علامة "حلال" التجارية تملأ محلات السوبرماركت
تدل علامة "حلال" التجارية على أن المواد الغذائية مطابقة للشريعة الإسلامية، وهي علامة تَعد بالربح الوفير مثل علامة "بيولوجي" التجارية. ففي إمكان المنتجين وأصحاب المطاعم في دول الإتحاد الأوروبي أن يتقدموا بطلب لاختبار منتجاتهم ليحصلوا على شهادة تفيد بأن منتجاتهم "حلال".
أغذية "حلال" الى البلدان الإسلامية
إن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية هما اللتان وضعتا المعايير الصحيحة لـ"الأغذية الحلال" ونجحتا في تنفيذها. هذه المعايير تعتبر إحدى الموضوعات المطروحة على قائمة المفاوضات بخصوص انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي.
فقد ناقشت الإدارة العامة للصحة وحماية المستهلك موضوع ذبح الحيوانات على طريقة النحر وحاولت التوفيق بينه وبين قواعد الرفق بالحيوان ومتطلبات المنافسة العالمية. فمن يريد التصدير إلى البلدان الإسلامية ينبغي عليه أن يحصل على شهادة بأن منتجاته حلال. وهذا ما ينطبق على وجه الخصوص على أسواق اللحوم المتنافس عليها جدا، وينطبق أيضا على المستهلكين المسلمين الميسورين في دول الخليج والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة.
بين الإسلام واليهودية
كانت "المؤكولات الحلال" الموضوع الرئيس في معرض دبي الدولي "غولفود دبي 2007" الذي عُقد في فبراير/شباط. وفي مايو/أيار المقبل تدعو ماليزيا – أكبر سوق للمواد الغذائية المطابقة للشريعة الإسلامية – لإقامة أكبر معرض عالمي تحت شعار "السلع الحلال 2007".
يعني مصطلح "حلال" باللغة العربية "مباح". أما في اللغة الإنكليزية فإنه ينحصر على المأكولات أي المواد الغذائية. وفي اللغة العربية ينطبق هذا المصطلح على كل ما يبيحه القرآن والسنة والشريعة. والمصطلح الإسلامي "مأكولات حلال" ما هو إلا الصيغة المبسطة لمصطلح "كوشر" للأطعمة المطابقة للوائح الشريعة اليهودية.
فالتوراة والتلمود تشملان على أوامر ونواهي مصاغة بصورة محكمة ودقيقة. أما اللوائح الإسلامية فتُفسر بصورة مرنة، وهذا ما ينطبق على أوامر الذبح التي لا غنى عنها في الديانتين.
علامات "حلال" مختلفة
وعلى عكس أحبار اليهود الأرثوذكس أصبح فقهاء المسلمين اليوم يقبلون تخدير الحيوان بالصعقة الكهربائية قبل ذبحه. أما غالبية المسلمين في المملكة المتحدة فإنهم يرفضون هذا الحل وخلقوا لأنفسهم علامة تجارية خاصة بهم. يكفل الدستور البريطاني لليهود والمسلمين على السواء حق الذبح التقليدي حتى في المذابح الكبيرة.
إن اختلاف تأويلات الشريعة الإسلامية أدت إلى خلق العديد من علامات "حلال" التجارية. كان ينبغي على المستهلك الألماني أن يتذكر علامة "بيولوجي" فيما مضى، حيث كانت تُوضع في أغلب الأحيان من قِبل المنتج. في هذه الأثناء قامت "لجنة المواد الغذاية التابعة للأمم المتحدة" بتحديد مفهوم "حلال" ووضعت معايير لاستعمالها في مجال صناعة الأغذية الحلال. واعتمدت في ذلك على خبرة ماليزيا التي تحظى بقبول عام وتطبق ذلك أيضا على وجه الإجمال.
معايير عالمية "للحلال"
تشترط علامة "حلال" المعتمدة في كولا لومبور اختبارا شاملا لحالة الحيوان الصحية ومستوى النظافة وتفرض إجراءات الذبح حسب قواعد الشريعة الإسلامية مع مراعاة قواعد الرفق بالحيوان. وتعطى الشهادة على الجودة والنظافة وسلامة المواد الخام والمكونات والمنتجات.
هذه الشهادة لا تشمل فقط منتجات اللحوم والطيور بل تشمل أيضا المواد الإستهلاكية مثل الأدوية وأدوات الزينة وأدوات التجميل والحلويات حتى تستبعد استعمال مكونات محرمة مثل الخنزير أو الكحول. إضافة إلى ذلك يتم تطبيق معايير عالمية مثل شهادة الجودة "إيزو 9000" وشهادة "ملائم للإستعمال من الناحية الصحية GHP".
