نفرتيتي تسبب المشاكل

هل يجوز إظهار جسد نفرتيتي عاريا؟ تسبب هذا السؤال في حساسيات دبلوماسية بين مسؤولين مصريين وألمان وطالب وزير الثقافة المصري إثر ذلك إرجاع رأس الملكة إلى مصر.

نفرتيتي تسبب المشكل

قامت هيئة الآثار المصرية بحملة اعلامية ودبلوماسية من أجل استرجاع رأس نفرتيتي المشهورة من المتحف المصري
برلين. السبب في ذلك، والسبب في ذلك، كما يقول مدير هيئة الآثار المصرية زاهي حوّاس، هو أنه في شهرأيار الماضي أعيرت رأس نفرتيتي، لمتحف برلين، وهناك قام الفنانون المجريون بوضع نفرتيتي لفترة قصيرة فوق تمثال برونزي عارٍ. هذه الحركة الفنية جعلت زاهي حوّاس يوجه نقداً مباشراً إلى مدير متحف برلين ديتريش فيلدونغ Dietrich Wildung، بأن على المرء أن يتوقف عن مثل هذه التصرفات التي تدل على عدم المسؤولية."

وعلى إثرها قام وزير الثقافة المصري فاروق حسني بإبلاغ وزير الخارجية المصرية أحمد ماهر ليطالب باسترجاع تمثال نفرتيتي، زوجة اخناتون، والعائد إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، المنحوت من الحجر الجيري، ذلك أن التمثال في برلين ليس في أياد أمينة، ـ مشيراً إلى تلك الحركة الفنية الصادرة عن الفنانين المجريين. ليس الدافع الرئيسي لغضب السلطات المصرية هو إخراج تمثال نفرتيتي من الصندوق الزجاجي، إنما لأن التمثال البرونزي المجري كان عارياً، وأيضاً لأن العنوان الرئيسي لمعرض برلين كان: نفرتيتي عارية في متحف برلين.

لكن هذه الحملة الاعلامية أثارت غضب مدير المتحف الألماني فيلدونغ، الذي يعتقد أن الدافع وراءها، ليس مسألة عرض التمثال على هذه الشاكلة، بل انتقاماً ورَدِّ فعل على نقده الشديد، في العام الماضي للطريقة التي يتم بها الكشف عن الممرات السرية في الأهرامات. وفي إحدى قاعات معرض البيناله في مدينة البندقية الإيطالية يعرض التمثال البرونزي العاري، بدون رأس، وفي القاعة المجاورة يعرض فيلمٌ وثائقي أو صور عن المعرض الهنغاري الذي جرى في برلين، تحت عنوان: الحواس كحوار بين الفن المصري القديم والفن الحديث. وهذا هو الفن الراقي، كما يقول فيلدونغ، مدير المتحف في برلين. ويرى فيلدونغ أن احتجاجات المصريين على عرض نفرتيتي عارية مبالغٌ فيها، ففي العام 1912، تم اكتشاف تمثال آخر صغير لنفرتيتي، من الحجر الجيري، وقد بان جسدها العاري من تحت ثوبها الشفاف. ويلاحظ مديرالمتحف في برلين أن هيئة الآثار المصرية ومنذ استلام السيد زاهي حوّاس رئاستها تحاول أن تسترجع كل الآثار الفرعونية من المتاحف العالمية. ومن المعروف أن تمثال نفرتيتي تم اكتشافه في تل العمارنة بمصر على يد عالم الآثار الألماني لودفيغ بورخارت عام 1912، وأصبح من ممتلكات متحف برلين.

دويتشه فيلله، يونيو/حزيران 2003