الثورات العربية: عسر التحول الديمقراطي ومآلاته
شهادات وقراءات
يتضمن القسم الأول ثلاثة فصول. في الفصل الأول، هل يستطيع الشعب إسقاط النظام والدولة لا تزال قائمة؟ تأمل في المعضلة الرئيسة للانتفاضة العربية، ناقش جلبير الأشقر شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، محاولًا إعادة قراءة الثورات العربية من منظور العلاقة بين الدولة والسلطة، مميزًا بين مفهومَي الدولة والنظام.
في الفصل الثاني، من إطاحة الاستبداد إلى حماية التحول الديمقراطي: قراءة في الأنموذج التونسي، قدَّم عبد الفتاح مورو شهادته في الثورة التونسية والتجربة التوافقية بين القوى السياسية في تونس.
في الفصل الثالث، مقاومة الذات: تشخيص أولي لاضطراب المناعة المرتدة عربيًا، يستثمر عبد الوهاب الأفندي مفهوم جاك دريدا للمناعة المرتدة في نقاش النظريات السياسية التي روجت لاستعصاء التحول الديمقراطي قبل عام 2011، ويجد أن ساحات الثورة مثلت الانتصار الحاسم على حالة الخوف وانعدام الأمن والثقة، كي تحل مكانها الثقة بالنفس، وبالآخرين، وبالمستقبل.
مقاربات حراك وثورة
في القسم الثاني عشرة فصول. تناول ريموند هينبوش في الفصل الرابع، مقاربة في علم الاجتماع التاريخي لفهم التباين في مرحلة ما بعد الثورات في البلدان العربية، ثلاثة نماذج من الثورات العربية: تونس ومصر وسورية، وحللها وفق منهج سوسيو - تاريخي يقوم على مقاربات الحركة الاجتماعية والمقاربة الفيبرية والاقتصاد السياسي، لفهم المسارات المتباينة في الدول العربية بعد هذه الثورات التي أطلقت عملية إعادة تعبئة الجماهير.
في الفصل الخامس، الحراك السياسي وعسر التغيير داخل الفضاء العربي، يجد الحسن بن النجيم أن أكبر خطأ وقعت فيه الحركات الاحتجاجية العربية بمجملها هو أنها كانت تحديثية لا تنويرية.
في الفصل السادس، الثورة والولادة الجديدة في سورية، تقول ويندي بيرلمان إن الاحتجاجات الجماهيرية كانت ثورية لأنها أشارت إلى رفض الناس أداء دور المواطنين المرعوبين والمذعنين؛ فالتأثير الأشد فورية لثقافة الحرية الجديدة هو تدفق التعبير السياسي.
في الفصل السابع، التحول الآخر في الثورة التونسية: النفوذ الاجتماعي والموارد والاعتبارات والقيم، يناقش المولدي الأحمر الصراع على المواقع الاجتماعية - الثقافية المواتية لإنجاز الانتقال الآخر الذي نادى به المتظاهرون في أثناء الثورة، وهو "إعادة النظر في قواعد لعبة الوصول إلى الموارد، وكيفية الحصول على الاعتبارات الاجتماعية، والحق في إعادة الصوغ الأيديولوجي للقيم التي تبرر مضمون المرحلة الانتقالية".
ممارسات وتجارب
يحلل مصطفى عمر التير في الفصل الثامن، الربيع العربي والتحول الديمقراطي: ملاحظات حول التجربة الليبية، تعثر التحول الديمقراطي في ليبيا، في ضوء معرفة سوسيولوجية تاريخية سياسية لتطورات العلاقة بين المجتمع الليبي الحديث والنظام الليبي، منطلقًا من فرضية تجمع بين ثلاثة متغيرات مترابطة: التحديث والحداثة والديمقراطية.
في الفصل التاسع، الممارسة الحزبية وتعثر عملية التحول الديمقراطي في مصر: حزب مصر القوية - دراسة حالة، يدرس أحمد عبد الحميد حسين الأحزاب المصرية ودورها في إنجاز التحول الديمقراطي والبدائل المتاحة، متخذًا من حالة "حزب مصر القوية" مثالًا لها.
