مهرجان برلين الدولي للأدب

يتوافد هذه الأيام مائة وخمسون أديبا وأديبة إلى العاصمة الألمانية للاشتراك في المهرجان الدولي للأدب، من بينهم شعراء عرب. تقرير سمير جريس

مهرجان برلين الدولي للأدب

للعام الثالث على التوالي يقام في برلين، في الفترة من العاشر وحتى الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول، المهرجان الدولي للأدب الذي يجذب هذا العام إلى العاصمة الألمانية أكثر من مائة خمسين أديبا وأديبة من شتى أنحاء العالم، وآلافا من محبي الأدب.

كيرتيش وغراس ومشاركة عربية

الصورة: أ ب
إمرى كيرتيش

​​نجم مهرجان برلين للأدب هذا العام هو بلا شك الروائي المجري إيمري كيرتيش، الحاصل على جائزة نوبل العام الماضي، والذي سيقرأ في آخر آيام المهرجان من روايته الجديدة "تصفية جسدية". كما أن حامل نوبل الألماني غونتر غراس من بين الضيوف، وسيقدم مع ابنته هيلينا لزوار المهرجان أمسية أدبية موسيقية، يقرأ فيها غراس على أنغام موسيقى ابنته أشعارا شعبية من كتاب "بوق الصبي السحري". إلى جانب كيرتيش وغراس سيستمع زوار مهرجان برلين إلى قراءات وندوات يحييها على سبيل المثال الألماني مارتين فالزر، والسويسري أدولف موشغ، والبريطانيان حنيف قريشي وطارق علي، والأميركي جوناثان فرانزن؛ هذا بالإضافة إلى عدد كبير من من الأسماء الأقل شهرة على المستوى العالمي، وإن لم تكن أقل موهبة وقيمة. المشاركة العربية في مهرجان برلين الدولي للأدب اقتصرت هذا العام على الشعر، وذلك من خلال قراءات يلقيها الشاعر العراقي سعدي يوسف والمغربي محمد بنيس، بالإضافة إلى الشاعر والكاتب التونسي الأصل، الفرنسي اللغة والإقامة عبد الوهاب مؤدب.

الأدب والعولمة

وألقى كلمة الافتتاح الكاتب الهندي شاشي ثارور، وكانت تحت عنوان: "العولمة والخيال البشري". في كلمته أكد ثارور – الذي يعمل منذ سنوات طويلة في الأمم المتحدة - على أهمية التنوع الثقافي في عصر العولمة. ويرى ثارور أن حرية التعبير هي التي تكفل التنوع، الذي قد يكون ردا على الهيمنة الثقافية والعولمة. وإذا كانت العولمة تدور، كما يقول أنصارها، حول النمو والتنمية، وإذا كانت التنمية ضرورية للبشر، "فليس ممكنا أن تتحقق بدون الأدب، وبدون الأغاني، وبدون الرقص، وبدون الموسيقى، وبدون الأسطورة، وبدون القصص حول هؤلاء الناس، وبالتالي بدون التعبير عن آرائهم حول مصيرهم الحالي وآمالهم المستقبلية. إن التنمية توحي بالدينامية، والدينامية تتطلب الحرية، حرية الإبداع، والإبداع يتطلب ببساطة الخيال ... وبدون اختلاف الخيال البشري، لا يمكننا أن نفهم تجليات الحالة البشرية المتعددة، ولا يمكننا تقدير عالمية الأهداف والطموحات البشرية، وكما يقول الكاتب الهندي، الذي اختتم كلمته بالقول: "إن خصوصيات الأدب هي أفضل ترياق لعولمة الخيال."

محاور المهرجان

ويقام هذا المهرجان الدولي برعاية منظمة الأونيسكو، ويقوم – كما في كل عام - على ثلاثة محاور: الأول تحت شعار "آداب العالم" وهو يستضيف ثلاثة وثلاثين أديبا وأديبة من بينهم المغربي محمد بنيس والعراقي سعدي يوسف والجزائرية ليلى مروان والتونسي عبد الوهاب مؤدب. وتختار لجنة التحكيم المؤلفة من أحد عشر عضوا هؤلاء الأدباء. المحور الثاني تحت شعار "ألوان الطيف" يشارك فيه أعضاء لجنة التحكيم الأحد عشر إضافة إلى أديبات وأدباء دعتهم إدارة المهرجان مباشرة. وفي هذا الإطار سوف تتم مناقشة القضايا الثقافية والسياسية العالمية الراهنة، إضافة إلى متابعة الإصدارات الجديدة. أما المحور الثالث فهو تحت شعار"أدب الشباب والأطفال"، وسيتيح للمشاركين والجمهور فرصة الاطلاع على الابداعات العالمية في مجالي أدب الأطفال والشباب. وقد أولت إدارة المهرجان أدب الأطفال اهتماما خاصا هذا العام، ودعت عددا كبيرا من أدباء الأطفال والناشئة الذين لن يقرأوا فقط في قاعات المسارح، بل في المدارس والأندية الرياضية أيضا. كما يركز المهرجان الضوء في كل عام على أدب منطقة أو دولة معينة. وهو يحتفي هذا العام بأدب اليونان باستضافة اثني عشر أديبا وأديبة من أدباء هذا البلد المتوسطي.

سمير جريس، دويتشه فيلله 2003