أمجد ناصر الشاعر العابر... بقصائد المنفى ومرثيات الوجود

ظل يقاوم المرض طوال سنة مكابداً آلامه جسداً وروحاً، حتى غلبه فأغمض عينيه للمرة الأخيرة. رحل الشاعر أمجد ناصر عن 64 سنة وكان لا يزال في أوج إبداعه، مشغولاً بهموم الإنسان العربي والمآسي التي يشهدها في أكثر من بلد. وكان آخر ديوان له صدر قبيل رحيله وعنوانه "مملكة آدم" أشبه بملحمة شعرية ترصد مآسي العصر العربي الراهن. لكن أمجد رحل وفي قلبه مقدار من عزاء بعدما أحاطه الشعراء والنقاد خلال أشهر احتضاره القاسي، بمحبة فائضة وكتبوا عنه وعن تجربته الفريدة مقالات مهمة وعميقة، وخصته صحف ومواقع بملفات شاملة.
ولئن كان أمجد ناصر أردني المولد (1955) والنشأة، فهو لم يلبث أن غادر الأردن شاباً ليجوب دولا عربية عدة ويصبح مواطناً عربياً. بدّل اسمه الأصلي "يحيى النعيمات" باسمه الشائع الذي عرف به، درَسَ العلوم السياسية في "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، تبنى القضية الفلسطينية حتى بات يظنه الكثيرون فلسطينياً، ثم انتقل مع منظمة التحرير الفلسطينية إلى بيروت، وعمل في صحافتها بين بيروت وقبرص. ثم انتقل إلى لندن ليسهم في تأسيس صحيفة "القدس العربي" عام 1987 ويستقر فيها سنوات طويلة، مديراً للتحرير ومشرفاً على قسمها الثقافي. وعلى الرغم من انشغاله السياسي والتزامه وعمله الصحافي، أولى أمجد الشعر والكتابة الإبداعية اهتمامه الأول، وسعى إلى الفصل بين همومه السياسية وهمومه الشعرية، فأبدع أجمل القصائد والنصوص التي أعاد فيها تشكيل العالم والذات عبر رؤية وجودية عميقة وانتماء ميتافيزيقي يكاشف أغوار الكائن. وكانت له دواوين فريدة في مقارباتها الشعرية ومناخها وأبعادها الرؤيوية ومداها اللغوي وتقنياتها. وكتب في حقل أدب الرحلة والسرد الروائي، "مديح لمقهى آخر"، و"بيروت" و"منذ جلعاد كان يصعد الجبل"، و"سُرَّ من رآك"، و"حياة كسرد متقطع"، "رعاة العزلة"، "وصول الغرباء"، "أثر العابر – مختارات شعرية"، "خبط الأجنحة"/ رحلات، "مرتقى الأنفاس"، "وحيداً كذئب الفرزدق"، "حيث لا تسقط الأمطار"/ رواية، "هنا الوردة"/ رواية، في بلاد ماركيز"/ رحلات.
https://www.independentarabia.com/node/68086/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D…