ألمانيا ضيف الشرف

مناقشات، أمسيات أدبية، محاضرات، عروض فنية وموسيقية وبرنامج خاص للأطفال: فعاليات يقوم بها المعهد الثقافي الألماني بالاشتراك مع مؤسسات ألمانية أخرى بمناسبة حلول ألمانيا ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب. تقرير منى نجار.

هناك العديد من التغييرات التي شهدها معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام. فقد استمر وزير الثقافة فاروق حسني والهيئة العامة للكتاب في تطبيق مشروعهم بنقل نموذج معرض فرانكفورت للكتاب إلى القاهرة. ولقد تم البدء لأول مرة باستضافة ضيف شرف، تقليد متعارف عليه في فرانكفورت. ولبت ألمانيا الدعوة المصرية بعرض الثقافة الألمانية للجمهور المصري وللمختصين.

وبالفعل يستقطب الجناح الألماني، وهو الأكبر منذ بداية مشاركة ألمانيا في معرض القاهرة، يوميا المئات من المهتمين الذين بوسعهم التعرف على نشاطات مؤسسات ألمانية فاعلة في مصر كالمعهد الثقافي الألماني أو معهد الآثار الألماني أو المعهد الألماني للتبادل العلمي، بالإضافة إلى تصفح كتب ألمانية أو شراء كتب عربية مترجمة عن الألمانية، أو الاستماع إلى العديد من الندوات التي تتمحور حول مواضيع أدبية واجتماعية. كما هناك عروض موسيقية تقدم في أماكن مختلفة من المدينة ومعارض فنية كمعرض للصور الفوتغرافية بعنوان: نساء في الشرق، نساء في الغرب.

القارئ العربي والأدب الألماني

ويركز البرنامج الأدبي الألماني على التعريف بالجيل الجديد من الكتاب والكاتبات الألمان، وهذا ما دفع بعض الناشرين العرب إلى انتقاد هذا الاختيار. فرغم صدور العشرات من العنوانين الأدبية المترجمة عن الألمانية في السنوات الماضية، إلا أن القارئ العربي لا يبدي استعداد أو فضولا للتعرف على الجديد في مجال الأدب الألماني. لذلك ما زالت كتب هرمان هسه هي الأكثر مبيعا في سوق الكتاب العربي، رغم صدور عنوانين جديدة شتى، ككتب غونتر غراس، الحائز على جائزة نوبل، أو ماكس فريش أو إلفريدة يلينيك.

فالأدب الألماني المعاصر في العالم العربي بحاجة إلى حملة إعلامية مرتبطة باسم كبير يأخذ على عاتقه إثارة الفضول لدى القارئ المصري والعربي بشكل عام. وهذه الفرصة لم تستغل من قبل القائمين على البرنامج الألماني.

ولكن في المقابل أثيرت العديد من المواضيع الشائكة التي كثيرا ما تطرح في سياق نشاطات الحوار بين العالم العربي والإسلامي من جهة وأوربا من جهة أخرى: كموضوع الاستشراق أو صورة العرب في الإعلام الغربي.

في ندوة تمحورت حول موضوع الاستشراق بعد إدوارد سعيد، أشار الكاتب الألماني-التركي ظافر سينوجاك إلى أن فرضيات إدوارد سعيد تغلغلت في الذاكرة الشعبوية وأحسن مثال على ذلك هو التأسيس لصورة الغريب في الإعلام الألماني بعد اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول. وهل بإمكان الدراسات الإسلامية الحديثة التي شهدت خلال العقدين الماضيين الكثير من التطور الإيجابي من التصدي لهذه الظاهرة؟

غودرون كريمر، أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة برلين الحرة، نبهت إلى حدود إمكانيات علماء مختصين في التأثير بشكل مباشر على التغطية الإعلامية. كما توجهت في مداخلتها إلى المستمعين المصريين، الذين يقعون كعامة الناس في ألمانيا أيضا في فخ التعميم. فالاستشراق مثلا لم يكن دوما مرتبطا بطموحات الهيمنة الغربية. هناك دول أوربية لم تعرف أصلا سياسة استعمارية كبولونيا مثلا.

أين الجمهور المختص؟

وتماشيا مع سياسة معرض فرانكفوت للكتاب الذي يخصص الجزء الأكبر من أيام المعرض للجمهور المتخصص من ناشرين وأصحاب مكتبات ووكلاء، تم تخصيص الأيام الثلاث الأولى من معرض القاهرة للجمهور المتخصص. ولكن السؤال هو: هل لهذا الجمهور وجود في مصر وفي العالم العربي؟

تجارة الحقوق ليست ذات أهمية في سوق الكتاب العربي بالإضافة إلى عدم وجود نظام لتوزيع الكتب في العالم العربي. لذلك يعتمد الناشر العربي والقارئ العربي على حد سواء بشكل رئيسي على معارض الكتب للبيع والشراء.

الموضوع الأهم الذي يشغل كافة الناشرين، لا سيما هؤلاء القادمون من الخارج، هو موضوع الرقابة. هل سيتم السماح بالكتب من الدخول إلى مصر أم ستقبع في المنطقة الجمركية كما حصل في العام الماضي، مما يعني خسارات مالية كبيرة للناشرين؟

سرعان ما تناقل الناشرون في اليومين الأوليين من المعرض خبرا مفرحا، وهو عدم وجود رقابة تذكر هذه السنة على الكتب المخصصة للمعرض. ونرجو أن لا يكون ذلك ظاهرة عارضة، مثل الأمر بالنسبة إلى فكرة دعوة ضيف شرف. الفكرة جيدة والبقية متعلق بالتطبيق.

منى نجار
حقوق الطبع قنطرة 2006

قنطرة

التبادل الأدبي العربي-الألماني
يعتبر الأدب دوما أحد الوسائل الرئيسية في حوار الحضارات، وغالبا ما يتمثل هذا في شكل أنشطة صغيرة تعمل في الخفاء، المترجم والناشر مثلا اللذان يعيشان على حافة الكفاف، ويقتاتان من العمل في التعريف بالثقافة الغريبة المحبوبة. ونقدم هنا مبادرات ألمانية وعربية

www

معهدغوته في القاهرة