مواجهة أم حل ديبلوماسي؟
هذا الأجل حدده مجلس الأمن الدولي بضغط من الولايات المتحدة، إلا أنه كلما اقترب إلا وبدا واضحا أن ايران لن تتحرك قيد نملة عن موقفها، لا قبل الثامن والعشرين من أبريل/نيسان ولا بعد ذلك، بل العكس هو الذي حصل اذ ساهمت ضغوط واشنطن في اعلان طهران رسميا عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
من جهة أخرى لم تأت جولة المحادثاث الأخيرة في موسكو حول البرنامج النووي الايراني بأي جديد، ذلك أن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا لم يتمكنوا من الاتفاق على فرض عقوبات على ايران لأن روسيا والصين تعارضان ذلك.
كان يتعين على واشنطن توقع ذلك، باعتبار أن هذا السبب نفسه كان الداعي وراء فشل مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق موحد، واكتفى بارجاع الكرة إلى ملعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إلا أن محمد البرادعي وطاقم المفتشين الذين ترأسهم لا يعتبرون أنفسهم أداة للسياسة الأمريكية اتجاه ايران، ويعلمون أكثر من غيرهم أن الأخيرة كعضو موقع على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، قد تصرفت بشكل مطابق للالتزامات والقواعد، وأن أقصى ما يمكن عمله هو دعوتها إلى اثبات حسن نواياها اتجاه المجتمع الدولي المتشكك.
طهران غير مستعدة لذالك، وكلما كثرت التهديدات من جانب واشنطن إلا وتشبتت أكثر بموقفها، واذا كان سبق للادارة الأمريكية أن كذبت تقريرا للصحافي النيويوركي سيمور هيرش حول خطط عسكرية لضرب طهران، فإن الرئيس جورج بوش خرج بموقف مغاير لم يستبعد فيه امكانية استعمال السلاح النووي، وبالتالي فليس من المدهش استعراض ايرن لقدرتها الدفاعية، واطلاقها التصريحات الرنانة ضد مهاجميها.
وإذا كان هناك من حل للخروج من هذا المأزق فإن مفاتيحه توجد في يد واشنطن، فبدلا من التهديدات المتواصلة يتعين على واشنطن اجراء مباحثات مباشرة مع طهران، ثم ألم يتم الاتفاق المبدئي على اجراء لقاءات مباشرة بين البلدين لدراسة الوضع في العراق، رغم تأجيلها من طرف الامريكيين.
على كل حال، هناك عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين حثوا الرئيس بوش على اجراء مفاوضات مباشرة حول مع ايران، كما أن تواجد موظف ايراني سامي هذه الأيام في واشنطن يدل على أن طريق المفاوضات ممكن.
بالرغم من الانتقادات الحادة تجاه السياسة العراقية للرئيس بوش فإن الأخير يدفع بلاده إلى مواجهةعسكرية جديدة، في وقت لا تعرف فيه واشنطن بعد طريقة خروجها بشكل مشرف من العراق، وما دام الرئيس بوش يتحدث عن "الحل الدبلوماسي" فعليه أن يعرف أن الدبلوماسية لا تمارس بالقنابل الذرية التكتيكية.
بقلم بيتر فيليب
ترجمة حسن زنيند
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2006
قنطرة
نحن بحاجة إلى المزيد من المعلومات
عبر العديد من السياسيين الأوربيين عن قلقهم الشديد من استئناف إيران أبحاثها النووية، ولكن ردود الفعل هذه ليست في محلها حسب رأي بيتر فيليب.
الدول العربية والبرنامج النووي الإيراني
خوف من أطماع إيران الإقليمية قامت القيادة الإيرانية في طهران باستئناف برنامجها النووي المتنازع عليه على الرغم من تواصل الانتقاد الموجه لها في هذا الشأن. القلق حيال القنبلة الإيرانية لا يساور الغرب وحده بل الدول العربية أيضا. تقرير فريدريك ريشتر من القاهرة