يتناول سيدي مولاي أحمد عيلال في الفصل العاشر، مدى فاعلية حركة 20 فبراير في تقويم العملية الديمقراطية في المغرب، الحركة الاحتجاجية التي شهدها المغرب، منطلقة من المجهولية التي اتسمت ببروز أسماء مستعارة افتراضية، ثم انتقلت إلى الانتشارية، قبل أن تعاني الانقسامات الحزبية. كما تقدم الدراسة أهم المشكلات التي واجهتها الحركة، ومنجزاتها الإصلاحية.
دسترة وتدوّل
في الفصل الحادي عشر، قراءة في التجربة الدستورية والسياسية في المغرب بعد مرور خمس سنوات على الثورات العربية، يحلل محمد باسك منار التجربة التغييرية المغربية التي أفضت إلى تعديل الدستور المغربي. وخلص إلى أن تميز هذه التجربة من بعض التجارب العربية التي تنخرها الفوضى لا يعني أن ما عرفه المغرب من تغيير دستوري وسياسي انتهى إلى تغيير بنيوي فعلي.
في الفصل الثاني عشر، الحقوق الدستورية الجديدة في البلدان العربية، يجمل أنطونيو بوراس-غوميز الحصيلة الدستورية للثورات العربية، متناولًا الأبعاد الوصفية والتحليلية والتفسيرية والنظرية لإعادة صوغ القانون الدستوري في دول الثورات العربية، مهتمًا على نحو خاص بالمغرب وتونس ومصر.
في الفصل الثالث عشر، التدوّل والثورة في العالم العربي، يربط كليمنت هنري بين تعاليم لينين في كتابه "الدولة والثورة" الذي أنجزه عشية الثورة البلشفية والانتفاضات العربية. كما يقارن بين قوى البنية التحتية في المنطقة العربية، ليوضح، في استعادة لحوادث الماضي، المسارات المختلفة تمامًا للانتفاضات العربية المتعددة.
مأزق الدولة
يتضمن القسم الثالث تسعة فصول. في الفصل الرابع عشر، نهضة أم سقوط؟ أزمة الدولة العربية، يقول مايكل هدسون إن فراغ الشرعية يُفسّر الاضطراب السياسي في المنطقة، وإن الثورات العربية كشفت ضعف الدولة العربية التي تختلف في ما بينها من حيث حالة الدولة فيها ومن حيث الشرعية؛ فبعضها أكثر تجذرًا من غيره، ويعاني بعضها الآخر الضحالة، وما زال بعضها دولًا عائلية غنية وريعية.
يقول هاني عواد في الفصل الخامس عشر، التطوّر التاريخي لـ "اللاسياسة" في مصر: دراسة في خصوصية البيروقراطية المصرية (مع الإشارة إلى الحالة التايلاندية)، إن الطريقة المثلى لدفع تحالف السلطة السياسية في مصر نحو الديمقراطية، بصفتها الطريق نحو توسيع المشاركة السياسية، من خلال الاستناد إلى القواعد الشعبية المهمَّشة، أكان ذلك في الأطراف الإقليمية أم في أطراف المدن وعشوائياتها.
في الفصل السادس عشر، هدم الجسور أم بناؤها؟ المقاربة الأمنية للديمقراطية في مصر وتونس، يركز أرنود كورز على اللحظات الحساسة في المرحلة الانتقالية في تونس ومصر، من خلال فحص وسائل الإعلام على الإنترنت في الدرجة الأولى، راصدًا غلبة إستراتيجيات الأمن القومي المبنية على مفهوم المقاربة الأمنية أثناء الربيع العربي.
خوف التغيير
في الفصل السابع عشر، أزمة الدولة الوطنية ومأزق الديمقراطية في تجارب ما بعد الحراك: الدول المغاربية أنموذجًا، تقول مليكة الزخنيني إنه على الرغم من عدم إحراز التوفيق في إرساء دعائم انتقال ديمقراطي حقيقي يستطيع الفرد فيه أن يمارس مواطَنته كاملة في دولة وطنية في المغرب الغربي، فإن هذه الدولة الوطنية تبقى مرجع الانتماء والهوية بالنسبة إلى أغلبية الناس.
