الإدانة من قبل المسلمين مهمة لكنها لا تكفي!

المسلمون في أوربا والعالم الإسلامي بحاجة إلى حوار إسلامي داخلي أكثر جدية وعمقاً حول التطرف، ودور هذا الفكر، ودور الغُلاة والدجالين في تضليل البعض، حسب رأي أيمن مزيك رئيس تحرير المجلة الإلكترونية islam.de

"أبشري يا أمة الإسلام"، جملة وردت في بيان، يُُُُُُُفترَض أن يكون للمعتدين، نشر في الإنترنت مباشرة بعد الإعتداءات: هذه الرسالة الموجهة إلى المسلمين لا يمكن أن تكون أكثر بشاعة وفظاعة كونها لا تطرح إلا ما يناقض مشاعر أكثرية المسلمين بالأخص في هذه الساعات والأيام.

يسيطر الخوف والذعر على الناس أجمعين وعلى المسلمين بشكل خاص. إذ أنهم غالباً ما يلمسون أحاسيس غضبِ وإستياءِ الكثيرين نحوهم. المسلمون معرضون للعيش كمتهمين مجدداً، بالرغم من أنهم يشكلون جزءا من المستهدفين في القطارات، والحافلات، وفي شوارع لندن.

مجموعة من المجرمين الفاعلين عالمياً، الذين يتبعون أهدافهم المشينة من خلال إمتهانهم لدين عالمي، يحسبون الآن أن بإمكانهم جعلنا نحن المسلمين شركاء لهم في جرائمهم. لا يجوز لنا أن نسمح بهذا!

وبالرغم من ذلك، يجعل هؤلاء منّا رهائن وأسرى لهم، إذا لم نعلن رفضنا بوضوح أكثر مما مضى. علينا معارضة هذه الرسالة وهذا العمل المستهتر بالانسان بكل ما نملكه من وسائل.

نحن المسلمون مطالبون الآن بأكثر من مجرد التعبير عن الذهول والرفض والإدانة. فقد عبرت عن ذلك أهم المنظمات الإسلامية في أوروبا، وممثلي الدول الإسلامية مباشرة وبشكل لا لبس فيه، وهذا موقف جيد ولكنه غير كافي.

نحو نقاش إسلامي داخلي أشد وأعمق

نحن بحاجة الآن لصلوات من أجل السلام، إلى اعتصامات للتنبيه، إلى مسيرات إحتجاجية، إلى تظاهرات بالشموع، وإلى خطب جمعة جليّة.

بالإضافة إلى ذلك نحن بحاجة إلى حوار إسلامي داخلي أكثر شدة وعمقاً حول التطرف، ودور هذا الفكر، ودور الغُلاة والدجالين في تضليل البعض. يتعين علينا المساعدة أكثر مما مضى في إزالة التربة الخصبة لهذه القوى المدمرة لذاتها، والتي آل إليها عددٌ من الأتباع.

علينا أن ندرك أن مفهوم التضامن سيبقى خاطئاً، إن لم نبتعد عن هذه الفتنة بشكل واضح تماماً، وإن لم نقاومها بكل الوسائل القانونية.

هذا الضلال القائم على إحداث التغيرات بواسطة النشاطات الإرهابية وتحريف المبادئ الدينية يضفي إلى حد بعيد صبغة سلبية على صورة الإسلام، على الرغم من أن غالبية المسلمين العظمى في العالم لا تتفق معه على الإطلاق.

احذر الفهم الخاطئ للإخاء الإسلامي

علينا أن نحذر الفهم الخاطئ للإخاء الإسلامي، وأن لا نوفر لهم مكاناً في الفناءات الخلفية، والجمعيات ولا في أي مكان يظهرون فيه. هذا الدرس الذي يتعين على المسلمين خصوصاً إستخلاصه في هذه الأيام.

المسلم الشجاع اليوم، هو ذلك المسلم الذي يسمي الفتنة بإسمها، والذي يبين في الحوار الإسلامي الداخلي أنه: ليس للإرهاب ولا للإعتداءات الانتحارية أي أساس في القرآن ولم يلعب ذلك أي دور في حياة الرسول، ولا يجوز مقابلة الظلم بالظلم. الإجابة على أبو غريب وغوانتانامو لا يمكن ولا يجب أن تعني ذبح المدنيين الأبرياء.

لذا يُثقِل كل اعتداء جديد كاهل العلاقة بين المسلمين ومجتمع الأكثرية. هذه هو هدف المجرمين. فهم يريدون جر المسلمين معهم إلى الدوامة، لأنهم لا يملكون السلطة والقوة لمقارعة "عدوهم" في ساحة القتال.

نحن بحاجة إلى إجراءات توطد الثقة، على سبيل المثال، زيارات المساجد من قبل السياسيين، وهي ليست نادرة في اسبانيا وانكلترا. فهذا الأسلوب أكثر فعالية وذكاءً، لتشجيع ودعم مواجهة النزعات المتطرفة، ولأن الفرصة تتاح عبر الحوار لمساعدة الكثير من المترددين للوصول إلى الطريق السوي.

بقلم أيمن مزيك
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع قنطرة 2005

أيمن مزيك رئيس تحرير المجلة الإلكترونية islam.de ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية الخوذ الخضر الخيرية والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا.

قنطرة

المطالب الموجهة إلى الجمعيات الإسلامية في ألمانيا
لا يجري بحث مواقف المسلمين من الدولة والمجتمع في ألمانيا إلا ما ندر، وهذا ما يؤجج نظريات المؤامرة حول "المسلمين" والإرهاب في المجتمع الألماني، حسب رأي الصحفي المتخصص في شؤون الأجانب والمسلمين في ألمانيت إبرهارد زايدل.

هل سيكون النصر للحكمة والعقل في النهاية؟
في خضم المناقشات الحامية حول الإسلام في أوربا، تسعى الكثير من الجمعيات الإسلامية إلى إظهار رغبتها في الاندماج من ناحية، ومن ناحية أخرى تريد تهدئة الغضب والشكوك المتزايدة لدى المسلمين. معادلة صعبة حسب رأي أيمن مزيك.