لا للمواجهة وصراع الحضارات
لقاء أيام العالم العربي في البرلمان الألماني انطلق برفض الحاضرين لظاهرة التطرف بجميع أنواعه كما دعوا الى ضرورة التخلص من الأحكام المسبقة. وهنا حذر المستشار الألماني غيرهارد شرودر من مواقف صراع الحضارات وقال: إن بلداننا في حاجة الى مجهود لتفاعل الحضارات، ونحن لسنا في حاجة للدخول في الصراع بين الحضارات".
عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الاسبق حذر من الخلط بين الإسلام والإرهاب ودعا الى الإحترام المتبادل ورفض الأحكام المسبقة ودعا ايضا إلى العمل بشكل مشترك لمواجهة المتطرفين والمتعصبين الذين يحاولون استغلال العالم العربي والإسلامي كمنطلق لهم.
من جهته طالب محمد الصفدي رئيس الكتلة البرلمانية للصداقة اللبنانية الألمانية في لبنان بالقيام باصلاحات في الدول العربية خصوصا بسبب إرتفاع مستوى البطالة بين الشباب معبرا عن أمله في الحصول على مساعدة من الدول الأوروبية وقال:
"اننا نود في هذا الموضوع أن تقوم الدول الأوروبية باقناع الحكومات العربية بمحاسن تلك الإصلاحات. نحن بحاجة الى اصلاحات في المجال الديمقراطي وفي قطاع حقوق الإنسان، وليس هناك من موضوع لا يمكن العمل على اصلاحه. وللأسف فان الحكومات العربية تعتقد أن مثل ذلك هو تدخل في شؤونها الداخلية وخطرا على أمنها القومي- وهو أمر لا اعتقد اننا بحاجة الى الحوار المقنع بين أوروبا والدول العربية بهدف انفتاح هذه الاخيرة على عمليات الإصلاح "
وأضاف الصفدي أن الحوار داخل العالم العربي يجب أن يشمل جميع الأطراف، وليس فقط الحكومات أو نخبة من المثقفين بل ايضا المجتمع المدني القائم وأن يركز هذا العمل بالخصوص على النساء وايضا على قطاع الشباب الذي يشكل 60% من سكان العالم العربي.
ميشائيل ايناكر عضو مجلس ادارة شركة دايملركرايزلر اقترح القيام بتبادل طلابي الذي يمكن عبره اقصاء الأحكام المسبقة مشيرا الى رابطة تبادل الشباب الفرنسية الألمانية التي ساهمت في تقارب المجتمع الألماني والفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية وقال ان الأوان قد حان لكي تلعب السياسة والإقتصاد دورا مشتركا في مبادرة العلاقات تجاه العالم العربي:
" ان الإقتصاد يلعب هنا باستمرار دورا اساسيا في اقامة جسور العلاقات الطيبة، سواء تعلق الأمر بالنساء في ايران اللواتي يتدربن في مؤساستنا في ايران على مهمات صعبة أو تعلق الأمر بالمشروع الإنساني الذي نقوم ببنائه مع اللجنة الألمبية الدولية قرب بغداد لاستخادمه كموقع لتدريب النساء ."
بالنسبة لرئيس البرلمان الألماني الاتحادي فولفغاغ تيرزة، لا زال هناك الكثير يجب القيام به في أوروبا حيث يعيش فيها قرابة ثلاثة عشر مليون مسلم . وقال ان على المسلمين في ألمانيا أن يكون لهم هيكلية تنظيمية واحدة على الصعيد الولاياتي والإتحادي والإتفاق على تمثيل مشترك لهم لأن السياسة تكون دائما في حاجة الى محاور لها مثلا في موضوع التدريس الديني أوفي قضية التعامل الواضح مع المواقف المتطرفة.
الأخصائية في القانون الدولي آسية بن صالح علوي من المغرب عبرت عن اعتقادها أن للغرب مسؤلية كبيرة تجاه الثقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان في الدول العربية وأكدت إن هذا امر مبدئي وليس فقط من خلفية صور التعذيب في سجون أبو غريب في العراق:
" اننا بحاجة الى الغرب لتفادي نهج استراتيجية التصادم مع الإسلام - نظريا وعمليا- حيث لا يمكن من جهة محاربة مايطلق عليه "الجهاد" والقيام في نفس الوقت بحروب صليبية. هذا امر فظيع بالنسبة لنا لأن مثل ذلك يحمل الإسلام كل ماهو غير صحيح "
وأكد المستشار الألماني في هذا الملتقى انه لا يمكن اقامة استقرار دائم في أوروبا اذا لم يعم السلام في الدول المجاورة ووصف المستشار الأزمة في العراق والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي بأنهما يمثلان تحديا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط.
وتم تنظيم المنتدى من قبل البوندستاغ وغرفة التجارة والصناعة الألمانية ومعهد الآثار الألماني بدعم من العديد من الشركات العالمية الألمانية والعربية.
سابينة ريبرغر، حقوق الطبع دويتشه فيلله 2004
ترجمة بدرية خليل