النساء الصحراويات ضحايا الصراع
يناضل الصحراويون منذ 1975 من أجل استقلال البلاد. وهم في هذا يتلقون مساندة من الجزائر، الشيء الذي يعكر صفو العلاقات بين المغرب والجزائر منذ ذلك الوقت. وقد أعدت الأمم المتحدة عام 1992 استفتاء على الاستقلال، إلا أنه يبوء بالتأجيل دائما منذ ذلك الحين. هذا الوضع يعني بالنسبة للصحراويين أن البعض يعيش في مخيمات لاجئين في ما يُسمى بالاقليم "المستقل"، والبعض الآخر يعيش في جنوب المغرب تحت "الاحتلال المغربي". وآخرون يعيشون في المنفى، إما في الجزائر أو في أوروبا. والنساء الصحراويات هن الأكثر معاناة في ظل هذه الظروف المضطربة.
أربعة عشر عاما في السجن
لقد عانت حتى الآن أجيال عديدة من النساء جرّاء أزمة الصحراء الغربية، مثل نجاة خنيبلة التي كانت تعيش في سبعينيات القرن الماضي في فرنسا، حيث كان زوجها يعمل لدى شركة رينو كعامل أجنبي. وبينما كانت العائلة تقضي احدى الإجازات عام 1977 في المنطقة التي يحتلها المغرب تم القبض على الزوجين وتم تعذيبهما. وقضت نجاة أربعة عشر عاما في السجون المغربية، ولم تكن هي سوى واحدة من مئات النساء "المفقودات" اللاتي لا يعرف أماكن تواجدهن أحد من الأقارب.
ولم يُطلق سراح الزوجين إلا عام 1991، وتحكي نجاة: "لقد تبين لنا أن أولادنا بقوا فترة في السجن مع العائلة في المغرب، ولم يستطيعوا طيلة هذه المدة الذهاب إلى المدارس، وعلاوة على ذلك فقد عانوا الكثير بسبب بعدهم عنا". ومثل هذا المصير يلاقي آلاف الأطفال من الأسر الصحراوية في المناطق التي تقع تحت السيطرة المغربية.
تعذيب قاس
تعيش خديجة موتيق بمدينة كليميم جنوب المغرب، وهي كنقابية من نساء حركة التحرير البوليساريو تتعرض دائما لأعمال القمع. ففي عام 2002 حُرمت كموظفة في الحكومة من راتبها الشهري، حيث أرادت السلطات اعتبارها مريضة نفسيا. لكن عائلتها استطاعت الحيلولة دون ذلك، وغادرت المستشفى عام 2005. وفي عام 2006 أخذها رجال البوليس من منزلها في الثامنة صباحا وهي بصدد المشاركة في مظاهرة كان قد أُعد لها، وضربوها وعذبوها، ثم أحضروها إلى المستشفى وفيما بعد إلى مكتب التحقيق.
"النساء يعشن مأساة"
وتروي خديجة أنهم كادوا يقتلونها ذات مرة، حيث كانت تجلس يوما من الأيام مع بعض الرفاق في مقهى قبل الاشتراك في مظاهرة سِلمية. "ثم قام رجال البوليس بتطويقي، وقام أحدهم بكسر زجاجة وأراد ذبحي بقطعة الزجاج"، ولحسن الحظ استطاع الآخرون منع ذلك من الحدوث. وفي الفترة ما بين عام 1992 و2008 عايشت خديجة موتيق على وجه الإجمال أربعا وثلاثين حادثة تنكيل وسجن وضرب. وتروي قائلة: "لقد حاولوا أيضا تجريدي من ملابسي على الملأ، ولكن لحسن الحظ صادف ذلك خروج بعض المغاربة من المسجد فقام الجمهور بحمايتي".
أما آخر حادثة وقعت لخديجة موتيق فقد كانت في العاشر من نوفمبر / تشرين الثاني 2008 حيث قُبض عليها على الحدود المغربية بتهمة التجسس. وتشتكي شريكتها في المصير نجاة خنيبلة قائلة: "إن النساء يعشن مأساة، فبعضهن فقدن الأزواج أو الوالدين أو الأخوة أو الأطفال إما عن طريق الاختطاف أو القتل. وكثير من الشباب يفرون من المناطق المحتلة ويلقون حتفهم أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية".
الاستقلال لا يزال بعيد المنال
ترى خديجة أن كل الصحراويين يعانون بسبب هذه الأزمة، بيد أن النساء أشد معاناة. وفي هذه الأيام استقبلت لجنة حقوق النساء في البرلمان الأوروبي خديجة موتيق وفاطمة المهدي، رئيسة اتحاد النساء الصحراويات. وطبقا للإحصائيات يشكل النساء 11في المائة من حكومة المنفى، أما في البرلمان الإفريقي فتصل نسبتهن إلى الثلث.
وتصرح فاطمة أن النساء في المجتمع البدوي التقليدي كن يتبوأن مركزا هاما، واليوم تبذل النساء الصحراويات جهدهن كي يظل الأمر على ما هو عليه. وتقول خديجة: "إننا في اتحاد النساء نجاهد على جبهتين، فمن ناحية نقوم بالمساعدة في بناء المؤسسات وبناء دولة تتمتع فيها المرأة بمكانة، ومن ناحية أخرى نُعد أنفسنا للمستقبل حتى تصبح النساء مستقلات وغير منعزلات". ولا يزال في علم الغيب إذا كان الاستقلال سيتحقق يوما ما أم لا. وعلى الرغم من أن ملك المغرب محمد السادس عرض الحكم الذاتي على الصحراء الغربية إلا أن الأمر ما يزال يكتنفه الغموض.
مارتينا تسمرمان
ترجمة: عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع: دويتشه فيله 2008
قنطرة
أزمة الصحراء الغربية:
لاجئو تيندوف المنسيّون
المتحف العسكري لجبهة بوليساريو قرر ممثلون عن الحكومة المغربية والجبهة الشعبية لتحرير البوليساريو الذين دخلوا في أول مفاوضات منذ حوالي عشرة سنوات تأجيل محادثاتهم إلى شهر أب/أغسطس. تقرير من حسن زنيند حول خلفيَّات أزمة الصحراء الغربية التي لا تزال مُستَعِرة منذ ما ينيف عن ثلاثين عامًا.
دولة اللادولة:
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية »في ذكرى تأسيسها الى أين؟«
ثلاثون عاماً مرت على اعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بيد أن شعب هذه اللادولة ما زال يتطلع للاستقلال السلمي ويتوقع الحرب. سعيد تاجي فاروقي شارك باحتفالات الذكرى السنوية المشحونة بالغضب.
تعليق: الانتخابات البرلمانية في المغرب
مفاجآت وملل سياسي
امرأة مغربية تدلي بصوتها في الانتخابات في السابع من أيلول سبتمبر/أيلول 2007 أظهرت انتخابات السابع من سبتمبر/أيلول أن ثقة المغاربة بالنخبة السياسية في بلادهم قد تراجع بشكل كبير. وبلغت نسبة المشاركة الانتخابية هذه المرة 37% مقارنة بـ 52% في عام 2002. تعليق الباحثة سونيا حجازي