تنديد بالجريمة وتحذير من إذكاء روح الكراهية والتطرف

توالت ردود الفعل المنددة بجريمة قتل المواطنة المصرية مروة الشربيني في قاعة محكمة في مدينة دريسدن الألمانية. الحكومة الألمانية تستنكر الجريمة بشدة وشقيق الضحية يعرب عن استيائه من طريقة تعامل السلطات ووسائل الإعلام الألمانية مع ملابسات الجريمة. مُلهم الملائكة في عرض لأهم ردود الفعل على هذه الجريمة.

جريمة غير عادية في محكمة "لاندسغيريشت" بمدينة دريسدن شرق ألمانيا ، بدأت الحادثة بخلاف بسيط حول أرجوحة في حديقة للأطفال وانتهت بثماني عشرة طعنة بخنجر في جسد الصيدلانية المصرية الدكتورة مروة الشربيني (32 عاما) فارقت على إثرها الحياة، هي والجنين الذي تحمله في رحمها ، فيما يرقد زوجها علوي علي عكاز في المستشفى متأثرا بجراح طالته من نفس الخنجر، ومن رصاصة انطلقت من مسدس أحد عناصر الشرطة الذي ظنه القاتل. أما القاتل اليكس د. فهو ألماني متطرف من أصل روسي عاطل عن العمل كشف عن مشاعر عداء شخصي للعرب والمسلمين في عبارات أطلقها داخل المحكمة.

شقيق القتيلة يستغرب الموقف الألماني من الجريمة

وكانت جنازة مروة قد شُيّعت في العاصمة برلين يوم السبت الماضي حيث رافق التشييع مئات من أفراد الجاليات
الإسلامية والعربية أطلق بعضهم احتجاجات غاضبة على الجريمة وملابسات وقوعها، ولكن ردود الفعل لم تتجاوز هذا الموقف. شقيق القتيلة طارق الشربيني استقل طائرة إلى برلين ورافق الجنازة إلى مصر حيث شيعت هناك مرة أخرى ودفنت في الإسكندرية مسقط رأسها.

وأشار طارق إلى انه تم إبلاغ أهل القتيلة بما حدث لها عن طريق الأصدقاء والمعارف، وأبدى طارق استياءه من التعامل الألماني مع الجريمة مبديا استغرابه مما وصفه بالتكتم حول اسم الضابط الذي أطلق النار وحول ملابسات الجريمة، وأشار طارق إلى أنه وكل المسلمين ينظرون إلى الجريمة على أنها تنم عن عنصرية عميقة تجاههم ، وذهب إلى أن شيئا لن يعزيه سوى جزاء عادل من القضاء الألماني للقاتل بشكل يتناسب مع حجم الجرم بما يثبت عدالة هذا القضاء.

وفي غضون ذلك أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ أن المستشارة انغيلا ميركل صدمت عند سماعها بالجريمة وأبدت تأثرها الشديد لما حصل للضحية. وأضاف شتيغ أن الحكومة الألمانية تمهلت في اتخاذ موقف علني لأنها كانت تفتقد المعلومات الدقيقة عما حدث وعن دوافع القاتل، وفيما إذا كانت خلفية الدوافع عنصرية خاصة بعد التسرع الذي حصل في الماضي وأدى إلى إعلان مواقف غير دقيقة، وتابع الناطق انه إذا تأكدنا من وجود خلفية عنصرية معادية للأجانب فيها ، فإننا ندين الجريمة التي وقعت بشدة كما فعلنا في الماضي ونندد بها بقوة.

اهتمام شعبي وإعلامي واسع بالجريمة في مصر

أما كاتب المدونات المصري أحمد عصمت وهو من أهالي الإسكندرية فقد أبدى استغرابه من وقوع هذه الجريمة في ألمانيا بالذات، وهي الدولة التي تبذل أقصى الجهود لإقامة جسر للحوار بين الحضارات ،وأبدى تعاطفه مع نجل الضحية الطفل مصطفى الذي يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، وقد شهد مصرع والدته وجرح أبيه في هذا السن المبكر.

وأشاد احمد بموقف المحكمة المعنية حين حكمت لصالح المرحومة بالغرامة في جلسة سابقة حول نفس القضية، ولكن هذا لم يمنع من وقوع الجريمة داخل قاعة المحكمة ، كما أشار أحمد إلى أن الشارع المصري ينتظر رد فعل أقوى من الجانب الألماني بما يحافظ على الصداقة بين البلدين. ولفت أحمد النظر إلى أن العديد من مواقع الفيس بوك المصرية كرست صفحاتها لهذا الموضوع، مشيرا إلى أن مواقع المدونات والفيس بوك هي التي أثارت اهتمام وسائل الأعلام بهذا الموضوع، فيما لم تغط وسائل الإعلام الألمانية الخبر كما بالشكل الكافي.

