قصة نجاح بدأت في ألمانيا ـ مغامرة تطوير أول لقاح ضد كورونا
كان أوغر شاهين قد قرأ للتو مقالا علميا يصف التفشي الكبير لفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية. وتقول زوجته، أوزلام توريجي، "استنتج من ذلك بأن هناك احتمالات كبيرة بأن تكون جائحة على الأبواب". وبدأت نقطة انطلاق مغامرة ستفضي إلى تطوير أول لقاح ضد كوفيد-19 يرخص في العالم الغربي. وهو إنجاز تم التوصل إليه خلال فترة زمنية قياسية.
"سرعة الضوء"
في 24 كانون الثاني / يناير 2019، قرر الزوجان تخصيص كافة موارد شركتهما التي كانت تتركز حتى الآن على العلاجات المناعية لمرض السرطان، لتطوير علاج للالتهاب الرئوي الفيروسي مجهول المصدر. وعامل السرعة أساسي في هذه العملية التي اطلق عليها اسم "سرعة الضوء". وأكدت توريجي "منذ ذلك التاريخ (...) لم يمر يوم لم نعمل فيه على هذا المشروع". وبعد أربعة أيام في 28 كانون الثاني/ يناير أكدت ألمانيا تسجيل أول حالة معروفة لانتقال العدوى بين البشر على الأراضي الأوروبية. وبعد أقل من اسبوعين كشفت منظمة الصحة العالمية لأول مرة اسم الوباء الجديد: كوفيد-19.
وبدأ الربيع يحل على مدينة ماينز حيث مقر شركة بايونتيك عندما تحول الوباء الذي تفشى في الصين إلى أزمة صحية عالمية. وأرغم ازدياد الإصابات الحكومات على إغلاق الحدود والمدارس والمؤسسات الثقافية والرياضية والإدارات. وبات العالم في عزلة. وباشرت شبكة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تقف وراء نجاح الاقتصاد الألماني، أنشطتها لمواجهة التحدي الجديد.
وعلى مسافة قريبة من بايونتيك، كثفت إحدى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تأسست قبل 130 سنة وتيرة انتاجها. ورغم أنه غير معروف، تبين أن الأخصائي في زجاج "شوت" طرف أساسي في صناعة الأدوية بفضل زجاجاته المستخدمة بالملايين في الأبحاث السريرية حول الفيروس.
والزجاج الذي ينتجه وبات اختصاصه، مطلوب بقوة لقدرته على تحمل درجات الحرارة القصوى من 80 درجة تحت الصفر إلى 500 درجة مئوية. وهي ميزة ستكون أساسية إذ أنه يجب تخزين لقاح بيوتيك- فايزر في حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر. وبحلول نهاية 2021 ينوي مصنع زجاج شوت انتاج زجاجات تكفي لملياري جرعة لقاح.