لأن المسلمين يبلغ عددهم ما يقارب 1,8 مليار من تعداد سكان العالم فإن حجم تجارة المنتجات الحلال وصل في الوقت الحالي إلى نحو 150 مليار دولار أمريكي. وتقدر "مجموعة الأبحاث العلمية هايبيم" أن حجم هذه التجارة سيصل عام 2010 إلى 500 مليار دولار أمريكي نتيجة الزيادة المطردة لتعداد السكان. وتقول سلامة إيفانس المتحدثة الرسمية لمنتدى الأغذية الحلال العالمي (WHF) إن سوق الأغذية الحلال ستصبح من الأسواق الأكثر ازدهارا والأكثر تأثيرا على مجال صناعة الأغذية الحلال.
تجارة بالمليارات
هذا لا ينطبق فقط على داخل وخارج البلاد الإسلامية التقليدية بل أيضا على البلاد غير الإسلامية، مثال على ذلك يبلغ حجم تجارة الأغذية الحلال في المملكة المتحدة 4 مليار دولار أمريكي. من البلاد المهمة المنتجة للأغذية الحلال هي ماليزيا والبرازيل وتركيا، وهذه الدول تقوم بتطبيق معايير الحلال في كل ما ينتج هناك.
أما غالبية الدول الكبرى المنتجة للحوم على مستوى العالم - مثل الأرجنتين واستراليا والبرازيل وكندا والهند ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – فتطبق معايير الحلال فقط عند الذبح. وهذا مما يعد من الأمور المجدية التي تدر ربحا وفيرا: فاستراليا – على الرغم من أنها حليف للولايات المتحدة في الحرب على العراق – ارتفعت نسبة صادراتها من اللحوم إلى دول الخليج في العام الماضي إلى 59%.
وإلى جانب الجودة العالية من لحوم البقر والخِراف يقوم المورّدون من استراليا "داون أندر" بأشد رقابة في العالم على المواد الغذائية، وعلى وجه الخصوص على علامة "حلال" للذبح حسب الشريعة الإسلامية التي تحظى بمراقبة الحكومة.
سوق صغيرة في ألمانيا
وفي البلد المجاور فرنسا تملأ علامة "حلال" التجارية الأسواق. ففي كبرى المحلات مثل كاريفور في المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية من المسلمين مثل مارسيليا وميلوز في منطقة الإلزاس وضواحي باريس تمتلئ رفوف المحلات بعلامة "حلال".
أما في ألمانيا فلا تزال السوق بالنسبة للمسلمين صغيرة جدا ويسيطر عليها إلى حد كبير المهاجرون الأتراك أو اللبنانيون. والقلة من الألمان المشتركين في معرض دبي الدولي "جولفود دبي 2007" تقدم في الغالب معدات تقنية مثل "جرمان بيكر ستريت".
إن رائدة الأسواق في منح شهادة "حلال" الرسمية هي شركة خاصة في مدينة بريمن، وتتقاضى على كل منتَج ما بين اثنين وثلاثة آلاف يورو سنويا. وشهادة الأسماك تعد من أغلى الشهادات. على العكس من أصحاب المذهب السني فالشيعة يحرمون الأسماك التي ليس لها زعانف مثل ثعبان الماء.
بقلم بيتر تسيغلر
ترجمة عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع قنطرة 2007
قنطرة
أسهم "حلال" في ظل تعاليم الشريعة
ما هي مجالات الاستثمار الدولية التي لا تتعارض مع مفهوم الربح الحلال في الإسلام؟ تقرير من ماتيلدا يوردانوفا- دودا.
العمل شكل من أشكال العبادة
ثمة تَحَوّلٌ كبير نشهده الآن مدينةِ قيصري التركيةِ التي تحولت في العقد الأخير إلى مركز مهم من المراكز الصناعية في تركياِ. الملاحظ في تجربة هذه المدينة هو أن الإزدهار الإقتصاديِ فيها تمّ مع التمسّكِ بالمبادئِ الإسلاميةِ. تقرير دوريان جونز
إبراهيم أبو العيش ومشروع سيكيم
مشروع سيكيم يجمع بين الزراعة العضوية والمسؤولية الاجتماعية تجاه العاملين ومبادئ الأنثربوسوفيا لرودلف شتاينر والنجاح الاقتصادي. شتيفاني غزيل قامت بزيارة مركز المشروع في الصحراء المصرية