"مطلوب سياسة تدعم السلام"

أفضت المشاورات والجلسات الثنائية للحكومتين الألمانية والإسرائيلية إلى تأكيد رغبة البلدين في زيادة تعاونهما المشترك في العديد من المجالات، بيد أن السعي إلى حوار جديد مع الفلسطينيين والبحث عن حل للصراع الشرق أوسطي قد تم إغفالهما في هذه المشاورات. تعليق بيتر فيليب، الخبير في شئون الشرق الأوسط.

أفضت المشاورات والجلسات الثنائية للحكومتين الألمانية والإسرائيلية إلى تأكيد رغبة البلدين في زيادة تعاونهما المشترك في العديد من المجالات، بيد أن السعي إلى حوار جديد مع الفلسطينيين والبحث عن حل للصراع الشرق أوسطي قد تم إغفالهما في هذه المشاورات. تعليق بيتر فيليب، الخبير في شئون الشرق الأوسط.

​​قبل سنوات طويلة صرح "يوخانان ميروز" الذي أصبح فيما بعد سفيرا لإسرائيل في "بون" بأن العلاقات بين البلدين جيدة جدا إلا أنها ليست عادية. في تلك الأزمان كان السياسيون الألمان يبذلون جهدهم ليقول الإسرائيليون بأن العلاقات بين البلدين علاقات عادية، آملين في قرارة أنفسهم بأن تسير الأمور وكأن شيئا لم يكن وأن تكون هناك قدرة على عدم النبش في الماضي. لقد تم التخلي عن مثل هذه المحاولات منذ أزمان بعيدة، ولم يعد أحد يكافح من أجل أن توصف العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل بأنها عادية؛ وإنما أصبحت هناك ممارسة لشيء لم يكن يخطر ببال أكبر المتفائلين أنفسهم وكان يبدو غير ممكن، ليس فقط عند إنشاء دولة إسرائيل قبل 60 عاما وإنما لسنوات طوال بعدها ألا وهو: ارتباط وثيق وصداقة بين الجانبين.

علاقة ثنائية أفضل

إن زيارة المستشارة أنجيلا ميركل لإسرائيل دفعت بهذه السمة المميزة للعلاقة بين البلدين إلى الأمام. وأكدت في الوقت ذاته من دون قصد ما قاله في الماضي "يوخانان ميروز" من أن هذه العلاقة ليست عادية. فعلاقات عادية على خلفية القتل المنهجي لليهود على يد النازية مسألة لا يمكن تصورها؛ لذلك فمن الجيد طبعا أن يستمر تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ويتواصل تحسينها، مع هذا فمن الممكن أن يتساءل المرء عما إذا كان ما جرى بهذا الشأن أمر مبالغ فيه بعض الشيء! وحتى تلك المسألة غير المعتادة ذاتها أي: مسألة إجراء مشاورات بين حكومتي البلدين بشكل دوري؛ لا يمكنها أن تبعد الأنظار عن أن العلاقات بين إسرائيل وألمانيا لا يمكن أن توضع هي وحدها فقط في الاعتبار.

غياب النقد البناء

إذا كانت ألمانيا قد فضّلت في الماضي أن تتوارى خلف سياسة أوروبية- تكاد لم تكن موجودة- أصلا تجاه الشرق الأوسط؛ فقد أصبحت ألمانيا منذ مدة شريكا مهما في السياسة الدولية وكذلك في الشرق الأوسط. وهنا يرد سؤال عن جدوى الاحتفال بالارتباط والصداقة مع إسرائيل بهذا الشكل المبالغ مع خلوه من توجيه النقد بدلا من ذكر الحقائق في ظل الصداقة الحميمة، تلك الحقائق التي أصبحت مقبولة في كافة أنحاء العالم، بل وحتى داخل دوائر واسعة في إسرائيل. لهذا فربما كان من المجدي على سبيل المثال قول كلمة صريحة ضد التصرف بالغ القسوة في قطاع غزة وكذلك ضد توسيع المستوطنات الإسرائيلية في المناطق المحتلة من الضفة الغربية.

هل تمنع تهنئة إسرائيل بمرور ستين عاما على إنشائها توجيه مثل هذا النقد؟ ربما؛ لو لم يسافر مع ميركل نصف وزراء الحكومة الألمانية من أجل إجراء مشاورات سياسية.

التبادل الشبابي والتعاون العلمي والثقافي والاقتصادي هي بالتأكيد مسائل مهمة وينبغي الحذر بشكل أكبر في موضوع التعاون العسكري في الأسابيع والشهور الحالية. أما الشيء الذي بحاجة ماسة إليه إسرائيل والفلسطينيون والشرق الأوسط فهو السلام وتشجيع سياسة داعمة للسلام وكذلك نقد لكل ما يتعارض مع هذه السياسة، والمنطقة بها ما فيه كفاية من هذا القبيل.

بيتر فيليب
ترجمة:صلاح شرارة
دويتشه فيله 2008

بيتر فيليب خبير في شئون الشرق الأوسط ورئيس طاقم مراسلي دويتشه فيلّه وعمل مراسلا لدويتشه فيلّه من القدس لمدة 23 عاما
قنطرة

الاتحاد الأوربي وعملية السلام بعد الإنسحاب الإسرائيلي من غزة:
أوروبا أوروبا مستعدة للقيام بدورها
انسحاب المستوطنين الإسرائيليين ينعش عملية السلام ويوفر الفرصة أخيرا لإنشاء دولة فلسطينية، حسب رأي السياسي الأوربي المرموق خافير سولانا، الذي يعلن أيضا عن استعداد الاتحاد الأوربي للقيام بدور أكبر في المنطقة.

حدودالنقد:
إسرائيل ومعاداة الساميّة
هل يمكننا أن نفسر الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل وممارساتها في المناطق الفلسطينية بظاهرة العداء للسامية؟ هذا هو موضوع السجال التالي بين الفيلسوف البريطاني بريان كلوغ والمؤرخ الإسرائيلي روبرت فيستريش.

تحليل
الهولوكوست وأزمة الشرق الأوسط
تحتل ألمانيا على المستوى العالمي مرتبة المانح الأول للمناطق الفلسطينية ولكنها من جهة أخرى تتحفظ من الإدلاء بنقد سياسي واضح إلى إسرائيل. عارف حجاج عن خصوصية العلاقة الألمانية-الإسرائيلية والعلاقة الألمانية-الفلسطينية.