"لهون وبس" ... اكسري حاجز الصمت

من خلال جملة من الفن الراقي وأغاني الرفض والرقص ومسرح المضطهدين جاءت أعمال مهرجان مناهضة العنف ضد المرأة في الأراضي الفلسطينية. هذا المهرجان يشكل مساحة للتعبير عن مظاهر الظلم الواقع على المرأة العربية والمطالبة بتحقيق العدل والمساواة. مهند حامد يعرفنا بهذا المهرجان.

شكل مهرجان مناهضة العنف ضد المرأة انطلاقة لعهد جديد في كسر حاجز الصمت والتمرد على الواقع المرير وعلى الكثير من التقاليد التي سلبت النساء والفتيات الفلسطينيات والعربيات حقوقهن داخل المجتمع. وفي ضوء هذا وجدت المرأة أنه ما من سبيل سوى التصدي إلى ذلك عن طريق إطلاق العنان للتمرد من خلال جملة من الفن الراقي وأغاني الرفض والتمرد والرقص ومسرح المضطهدين، معلنين من خلاله مقاومة العنف والثورة على الظلم المجتمعي والمطالبة بتحقيق العدل والمساواة داخل المجتمع الفلسطيني.

وانطلقت فعاليات هذا المهرجان الذي أقيم في قصر رام الله الثقافي بالتزامن مع مهرجان آخر في قطاع غزة بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني وعدد من المؤسسات الدولية ذات العلاقة بحقوق المرأة و بحضور عدد كبير من الزوار الفلسطينيين والأجانب. ويأتي هذا المهرجان تتويجا لختام فعاليات ونشطات انطلقت في شهر نوفمبر لمناهضة العنف ضد المرأة.

"لهون وبس"

وفي هذه الفعاليات تم التأكيد على أهمية تحفيز المرأة بضرورة التحدث والإبلاغ عما تتعرض له من عنف وتحرش جنسي وانتهاك لأي حق من حقوقها للجهات المعنية بذلك. كما تم تخصيص أرقام هواتف وطنية مجانية خاصة للمرأة للإبلاغ عن أي حادثه تتعرض لها.

واتخذ المهرجان من عبارة "لهون وبس" شعارا له، حيث تبنتها نساء وفتيات وشباب فلسطين لوقف العنف ضد المرأة ورفع الظلم الواقع عليهن من خلال كسر حاجز الصمت ورفع صوتهن عاليا في وجه الظلم من قبل المجتمع . كذلك المطالبة بضرورة وقف القتل بذريعة شرف العائلة الذي راح ضحيته المئات من النساء اللواتي وقعن ضحية لظلم المجتمع وغياب القانون الذي يكفل حقوقهن الأساسية .

قضايا المرأة بغلة فنية خاصة

وشكل المهرجان انعطافة جديدة في التعبير عن اضطهاد المرأة والمشاكل التي يواجها من خلال لوحة فسيفسائه من العروض الفنية، حيث حظي مسرح المضطهدين بحضور قوي من خلال عروض مسرحية تنتقد واقع المرأة والاضطهاد الذي يعاني منه الفرد والجماعة داخل المجتمع وذلك بطريقة هزلية ساخرة من الوضع الراهن في المجتمع متيحة للجمهور المشاركة وتقمص أدوار الممثلين في التعبير عن أرائهم واقتراحاتهم في تغير ونقد الواقع .

وللفن التشكيلي مكانة خاصة في التعبير عن اضطهاد المرأة ، حيث غطت اللوحات الفنية والتماثيل المعبرة جداران القصر الثقافي، محفزة على التمرد والثورة على ما تعانيه المرأة الفلسطينية من اضطهاد . ،وشاركت فرقة "نوار" بلوحة فنيه غنائية بعنوان "شو عم بصير" التي هي أشبه باوبريت قام بإعدادها وتنفذيها مجموعة من الشباب والفتيات فلسطينيات. واستطاعوا استطاعوا من خلال ألحان الموسيقى وكلماتهم أن يملؤوا قاعات القصر بالحب والأمل في تحقيق العدل والمساواة ورفع الظلم عن المرأة.

كما شاركت فرقة "ولعت" من مدينة عكا التي لامست كلمات أغانيها وألحانها الدافئة ما يعانيه الإنسان العادي في حياته اليومية وكذلك عبرت عن أمانيهم وأحلامهم وحثتهم على البقاء والتغير الاجتماعي الايجابي. وفي الوقت ذاته استطاعت فرقت "سراب" أن تجسد بلوحات فنية فلكلورية ورقصات شعبية واقع المرأة الصعب بأسلوب فني راقي ألهم الجماهير وأثارت حماسهم وشغفهم . وكان لاغاني الرفض" الراب"، "والهيب هوب" وعروض الأفلام حضور أيضا في هذا المهرجان .

"الفن هو أفضل وسيله للتعبير"

وأشار منسق المهرجان وسيم قسيس أن المهرجان يهدف إلى إبراز الفعاليات الفنية التي تعبر عن واقع المرأة والمجتمع بدلا من الأسلوب التقليدي، فالفن هو أفضل وسيله للتعبير عن هذه القضية وقدرته على الإقناع والتعبير بأسلوب حضاري .
وأكدت علياء الياسين ممثلة عن مؤسسات الأمم المتحدة ذات الصلة بقضايا المرأة ضرورة مشاركة كافة مؤسسات المجتمع المدنية والرسمية في الدفاع عن قضايا المرأة . واعتبرت أن البداية تتمثل في إطلاق حملات مماثله لمناهضة العنف ضد المرأة، مطالبة بدور أكبر للشباب في التغيير: "فانتم يا أيها الشباب المستقبل فانقذوا مستقبلنا".

وعبرت السيدة أماني التميمي ناشطة في حقوق المرأة عن سعادتها ورضاها عن هذا المهرجان، الذي استطاع أن يوصل رسالة المرأة بوقف التمييز والاضطهاد ضدها بطريقه فنية حضارية غير مسبوقة في المنطقة العربية. وانتهى المهرجان بعقد مؤتمر صحفي أكدت النساء فيه على حقهن في المساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية وضرورة رفع الظلم عنهن وكافة أشكال التمييز.

مهند حامد
حقوق الطبع: قنطرة 2008

قنطرة

أفغانستان – تقرير منظمة العفو الدولية:
حقوق المرأة، حبرٌ على ورق ليس إلا
ازال وضع المرأة في أفغانستان مرعباً بحسب تقرير منظمة العفو الدولية. وما زالت المساواة، كما أقرها الدستور، بعيدة جدا عن التطبيق. لكن هناك ثمة خطوات صغيرة للأمام. تقرير بترا تابلينغ.

الحركة النسوية الإسلامية في المغرب:
"مطلوب قراءة معاصرة للإسلام تقر بكينونة المرأة"
تدعو الناشطات الإسلاميات في مجال حقوق المرأة في المغرب إلى تبني طريق يطلق عليه اسم "الطريق الثالث" يجمع حداثة تربط التصوّرات الأخلاقية العالمية بالمثل الإنسانية العليا في الإسلام. بيد أنَّ مبدأهن هذا تعتريه أيضًا نقاط ضعف منهجية. تقرير أعدته مارتينا صبرا.

حقوق المرأة في المغرب:
مدوّنة الأسرة الجديدة تواجه عقبات عديدة
قانون الأسرة المغربي الذي تم التصديق عليه في الأول فبراير/شباط 2004 من أحدث القوانين في العالم العربي. إلا أن المنظمات النسائية المغربية ترى أن هذه المدونة تواجه عقبات كثيرة في التطبيق. بقلم بيآت شتاوفر.