دولة السلطة وسلطة الدولة: نحو منطق مغاير للسلطة

هذا كتاب موجز في المبادئ العامة لظاهرة السلطة، مستنبطة من مفهومها الذي يحدّد ماهيتها ومترابطة في منظومة منفتحة، مع تركيز خاص على السلطة السياسية. وفيه يتخطى المؤلف حدود المفكر إلى الفيلسوف، ولو شئنا الدقة أكثر لقلنا: أن ناصيف نصار هنا فيلسوف بالمعنى التام للكلمة، يعالج إشكالية السلطة على المستوى الأرفع، أي مستوى فلسفة السياسة. وبالتالي نحن أمام عمل فلسفي في فلسفة الأمر، يعيد للإنتاج الفلسفي في الثقافة العربية اعتباره. ويطلق آلياته، ويؤسس لوسائل إنتاجه، متوخياً على مستوى الوظيفة مقصداً محدد هو تأسيس معرفة فل
هذا كتاب موجز في المبادئ العامة لظاهرة السلطة، مستنبطة من مفهومها الذي يحدّد ماهيتها ومترابطة في منظومة منفتحة، مع تركيز خاص على السلطة السياسية. وفيه يتخطى المؤلف حدود المفكر إلى الفيلسوف، ولو شئنا الدقة أكثر لقلنا: أن ناصيف نصار هنا فيلسوف بالمعنى التام للكلمة، يعالج إشكالية السلطة على المستوى الأرفع، أي مستوى فلسفة السياسة. وبالتالي نحن أمام عمل فلسفي في فلسفة الأمر، يعيد للإنتاج الفلسفي في الثقافة العربية اعتباره. ويطلق آلياته، ويؤسس لوسائل إنتاجه، متوخياً على مستوى الوظيفة مقصداً محدد هو تأسيس معرفة فل

من الأسماء الحركيّة التي أطلقها الفيلسوف ناصيف نصار على فلسفته أنّها فلسفة للسلطة. وهي تسمية تستمدّ مشروعيتها المباشرة من تخصيص هذا الفيلسوف لمؤلف بكامله حول موضوع يعتبره رئيسياً في فلسفته، وهو موضوع السلطة، والذي يحمل عنواناً له "منطق السلطة".

هذه التسمية تستمدّ مشروعيتها من تلك الروح العملية السارية في فلسفة هذا الفيلسوف، كفلسفة سياسية عقلانية قوامها ردّ الاعتبار للعقل العملي السياسي. فلسفة مرتكزها الأساسي، كما يقول صاحبها: "البحث عن استراتيجية العمل الميداني لدعم حركة العلمنة ودفعها إلى التحقق بكامل أبعادها" في العالم العربي، وذلك في إطار ما يسميه بالنهضة العربية الثانية. كما أنّه ردّ اعتبار يروم من خلاله ناصيف نصار أيضاً الانخراط، من خلال فلسفة جديدة للسلطة، في ذلك الجدال الفلسفي السياسي المحتدم اليوم حول دور الدين في السياسة، بعد تصاعد نفوذ الحركات الأصولية الدينية في مختلف مناطق العالم.

رؤية محددة للسلطة الدينية

من هنا، ومن منطلق هذين الدورين: العملي والنظري اللذين يوكلهما ناصيف نصار للفلسفة، فإنّنا نفترض في هذه الدراسة أنّ التنظير الفلسفي النصاري للدين والسلطة، تحكمه رؤية محددة للسلطة الدينية. رؤية تعتبر الدين نموذجاً يحتذى بالنسبة إلى كلّ سلطة تريد لنفسها أن تكون رديفة للاستبداد والهيمنة، مادامت "كلّ هيمنة أخرى، للعقل وللدولة أو لسواهما، تستلهم نموذج الهيمنة الدينية، وتضفي على نفسها صفات دينية كالإطلاقية والقدسيّة." وواقع السلطة السياسية في العالم العربي أحسن شاهد على هذا.

كما أنّها رؤية تعتبر أنّ كلّ إعادة بناء للسلطة، لتصبح حقاً في الأمر وواجباً في الطاعة، أي فضاء لممارسة عقلانية قوامها العدل و الحرية، تمرّ حتماً عبر تخليص السلطة الدينية من هذه الهيمنة. وهذا التخليص إنّما يجد تحققه في المجتمع العلماني، كمجتمع يأمل هذا الفيلسوف تحققه في العالمالعربي.

وهذا التخليص للسلطة الدينية من هيمنتها يبقى في المنظور النصاري من مهام السلطة السياسية كسلطة رئيسية في المجتمع، يفترض أن يعاد بناؤها لتكون عنواناً لتحقيق العدل في ممارستها من جهة، وفي علاقتها بباقي السلط، وعلى رأسها السلطة الدينية، من جهة أخرى.

وهكذا وبموجب هذه الفرضية فإنّنا سنقف في هذا البحث مع الفيلسوف ناصيف نصار عند مفهومه للسلطة، ولماهية كلّ من السلطتين السياسية والدينية. غايتنا في ذلك رصد تصوره للعلاقات الممكنة بين هاتين السلطتين، ولكيفية تحقيق ممارسة عادلة للسلطة في ظلّ المجتمع العلماني، ولآفاق هذه الممارسة في المجتمع العربي.

 

للاطلاع على البحث كاملا المرجو   الضغط هنا

 

 

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة

الكاتب اللبناني المقيم في باريس أمين معلوف: سبـــــــــر عميق لهواجس الهويـــة والانتمـــــاء

من هم أعداء الربيع العربي ومن يريد إجهاض أحلام ثورات ‫الحرية والكرامة العربية؟

تحليل عميق للباحث يزيد صايغ:  أزمة الدولة القُطرية العربية بعد الربيع العربي

الباحث المعروف شفيق ناظم الغبرا: الديمقراطية الحقيقية هى طوق النجاة من مستنقع الفساد والاستبداد