دعم الديموقراطية والحوار
في فندق جيفينور روتانا في غرب بيروت اجتمع حوالي ستين من ممثلي المجتمع اللبناني والألماني لكي يناقشوا موضوع "أوروبا والشرق الأوسط – الأنظمة القديمة والتحديات العصرية". بعد ذلك تم افتتاح المعرض التصويري للفنان جيلبير الحاج تحت عنوان "هنا والآن"، والذي يقدم نصا بصريا عن المجتمع اللبناني المعاصر. وتم اختتام الفقرات الثلاث بإفتتاح مكتب المؤسسة في شرق بيروت بحي الجميزة.
من رام الله الى بيروت
في عام 1999 تم افتتاح أول مكتب في العالم العربي تابع لجمعية هاينريش بل في رام الله، والذي أسسته آنذاك كيرستين ماس والتي تدير حاليا المكتب الاقليمي في بيروت. أما المكتب الذي أسس قبل ذلك بعام في تل أبيب فقد كان النواة الأولى لتواجد حزب الخضر في المنطقة.
تعد جمعية هاينريش بل إحدى الجمعيات السياسية الخمس - التابعة للأحزاب الألمانية – والتي تساهم في عملية تطوير الدول النامية بالأموال الألمانية. ويعتبر تطبيق الديمقراطية هو الهدف الأول لكل هذه المؤسسات.
والجزء الثاني من البرنامج الذي يعد جوهر العمل هو التطوير بعيد المدى. أما الجزء الثالث فهو برنامج إعلامي وعلمي يساند الجهود المحلية المبذولة لتكوين مجتمع اعلامي منفتح ذا مستوى أخلاقي ومهني. وبناء عليه ظهرت دراسة عن الاعلام في المنطقة بعنوان "المشي على الحبل والاعلام الجديد وحرية الرأي في الشرق الأوسط العربي".
جسر بين الشرق والغرب
ولقد صرحت السيدة ماس في الحديث الصحفي الذي أجرته مع قنطرة أن "اختيار بيروت يرجع إلى مكانتها كجسر بين الشرق والغرب وتعدد اللغات بها، ونحن نعمل على المستوى المحلي ونريد أن ندعم الحوار بين العالم العربي وإيران من ناحية وأوروبا من ناحية أخرى".
ومؤسسة هاينريش بل تعقد المؤتمرات وتعمل على تعارف المثقفين من أوروبا ومن المنطقة على بعضهم البعض، كما حدث على المائدة المستديرة مع وزيرة الدولة في وزارة الخارجية كيرستين مولر التابعة لحزب الخضر ومع المحامي المستفز في المناقشة شبلي ملاط وكذلك بربرا أنموسيغ رئيسة مجلس إدارة المؤسسة.
وفيما يتعلق بالمشاريع المشتركة مع الأطراف المحلية فإن المؤسسة تحاول فتح باب المناقشة ونقلها إلى أوروبا، وتقول السيدة ماس: "لهذا أنشأنا صفحة على الانترنت بها مقالات من المنطقة ومن أوروبا وسوف تترجم هذه المقالات إلى اللغة العربية وإلى اللغات الأوروبية غير المعروفة". وبهذه الطريقة يمكن عرض المعلومات ووجهات النظر المختلفة بثلاث لغات.
شمل الجزء الثاني من حفل الافتتاح حوارا من نوع آخر، تم فيه عرض وجهات نظر أخرى لسياسة حزب الخضر من قبل مشاهير الحزب من مكان تجمعهم المطل على ميناء بيروت وفي تواجد جيل شباب ما بعد الحرب. وهذا الجزء من برنامج مكتب المؤسسة في بيروت يهتم بردود الفعل المحلية الثقافية والفنية ضد العولمة.
فكانت هناك لوحات فنية كبيرة للفنانين اللبنانيين للمعاصرين على جدران معرض "اسباس س د". وكذلك عرض الفنان جيلبير الحاج الذي يعمل أستاذا للفن التشكيلي في أكاديمية الفنون الجميلة جزءا صغيرا من مشروعه الجديد عن شباب ما بعد الحرب في لبنان، وفيه صور هذا الشباب على لوحة مساحتها مترين باللون الأسود والأبيض وهم ينظرون إلى زائر المعرض وهم يرتدون أحدث صيحات الموضة.
هذا الفنان ينوي أن يصور وجوه ألفين من الشباب اللبنانين وهم يقفون وقفة جدية وينظرون نظرة معبرة كي يعرضها في معرض "هنا والآن". وهذا المعرض الذي سوف يقام فيما بعد بمساعدة المؤسسة في برلين، مثلما فعل مكتب الجمعية في تايلاند مع المعرض الخاص بجنوب شرق آسيا تحت عنوان "الهوية مقابل العولمة" الذي يقام في متحف علم الشعوب ببرلين دالم.
وبهذا يمكن عرض الفن الحديث المحلي - غير التقليدي والذي يعالج موضوع العولمة - في ألمانيا. وفي هذا الخصوص تقول السيدة أنموسيغ رئيسة مجلس إدارة المؤسسة في يوم الافتتاح "وعلى هذا النمط تريد مؤسستنا أن تصحح المفاهيم الخاطئة".
إستقبال في السفارة الألمانية
وفي المساء رحب غونتر كنيس، سفير المانيا في بيروت، بالضيوف لدى استقبالهم في الغرف الجميلة في مبنى السفارة في بيروت ذات الطراز البنائي لأواخر القرن التاسع عشر، وقد أشار إلى المؤسسات السياسية كنوع خاص من سياسة ألمانيا الخارجية، وأوضح أن مؤسسة هاينرش بل تعد ثاني مؤسسة استقرت في المنطقة بعد مؤسسة فريدرش إيبرت.
وقال: "إن المؤسسات السياسية في الخارج هي جزء من تعددية سياسة ألمانيا الخارجية ولهذا أرحب بمؤسسة هاينرش بل في بيروت كل الترحيب".
الموظفون الخمسة في مؤسسة هاينريش بل – ثلاثة ألمان واثنان لبنانيان – سوف يبحثون عن طرق جديدة للحوار في المنطقة فيما يخص المجتمع المدني والعولمة الثقافية والتنمية المستدامة عن طريق عقد المؤتمرات والفنون وصفحات الانترنت وأيضا دراسات ومشاريع هادفة بالتعاون مع زملائهم في المنطقة.
بقلم برنهارد هيلنكامب، حقوق الطبع قنطرة 2004
ترجمة عبد اللطيف شعيب