يتناول عبد الناصر الجابي الحالة الجزائرية المستعصية على التغيير السياسي في الفصل الثامن عشر، الجزائر: الخوف من التغيير السياسي، رادًا ذلك إلى الخوف من العودة إلى التسعينيات، وضعف العمل السياسي المعارض، وعوامل سوسيو - سياسية تميز علاقة النخب السياسية والثقافية.
في الفصل التاسع عشر، البحث الأوّلي والفرضيات المتصلة بالميزة الملكية (فوق النزاعات) في الانتفاضات العربية، يسأل دانييل براون: لماذا لم تشهد الدول الملكية انتفاضات شعبية على غرار الدول الجمهورية؟ باحثًا في الميزة الملكية بإجراء مقارنة بين تونس والأردن، فيجد أنه على الرغم من استمرار الاحتجاجات في الأردن، فإن الآليات المؤسّسية والثقافية مكنت النظام الأردني من تجاوزها.
هويات عسكرية ومدنية
في الفصل العشرين، المهنية العسكرية الجديدة والانتفاضات العربية: دراسة في العلاقات العسكرية - المدنية في مصر وسورية واليمن، يرى حسن الحاج علي أحمد أن المؤسسة العسكرية سعت، في تعاملها مع الانتفاضات العربية في الدول الثلاث، إلى حماية مصالح التحالف التي هي جزء منه، ويخلص إلى أن المهنية تتطلب، كي تتحقق وتستوفي معظم شروطها، درجةً عالية من المؤسسية.
في الفصل الحادي والعشرين، لاهوت "داعش" السياسي: الأنبياء والمخلّصون المنتظرون، واندثار المنطقة الرمادية، يوضح أحمد دلّال أن داعش اغتصب مشروع الانتفاضات الثوري، وأجهض وعودها وإنجازاتها، فكان قوة معادية للثورة، مع أنه يرفض رفضًا تامّا النظام السائد والمستفيدين منه. لكن البديل ليس هوية ثقافية إسلامية معيارية، بل دولة إسلامية تجسد النظام الجديد المتصور.
تحاول ريهام خفاجي في الفصل الثاني والعشرين، الهويات الفرعية في المجتمعات العربية: الغياب المتوهّم والحضور المؤلم، تفكيك أسس بناء الدولة الحديثة في المجتمعات العربية وعلاقاتها بالهويات الفرعية بمنهجية تفكيكية تسمح بتحدي المقولات التقليدية الدائرة حول أسس بناء الدولة وعلاقاتها البينية.
تحولات انتقالية
يضم القسم الرابع أربعة فصول. في الفصل الثالث والعشرين، سجال الهوية وأثره في الانتقال الديمقراطي في المرحلة الانتقالية: مصر وتونس - دراسة مقارنة، يقول حفيظ هروس إنه كلّما برزت السجالات حول الهوية وطفَا الاستقطاب السياسي والمذهبي في المراحل الانتقالية نحو الحكم الديمقراطي، أخفقت عملية تحقيق الوفاق الوطني، وتعسر التحوّل الديمقراطي.
في الفصل الرابع والعشرين، الحركات الإسلامية في مرحلة ما بعد الانتفاضات العربية: محددات الفشل والنجاح - دراسة مقارنة بين حالتَي مصر وتونس، يختبر خليل العناني ردة فعل الإسلاميين العرب تجاه الثورات العربية، وكيفية تعاملهم معها سياسيًا وفكريًا وأيديولوجيًا، مقارنًا بين حالتَي الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس.
في الفصل الخامس والعشرين، العنف السياسي الممنهج عبر الشبكات الإلكترونية ومعوّقات التحوّل الديمقراطي في بلدان الثورات العربية، يفكك جوهر الجموسي ثلاثية القوة والعنف والصراع في تحليله العنف السياسي الممنهج عبر الشبكات الإلكترونية وعوائق التحوّل الديمقراطي.
أما في الفصل السادس والعشرين والأخير، دولة بلا شعب: الدولة الإسلامية والحرب الأهلية و"الترحيل" في الشرق الأوسط، فيبحث مازيار غيابي في هجرة سكان بعض دول الثورات العربية إلى الدول المجاورة وأوروبا.