اللغة الألمانية في المساجد

ترسل تركيا حوالي مائة إمام وواعظ سنويا إلى ألمانيا سنويا ليعملوا في المساجد المختلفة. أريانه ميرزا أجرت حواراً مع حسن كاراجه حول تأهيل الأئمة للعمل في الغربة.

سيد كاراجه، كيف تُؤهلون الأئمة للقيام بعملهم في ألمانيا؟

حسن كاراجه: يتلقى الإئمة والواعظون إلى جانب دراستهم الدينية دورات إضافية تتضمن دروسا في اللغة الألمانية ودروسا عن عادات وثقافة وطبيعة ألمانيا. ينظم معهد غوته بهذا الشأن دورة تعليمية إجبارية تشمل أربعمائة ساعة دراسية. إضافة إلى ذلك تنظم مؤسسة كونراد آدناور دورات مكثفة لمدة أسبوع عن ألمانيا وثقافتها وعاداتها. إشترك في هذا المشروع النموذجي خمسون إماماً في العام الماضي، كما وسيلتحق الإئمة المئة الذين سيأتون إلى ألمانيا في عام 2007 بتلك الدورات المكثفة.

ألا ترون أن تحديد فترة إقامة الأئمة في ألمانيا بأربع سنوات لا يُحقق الإنتاجية المطلوبة؟

كاراجه: معك حق في هذه النقطة ولكن نحن مقيدون بقوانين البلدين المتعلقة بحق الإقامة وغيرها. يناقش وزراء البلدين هذه المشكلة، وربما توصلوا إلى حل عما قريب. لكني أرى إلى جانب تمديد فترة إقامة رجال الدين الأتراك إمكانية أخرى.

أعتقد أنه من المفيد تأهيل أئمة ألمان من أصل تركي، والأفضل في ألمانيا. تقوم كلية العلوم الدينية في جامعة فرانكفورت بمشروع نموذجي بهذا الشأن، فإن أُخذ بهذا النموذج سيكون بإمكاننا بالفعل القيام بتغيرات هيكلية، سيكون لدينا مثلاً فقهاء وأئمة يعرفون الظروف الحياتية في ألمانيا جيداً، ويستطيعون التلاؤم مع تلك المعطيات. ثمة طلبات لأقامة دورات تأهيلية من هذا النوع في جامعات أخرى.

ما رأيكم بالأصوات التي تُطالب بشفافية عمل المساجد، هل تتصورون إلقاء خطب باللغة الألمانية؟

كاراجه: الوعظ باللغة الألمانية أمر وارد، ولكن علينا ألا ننسى أن الكثير ممن يؤمون المساجد لا يتقنون اللغة الألمانية. لذا ينبغي أن يبقى أغلب الخطب باللغة التركية، ولكن تلاوة الآيات القرآنية باللغتين الألمانية والتركية أمر يمكننا تصوره، بل نحن نطبقه الآن في بعض الأماكن. ربما استطعنا على المدى القريب، ربما في آخر السنة الحالية تقديم ملخص عن خطبة الجمعة باللغة الألمانية في بعض المساجد الكبرى التابعة للإتحاد التركي الإسلامي للمؤسسات الدينية.

كيف تسير الأمور في موضوع إمامة المرأة؟

كراجه: ليس هناك أئمة من الإناث، ولكن هناك نساء دين وخطيبات، وقد اشتركت خطيبتان في الدورة التعليمية المكثفة في العام الماضي وإحداهن تعمل في ألمانيا حالياً.

اصطحبتم قبل فترة قصيرة عشرين إماماً إلى ألمانيا، ما الدافع وراء قدومهم إلى هنا؟

كاراجه: دعتنا مؤسسة كونراد آدناور لحضور إعلان نتائج تقييم الدورة التعليمية المكثفة. أعتبر مثل تلك التقييمات مهمة للغاية، إذ يمكننا على ضوئها تحسين الكثير في المناهج التعليمية. كما نتابع ردود الفعل التي تأتينا من قبل "ديانات" ونأخذ بها. الإتحاد الإسلامي التركي للمؤسسات الدينية مهتم بها أيضاً.

سيتم خلال الأربعة أعوام التي يقضيها أئمتنا في ألمانيا عقد لقاءات منتظمة بينهم لا تهدف إلى تبادل الخبرات الشخصية فقط، فعلى ضوء التقارير العملية المُقدمة نريد إضافة مواد تعليمية جديدة.

هل يشعر الأئمة أنه تم تأهيلهم بشكل جيد خلال التدريب في تركيا؟ أم حصلت التباسات أيضا خلال زيارتهم المانيا بصحبتك؟

كاراجه: حصلوا خلال الإعداد الذي دام خمسة أسابيع إجمالاً على تصور دقيق عن ألمانيا مطابق للواقع إلى حد كبير. إلا أن البعض الذي يزور ألمانيا لأول مرة كان يتوقع تنوعاً أكبر في العمارة وصورة الشارع عامة.

في إحدى الأمسيات عندما كنا نتمشى حوالي الساعة العاشرة في شوارع برلين استغرب بعضهم لخلو شوارع المدينة الكبيرة من المارة - على عكس حال شوارع المدن الكبيرة في تركيا. وأضحكنا أحدهم بقوله: "لا يمشي هنا في ألمانيا في الشوارع ليلاً سوى الكلاب والأئمة."

أجرت الحوار آريانه ميرزا
ترجمة منال عبد الحفيظ شريده
حقوق الطبع قنطرة 2007