مشروع مارشال لدعم الديمقراطيات العربية الوليدة
المصريون ألهمونا، قال أوباما في خطابه بتاريخ الحادي عشر من فبراير، وقد بدا الإرتياح على محياه. فبالنظر إلى عناد الرئيس المصري المتنحي مبارك، اعتقد المرء بأن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت كل تأثير عليه أو ما هو أسوء من ذلك، أنها رفضت استغلال نفوذها. منذ ذلك اليوم والمجلس الأعلى للقوات المسلحة يحكم مصر، وليس نائب الرئيس عمر سليمان، الذين كان ينظر إليه كبديل لمبارك، والذي اقتصرت مهمته في النهاية على الإعلان عن تنحي مبارك. ففي خطاب مبارك بتاريخ العاشر من فبراير لم يكن هناك أثر لحديث عن التنحي، ولكنه تضمن الكثير عن إنجازات الرئيس، وهو ما خلف غضبا كبيرا في أوساط المتظاهرين، ما هدد بإنفجار الوضع وأرغم الجيش على ارغامه على الاستقالة.
"دكتوراه في العناد"
ولنتذكر بأن مبارك لم يعلن عن تنحيه حتى اليوم أمام الرأي العام، وظل وفيا لعناده، لكن الشعب وبمساندة الجيش أطاح به. لكن هل يمكن لجنرال بزي مدني أن يمتلك حظوظا واسعة للفوز برئاسة البلاد كما يفترض بعض المراقبين؟ المجلس العسكري رفض ذلك في بيانه الثالث، مؤكدا بأن السيطرة على السلطة من طرف الجيش مؤقتة، وأن الشرعية بيد الشعب فقط. غير أنه وبغض النظر عن الصورة التي سيتخذها المستقبل فإن الإحساس بما تحقق، والذي كان لا يمكن البتة تصور تحقيقه في بداية العام، إحساس عارم وليس في أوساط المصريين فقط.
سيل عربي جارف
اتفق أغلب المعلقين العرب أن ما حدث في ليلة الجمعة/السبت أشبه بسيل عربي جارف، لم يعرف له شبيه منذ انتصار جمال عبد الناصر في معركة قناة السويس . تونس تسلم المشعل إلى مصر ومصر إلى الأردن والأردن إلى لبنان ولبنان إلى دول الخليج، إلى قطاع غزة... إن القومية العربية ليست قومية إسلامية، فهي ليست تبشيرية، بل هي مصدر للفخر والوعي الذاتي، لا للتطرف. وبإمكانها أن تقف حجر عثرة أمام الإسلام السياسي.
وبالنسبة لأوروبا فلا يجب أن تمثل الولادة الجديدة للقومية العربية مشكلة، لكنها لا ريب ستمثل مشكلة بالنسبة لإسرائيل. فلا يمكن لنظام ديمقراطي في العالم العربي أن يتبنى سياسة متسامحة اتجاه إسرائيل وهو ما ميز الأنظمة التسلطية كالسعودية والأردن ومصر في أعين الغرب. كما تعالت أصوات في الشوارع، ليلة السبت، التقطها المعلقون في كل أرجاء العالم العربي، تطالب الآن بضرورة تحرير فلسطين.
مشروع مارشال للديمقراطيات العربية
إذا أراد الإسرائيليون أن يتصرفوا بذكاء فعليهم أن يوقعوا اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، مادام المصريون مشغولون بأنفسهم، لأن الرياح التي تهب على المنطقة الآن لن تكون في صالحهم ولن يكون بالأمر السيء أن تقدم إسرائيل، استنادا إلى تقدير واقعي للوضع المتغير، بإعلان استعدادها تقديم تنازلات طال انتظارها، إلى الفلسطينيين.
إن الإمتحان الحقيقي والذي يتمثل في بناء مجتمع ديمقراطي، حر، هو ما ينتظر المصريين الآن وكل من سيستلهم ثورتهم. وتنبئ الاحتجاجات السلمية التي تستحق الإعجاب وغياب الأصوات المتطرفة والشعارات الأيديولوجية بإمكانية تحقيق ذلك.
لكن الوضع الاقتصادي الكارثي للبلاد، والذي لن تستطيع أفضل الحكومات تجاوزه في سنوات قليلة، قد يحول دون تحقيق الاستقرار الضروري لبلوغ ذلك الهدف. ولهذا فإن الدور الغربي مهم في هذا السياق، فعن طريق مشروع مارشال لدعم الديمقراطيات الوليدة في العالم العربي يمكن للأوروبيين والأمريكيين أن يؤكدوا تمسكهم بتحقيق الإستقرار في الشرق الأوسط.
شتيفان فايدنر
ترجمة: رشيد بوطيب
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2011
شتيفان فايدنر صحافي وكاتب ومترجم ألماني وهو رئيس تحرير مجلة فكر وفن التي يصدرهما مهعد غوته.
قنطرة
حوار مع عالم الاجتماع المصري سعد الدين ابراهيم:
"على الغرب أن يدعم الديمقراطية في المنطقة"
يعد عالم الاجتماع سعد الدين ابراهيم أحد أبرز المدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر، وكأحد أبرز منتقدي مبارك ونظامه قبل السقوط، ألقي القبض عليه مرارا وصدرت بحقه أحكام قضائية. جيانكارلو بوزيتي تحدث معه حول فرص التحول إلى الديمقراطية في العالم الإسلامي.
من ثورة الياسمين إلى ثورة النيل:
"العرب الجدد" وملامح المرحلة المقبلة
يرى الباحث في جامعة كامبردج والإعلامي المعروف خالد الحروب في هذه المقالة أن جوهر التغيير الذي جلبته ثورتا تونس ومصر يكمن في إعادة الشعوب ورأيها العام إلى قلب المعادلة السياسية، مؤكدا أن هذه التغيير غير مؤدلج قادته أجيال الشباب الذين تجاوزت علومهم وخبراتهم أجيال آبائهم وحكوماتهم الشائخة التي لا تدرك أساساً كيف يفكر هؤلاء الشباب وما هي طموحاتهم.
صور ترصد مسار حسني مبارك
"الصعود إلى الهاوية"...حياة مبارك في صور
امتد حكم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك ثلاثين سنة، شهدت خلالها مصر تحولات سياسية واجتماعية كبرى. كما لعبت مصر في هذه الفترة أدوارا عديدة على المستوى العربي والدولي من أهمها دورها في إرساء عملية السلام في الشرق الأوسط. الصور التالية ترصد ملامح من مسار مبارك: