الحاجة إلى خطة طويلة المدى

الجامعة الألمانية الأردنية أو الجامعة الألمانية في القاهرة مثالان للتعاون الألماني – العربي في مجال التعليم العالي. منى نجار تحدثنا عن بعض أشكال هذا التعاون

تدرس زفينيا زيريمبا الأدب الألماني والصحافة في جامعة كارلسروهه التقنية وهي عضو في مجموعة من الطلاب الألمان تعمل على وضع فقرة منهجية تعليمية مشتركة بالتعاون مع زملاء لهم من جامعة مانوبا في تونس.

وتحدثنا زيريمبا عن هذا المشروع قائلة: "يدور المشروع حول تحديد أوجه التشابه الأوروبي العربي في تاريخ الأفكار، فننظر إلى تاريخ أوروبا وفلسفتها وأيضاً إلى تاريخ العالم العربي وفلسفته ونقارن كبار المفكرين الفلاسفة من الجانب الأوروبي والعربي على حد سواء. كما نقارن بعض المصطلحات المهمة مثل مصطلح الحرية والدولة بهدف التوصل إلى وضع علم دلالة مشترك يتفق فيه الجانبان على التعريفات الواردة به."

سوف تُنشر قريبا ثمار هذا التعاون وستُدخل جامعة كارلسروهه تلك النتائج في منهجها التعليمي لدراسة فرع "الحضارة الأوروبية وتاريخ الأفكار".

ولم يكن هذا المشروع الذي ساهمت به زيريمبا إلا واحداً من حوالي ثمانين مشروعاً تعاونياً بين الجامعات الألمانية والعربية، مثل مشروع المدارس الصيفية أو مشاريع البحث العلمي المشترك أو الفروع التخصصية الثنائية.

ومن أحد المشاريع الطموحة مشروع تشييد الجامعة الألمانية الأردنية في عمان التي تفتح أبوابها أمام الطلاب الأردنيين منذ خريف 2005 لدراسة الإقتصاد أو المعلوماتية على نظام الجامعات في ألمانيا. كما يتعرف الطلاب على الحياة اليومية في الجامعات الألمانية وعلى طبيعة العمل في الشركات والمؤسسات الألمانية.

عقبة التركيبة الهرمية

وتفرض الجامعة على طلابها دراسة فصل دراسي في الخارج والعمل فترة ستة أشهر تدريبية كجزء لا يتجزأ من الدراسة. ويحدثنا نائب مدير الجامعة الألماني، بيتر أوكر وصوته لا يخلو من الحماس عن العقلية المنفتحة التي يتميز بها الطلاب الجدد وعن حماسهم وشغفهم في الدراسة. إلا أن ما يثير قلقه هي التركيبة الهرمية في الجامعات وهي مشكلة متفشية في المجتمع الأردني حالت دون القيام باختيار أساتذة كما هو مطلوب، فالنظام ما زال صعباً – حسب قول أوكر.

ويتحفظ بيتر اوكر من إدراج الجامعة الألمانية الأردنية تحت شعار "الحوار الأورو-إسلامي". فالمشروع بالنسبة له ليس أكثر من جسر بين ألمانيا والأردن، على وجه التحديد جسر بين المؤسسات المدنية في البلدين.

ويؤيده الرأي علاء الحمارنة من جامعة ماينز الذي يجد صعوبة في تصنيف كامل المشاريع المشتركة بين ألمانيا والجامعات العربية تحت باب الحوار الأورو-إسلامي في الدرجة الأولى. يشكل الحوار جزءاً من بعض المشاريع مثل التعاون بين جامعة كارلسروهه وتونس، أما في مشاريع أخرى فيقتصر حوار الثقافات على العلاقات الشخصية بين الطلاب.

ويوضح علاء الحمارنة أن "هناك بعض المشاريع تركز على حوار الحضارات أو حوار الأديان، ولكن ثمة مشاريع كثيرة في مجال الهندسة أو الطب بعيدة تماماً عن حوار الحضارات."

تصدير نماذج تعليمية ألمانية إلى العالم العربي

تسعى بعض الدول العربية بعد صدور تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2003 إلى تدويل نظامها التعليمي. ويُشار إلى أن هذا التقرير ألقى الضوء على المستوى التعليمي المزري للتلاميذ والطلاب العرب مقارنة بغيرهم في بقاع أخرى من العالم.

لذا يُؤمل من مشاريع التعاون الدولية مع الجامعات الخاصة أن تُحدث تحولاً إيجابياً. وتعمل ألمانيا منذ عدة سنوات جاهدة على تصدير نماذجها التعليمية إلى العالم العربي. ويشيد علاء حمارنة من جامعة ماينز بهذه الجهود ولكنه يفتقد إلى خطة مدروسة من الجانب الألماني.

فرغم تشييد جامعات ألمانية في كل من القاهرة والأردن وسوريا التي تُعتبر كل واحدة منها مشروعاً مستقلاً. ويردف قائلاً: "ليس لدينا إسم لامم نستطيع تصديره إلى الخارج مثل جامعة السوبورن أو جامعة هارفارد. لدينا فقط ماركة "جامعة ألمانية" ولكن لا يدعمه أية خطة واضحة."

بقلم منى نجار
ترجمة منال عبد الحفيظ شريده
حقوق الطبع قنطرة 2007

قنطرة

التعليم بضاعة للتصدير في زمن العولمة
يبدو أن المستثمرين الأجانب يتدفقون من كل البلدان على النيل لتشييد جامعات خاصة. فالأمريكان موجودون منذ عهد بعيد هناك، أما الفرنسيون والألمان فمتواجدون منذ بضعة فصول دراسية. في الخريف سيقوم الكنديون والبريطانيون بافتتاح صالاتهم الدراسية. وعلاوة على ذلك أعلن الآن الروس وكذلك اليابانيون والصينيون والرومان عن نيتهم بالمشاركة. تقرير فريدريك ريشتر

الدراسة الجامعية والحوار
من المنتظر أن يزداد تعاون جامعة فردريك-أَلكساندر في مدينة إرلانغن الألمانية وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا الإماراتية على مستوى البحث والتعليم بعد التوقيع على اتفاقيتي شراكة وتوأمة بين المؤسستين. تقرير فلوريان فاغنَر.

جامعة الوادي الألمانية السورية
تسمح قوانين التعليم الجامعي التي أقُرت مؤخراً في سوريا بإنشاء جامعات خاصة، ومهدت الطريق أمام فكرة إنشاء صرح علمي جديد بشراكة ألمانية يحمل إسم جامعة الوادي السورية- الألمانية.

www

الجامعة الألمانية الأردنية

الجامعة الألمانية في القاهرة

جامعة الوادي السورية الألمانية