أوردت كل من مجلة "دير شبيغل" وصحيفة "دي فيلت" بعض تفاصيل الجريمة، وقالت دير شبيغل إن: "كانت جريمة مفاجئة، ولم يخطر على بال أحد أن يحدث ذلك، فقد انقض الجاني على الضحية وطعنها 18 طعنة". ووصفت المجلة ما حصل بالكارثة، مؤكدة أن الجميع داخل ألمانيا يعيش حالة صدمة"، وهو نفس التعبير الذي استخدمته كريتسيان افيناريوس المدعي العام في محكمة دريسدن خلال حديثها للمجلة؛ وأضافت أن "الحادث هو الأول من نوعه الذي يقع داخل محكمة في ألمانيا".

أما صحفية "دي فيلت" فذكرت بأن: "قاضي الجلسة توم ماجافيسكي حاول إنقاذ الضحية بدق جرس الإنذار لاستدعاء رجال الأمن، لكن الأمن حضر بعد 32 ثانية. وبعد أن دق الجرس همَّ ضابط في غرفة مجاورة بالحضور بسرعة للقاعة، وأطلق الرصاص على زوج القتيلة ظنا منه أنه الجاني؛ لأنه كان يحمل السكين". ويرقد الزوج الآن في المستشفى في حالة صحية حرجة.

مزيك: "على المسلمين عدم التأثر بروح الكراهية"

من جهة أخرى جدد المجلس الأعلى للمسلمين والمجلس المركزي الأعلى لليهود في ألمانيا استنكارهما للجريمة حيث قال أيمن مزيك، الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين إنه لا غرابة من وقوع مثل هذا العنف بحق المسلمين في ظل عدم ذكر المسلمين إلا في سياق التحدث عن الإرهاب والتطرف. غير أنه أضاف أن"على المسلمين الألمان ألا يتأثروا بروح الكراهية التي تسببت في هذا الحادث".

ومن جانبه عبر شتيفان كرامر، الأمين العام للمجلس الأعلى لليهود في ألمانيا عن "ارتياعه" جراء الاعتداء. وفي حديث مع صحيفة "تاغز شبيغل" التي صدرت أمس قال كرامر: "كل من هون في الماضي من قلقنا تجاه ظاهرة الخوف من الإسلام في ألمانيا يرى بعد هذا الحادث المرعب كيف كان على خطأ".

وفي مصر أكد شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ان الجريمة "حادث فردي لا يعبر عن حالة عداء من الغرب للإسلام". وعلى صعيد آخر و قرر المجلس الشعبي المحلي بمحافظة الإسكندرية إطلاق اسم مروة الشربيني على شارع في المدينة، فيما شارك المئات من أهالي مدينة الإسكندرية في تشييع مروة وكان على رأسهم وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي ووزير الاتصالات طارق كامل.

مُلهم الملائكة
حقوق الطبع: دويتشه فيله 2009

قنطرة

حوار مع وزير الداخلي الألماني شويبله حول "مؤتمر الإسلام":
"هدفي هو المساواة بين الإسلام والديانات الأخرى في ألمانيا"
يرى وزير الداخلية الألماني، فولفغانغ شويبله، أن "مؤتمر الإسلام" قد قطع شوطا كبيرا في تحقيق أهدافه، لاسيما في إطار تقبل الآخر والأحكام المسبقة وأن هدفه يتجلى في المساواة بين الإسلام والديانات الأخرى في ألمانيا. في حوار مع سابينا ام أرده وأولرش شولته يتحدث الوزير الألماني عن "مؤتمر الإسلام" والحوار مع المسلمين ومخاوف الألمان من الإسلام وغير ذلك من الموضوعات.

"من الذي يخشى من الإسلام؟"- نقاش بين كيليك وطارق رمضان:
مسلم أقل إسلاما ليكون أوروبيا أفضل؟
هل يشكِّل الإسلام جزءًا من الواقع الأوروبي أم تهديدًا قادمًا من الشرق؟ يدور في أوروبا منذ أعوام جدال ساخن حول تحديد مكان الإسلام في الحياة العامة، حيث عقد مؤخرا في برلين مؤتمر جمع شخصين يعتبران من أكثر الشخصيات جرأة في هذا الجدال - عالمة الاجتماع التركية الألمانية، نجلا كيليك والباحث السويسري المختص بالعلوم الإسلامية، طارق رمضان. سارة ميرش حضرت المؤتمر وتطلعنا على أهم النقاشات التي دارت فيه.

الإسلام في الإعلام الألماني:
حقائق مختلقة وصور مشوهة
أصبح الإسلام منذ مقتل المخرج الهولندي فان كوخ محورا لاهتمام أجهزة الإعلام من جديد. ولكن من الملاحظ أن الكثير من التقارير عن المسلمين والإسلام تفتقد إلى الدقة في البحث وتتسم بعرض أنصاف الحقائق. تحليل سابينه شيفر.