نساء عربيات خلف الكاميرا
عُرضت سبعة أفلام تتناول موضوع "المرأة العربية" في مهرجان الأفلام العربية الذي أقيم في مدينة توبينغن في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث احتل الفيلم اللبناني "سكر نبات" Caramel لنادين لبكي الذي سيبدأ عرضه في دور السينما الألمانية في ربيع عام 2008 مركز الصدارة في المهرجان. تقرير من فلوريان فاغنر حول هذا المهرجان.
لا يمكن أن ترد عبارة "المرأة العربية" في أوروبا دون أن ترافقها ردود الفعل النمطية، فيتم افتراض قمع "المرأة العربية" وسلبها حقوقها بشكلٍ عام، كما يتم استعادة النقاش اللامتناهي حول جرائم الشرف، أو يجري الحديث عن الممارسة الوحشية لختان البنات.
كما يجري رسم صورة من القنوط وانعدام الأمل في وسائل الإعلام، حيث لا يجد المرء عمومًا على الرفوف المخصصة للعالم العربي في المكتبات أكثر من كتب حول قصص النساء المقموعات اللواتي نجون بصعوبة من العنف الذكوري السائد في العائلات.
صورة مختلفة عن المرأة
يأتي مهرجان الأفلام العربية في مدينة توبينغن الألمانية ليثبت وبشكلٍ لافت أن هذه النظرة تجاه المرأة العربية لا تمثل مجمل الواقع، حيث جرى عرض سبعة أفلام في هذا العام تدور كلها حول موضوع "المرأة العربية".
لم تقف النساء العربيات في هذه الأفلام أمام الكاميرا وحسب، بل أيضًا وعلى وجه الخصوص خلف الكاميرا. وكانت نتيجة الأعمال صورة زاخرة متمايزة لحياة المرأة العربية التي تحقق أحلامها وتتغلب على مصاعب الحياة، مما جعل البرنامج مخالفًا للحديث الأبدي المعتاد عن القمع.
وبحسب قول مدير المهرجان عدوان طالب: "أردنا أن نقدم للجمهور إمكانية تشكيل صورة متمايزة عن الصور النمطية القائمة عن أوضاع المرأة في المجتمعات العربية".
بعيدا عن الصور النمطية
ويتابع قائلاً: "لذلك أردنا عرض نشاط وديناميكية النساء بعيدًا عن كل الصور النمطية، نساء يناضلن من أجل تحررهن واستقلالهن، نساء نشيطات سياسيًا ولديهن إمكانية شق طريقهن نحو تطورهن الحر ضمن أجوائهن الثقافية وضمن مجتمعاتهن".
وربما لا يجسد أحدٌ هذا الدرب نحو التطور الحر ضمن الثقافة الذاتية على نحوٍ أفضل مما تفعله طالبة الآداب دنيا، الشخصية الرئيسية في الفيلم الذي يحمل اسمها، وهو فيلم لصانعة الأفلام اللبنانية وكاتبة السيناريو جوسلين صعب.
دنيا تريد أن تصبح راقصة، لا سيّما أن والدتها كانت راقصة وقد أورثتها حب الرقص. ومن خلال البروفيسور بشير ذي الشخصية المؤثرة (لعب هذا الدور المغني المصري المعروف محمد منير) تكتشف دنيا الصوفية وكذلك الموسيقى والشعر العربيين. وتقوم بربط هذه التجارب عبر طابعها المتنوِّر الذي يصل حدَّ التمرد فتعثر بذلك على طريقها الخاص في الحياة.
تجاوز الحدود الثقافية
هناك فيلمان وثائقيان في المهرجان ركزا على تجاوز الحدود، حيث تابعت علياء ارصغلي في فيلمها الذي حمل عنوان "بعد السماء الأخيرة" النشاط السلمي والتنويري للفلسطينية ناهدة التي دمر الجيش الإسرائيلي قريتها في العام 1948. تلتقي ناهدة بامرأتين إسرائيليتين تعيشان اليوم في قريتها، وتعمل معهما على معالجة الماضي.
أما في فيلم "سلطة بلدي" الذي يعرض في ألمانيا لأول مرة فتروي المخرجة المصرية نادية كامل قصة والدتها التي ولدت في القاهرة لأبٍ يهودي وأمٍ إيطالية كاثوليكية اعتنقت الإسلام بعد زواجها من الكاتب المصري سعد كامل.
تقوم المخرجة سويةً مع حفيدها بإعادة تركيب تاريخ عائلتها على مدى مائة عام وتجعل بهذا من الفيلم دعوة للتسامح والتنوع.
قصص نسائية من صالون التجميل
يَظهرُ هذا التنوع أيضًا في فيلم "سكر نبات" لنادين لبكي، الذي يمثل بلا شك قمة أفلام المهرجان، فهو يؤكد على أن ما هو عربي لا يعني بالضرورة ما هو مسلم، وذلك عبر جمعه لخمس نساء من مختلف الأطياف الدينية والاجتماعية في أحد صالونات التجميل في بيروت.
لكلٍّ منهن قصة حب شخصية: ليال تلتقي سرًا برجلٍ متزوج، وعرس نسرين سيكون بعد فترة وجيزة، أما ريما فتشعر بالانجذاب إلى النساء، وجمال متلهفة لتحقيق حلمها بممارسة مهنة التمثيل، بينما يتوجب على روز أن تقرر فيما إذا كانت ستترك لِيلِي التي تحتاج للعناية من أجل أن تقضي بقية حياتها مع الفرنسي الوسيم.
كل هذه القصص يمكن لها أن تكون قصص أية امرأة، وبهذا تتجاهل المخرجة نادين لبكي الصور النمطية السائدة عن المرأة العربية وتركّز اهتمامها على حياة الأشخاص وقصص حبهم، وهم لا يُعرِّفون أنفسهم بوصفهم "غربيين" أو "عربًا"، بل في المقام الأول بوصفهم بشرًا لهم أفراحهم وأتراحهم ومشاكلهم الإنسانية.
ولم تكن روح الدعابة المناسبة التي لازمت تمثيل الشخصيات السبب الأخير لكي يحصل الفيلم بعد عرضه في مهرجان كان على جائزة الجمهور في مهرجان سان سباستيان ولقيام الحكومة اللبنانية بترشيحه لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
بقلم فلوريان فاغنر
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع محفوظة: قنطرة 2007
قنطرة
قهر النساء في السينما
تمحورت الأفلام المعروضة في المهرجان حول أشكال متنوعة من القهر الذي تتعرض له المرأة في مختلف دول العالم. تقرير بقلم نيللي يوسف.
فيلمي لا يسيء لسمعة مصر!
طرحت المخرجة المصرية التي تعيش في كندا تهاني راشد قضية بنات الشوارع في الفيلم الوثائقي "البنات دول" الذي عرض في العديد من المهرجانات السينمائية المصرية والعالمية. أجرت نيللي يوسف هذا الحوار مع مخرجة الفيلم.
مواضيع اجتماعية من صلب المجتمع الإيراني
تُعدّ رخشان بني اعتماد من أشهر المخرجات وكاتبات السيناريو في العالم. وقد انتهت أخيرا من تصوير فيلم "الخط الرئيس" الذي تدور أحداثه حول شابة مدمنة على المخدرات. روبرت ريشتر تحدث مع الفنانة