعرضها فور الانتهاء منها على موقع أنا ليند بشبكة الانترنت كمرحلة أولى، ثم توزع في المرحلة الثانية على حوالي 800 مدرسة عربية مهتمة باختبار هذه المواد قبل أن توزع بعد ذلك على باقي المدارس في الشبكة الأورو-متوسطية.

وأكد الخبراء بالمؤتمر على ضرورة أن تكون هذه المواد جذابة مثل ألعاب الفيديو وفي نفس الوقت يحقق محتواها الهدف الرئيسي من نشر ثقافة التسامح والتعرف على الآخر وثقافته.

كما ستكون هناك تجارب فنية موسيقية ودرامية بين طلاب المدارس الأوروبية ومدارس دول البحر المتوسط ستمولها وتنتجها المؤسسة أيضا لعرضها في المدارس المختلفة وعلى الاسطوانات المدمجة وشبكة الانترنت.

تبادل طلابي

وتتضمن شبكة المدارس الأورو-متوسطية برامج للتبادل الطلابي بين مدارس أوروبية وأخرى على ساحل البحر المتوسط ليتعرف فيها الشمال على الجنوب بصورة حقيقية يعايش فيها كل طرف الأخر وحياته وثقافته.

وبرغم تخصيص مؤسسة أنا ليند مبلغ مالي يتراوح ما بين 10 و 35 ألف يورو لتمويل أي مشروع مشترك بين المدارس تتوافر فيه الشروط من فكرة التوأمة وأن يكون في مجال التنوع الثقافي، التراث، التنمية، حقوق الإنسان أو الديمقراطية، إلا أن المؤتمر لم يوضح محتوى البرنامج أو ماهية المشروعات بالتفصيل.

فالمؤسسة بدأت مؤخرا فقط الإعلان عن تلقي عروض المشاريع المختلفة ومازال الخبراء يعكفون على إعداد المواد التعليمية الجديدة التي لا تتضح منها سوى الخطوط العريضة الرئيسية فقط، كما أنه لم يبدأ بعد تنفيذ أي من هذه البرامج أو المشاريع المختلفة.

نيللي يوسف
حقوق الطبع قنطرة 2005

قنطرة

الذكرى العاشرة لعملية برشلونة الأورومتوسطية
مشروع طموح بدأه الاتحاد الأوربي 1995 في برشلونة بغية تحقيق شراكة سياسية واقتصادية وثقافية حقيقية مع الدول الواقعة جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط. هل هناك نتائج ملموسة لهذا المشروع بعد مرور عقد على البدء به؟

مؤسسة أنا ليند للحوار بين الثقافات
على أنغام الموسيقى الشعبية التقليدية لدول المتوسط والموسيقى الأوروبية الكلاسيكية افتتحت مؤسسة أنا ليند الأورو-متوسطية للحوار بين الثقافات في 20 ابريل/نيسان الجاري حيث تتخذ من مكتبة الإسكندرية والمعهد السويدي بالإسكندرية مقرا لها.

www

مؤسسة أنا ليند

طلاب يبنون الجسور