"خلي عندك صوت"....صرخة سياسية الكترونية
قام مجموعة من المدونين المصريين يعملون في مجال التنمية بإطلاق حملة على موقع الفيس بوك بعنوان "خلي عندك صوت"، في خطوة لدفع المصريين لطلب بطاقاتهم الانتخابية وأنجز المدونون فيديو مدته ثلاثون ثانية تدور فكرته حول شباب يتحدثون عن آرائهم في أحوال البلد ولكن يظهر كلامهم غير مسموع لأنهم لا يملكون صوتا انتخابيا يعبرون به عن أنفسهم.
ويهدف المدونون لاستعمال الإنترنت في حشد الشباب وتوعيتهم والتأثير عليهم ليشاركوا في الحياة السياسية ويسرعوا لاستخراج البطاقة الانتخابية للممارسة حقهم في الاقتراع وخاصة أن الحديث في مصر يسيطر عليه حاليا موضوع الانتخابات التي ستجرى العام الجاري والعام المقبل.
ويؤكد المدونون على موقع حملتهم أنهم مستقلون ولا يتبعون أي جهة أو تيار سياسي، بل هدفهم فقط تحريك الشباب وتشجيعهم للمشاركة في الانتخابات. شريف عبد العزيز، أحد مؤسسي الحملة، يؤكد أن الشباب هم الفئة الأكثر استخداما للإنترنت في مصر ويمكنهم التأثير على الأفراد من حولهم أيضا وإقناعهم في استخراج البطاقة الانتخابية، ولذلك فالحملة على الفيس بوك تستهدف هذه الفئة المؤثرة.
"صدي واسع للحملة"
وأكد شريف عبد العزيز في حوار مع دويتشه فيله أن الحملة "تجد صدي إيجابيا واسعا على الإنترنت ويزداد عدد المشتركين بها كل دقيقة"، وبالرغم من أنه لا توجد وسيلة لقياس أعداد الأفراد الذين استجابوا للحملة وذهبوا لأقسام الشرطة القريبة لمنازلهم لاستخراج البطاقة الانتخابية، إلا أنه لوحظ عدد كبير من المشتركين قاموا بكتابة تجربتهم في الذهاب لاستخراج البطاقة الانتخابية على موقع الحملة، الأمر الذي يشير "لحدوث حركة إيجابية سببتها الحملة".
من ناحيتها تقول إيناس لطفي، أحد مؤسسي الحملة "أن النتائج حتى الآن إيجابية للغاية، حيث يضع مشتركون تجاربهم في استخراج البطاقة ويضعون صور وفيديوهات لبطاقتهم على الموقع، وهناك حالة من المناقشة داخل موقع الحملة عن كيفية استخراج البطاقة والأوراق المطلوبة"، مشيرة إلي أن على الموقع روابط لأماكن استخراج البطاقة الانتخابية والأوراق اللازمة.
وأكدت أن عالم الإنترنت "ليس عالما خياليا، بل عالم قوي وواقعي يدخله الشباب ويتأثرون به"، وأن فكرة الحملة خرجت من "الشبكة العنكبوتية إلي الإعلام التقليدي المهتم بالحملة وهناك قنوات فضائية طلبت عرض فيديو الحملة كفواصل إعلانية بها". وأضافت أنها استمعت إلى آراء سلبية تقول إن أصوات الناس لا تقدم أو تؤخر في الانتخابات و لكنها ترى أنه لابد أن تكون "الخطوة الإيجابية الأولى هي استخراج بطاقة انتخابية ثم نرى ما سيحدث في العامين المقبلين".
"إلغاء الإشراف القضائي والسلبية أهم المعوقات"
من ناحيته يرى محمد جمال عرفه، الخبير في الشؤون السياسية، في حوار مع دويتشه فيله، أن هذه المبادرة الشبابية تعد فكرة جيدة وتحمل قيمة عالية، خاصة "في ظل حالة الانسداد السياسي الحالي وعدم وجود مشاركة سياسية". إلا أنه يعتقد بأن تأثيرها سيكون محدودا لعدة أسباب؛ منها أن التعديلات الدستورية ألغت مؤخرا الإشراف القضائي على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، ما سيؤدي إلى حدوث نوع من العزوف عن المشاركة في الانتخابات بشكل عام، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المصريين يعتقدون أن "نتائج الانتخابات محسومة سلفا وهناك شيوع لحالة من السلبية".
واستشهد عرفة ببعض الإحصائيات والدراسات التي قامت بها بعض مراكز الأبحاث المصرية والتي تشير إلى أن نسبة المشاركة السياسية للمصريين متدنية جدا، كما أن الكثير من الناخبين لا يعرفون أصلا، أسماء الأحزاب المصرية وعددها أربعة وعشرون.
وعن الدور الذي يلعبه الإنترنت في التغيير السياسي في مصر، أكد عرفة لدويتشه فيله أن هناك ثلاثة أدوات حديثة تساهم بشكل قوي في التغيير في مصر والعالم العربي بشكل عام وهم الإنترنت والفضائيات الخاصة والصحف المستقلة. و أشار إلى أن الانترنت يعد من أهم الوسائل الإعلامية لما يتمتع به بقدر كبير من الحرية، حيث "يمكن للشباب التحدث حول أفكارهم علي شبكة الإنترنت دون الخوف من الملاحقة الأمنية".
وبالرغم مما يثار عن شيوع حالات التزوير في الانتخابات، إلا أن عرفة يرى أنه "من الضروري أن يقتنع الناخبون بفكرة الحملة وضرورة استخراج بطاقة انتخابية كخطوة أولى لممارسة حقهم في الاقتراع وإلا سيتم استخدام أصواتهم كما هو معروف بالتزوير الذي يطال حتى في بعض الأحيان استخدام أصوات للموتى".
إلا أن بعض الشباب الذين استطلعت دويتشه فيله آراءهم اتفق مع فكرة الحملة، بينما اختلف معها البعض الأخر.فيرى البعض أن فكرة الحملة رائعة وستحقق الأثر المطلوب وأنه لا يجب على الشباب تجاهلها لأن طريق التغيير الطويل يبدأ بخطوة، وأن كل من يشكك في نتائج الانتخابات ويردد أن صوتهم لا يمثل قيمة هم أشخاص يريدون التمادي في حالة اللامبالاة وترك شؤون بلدهم دون أن يحركوا ساكنا. وأكدوا أنه لابد أن يبدأ كل فرد بنفس، بينما يرى فريق آخر من الشباب أن هذه الفكرة لن تفيد؛ لأن الحكومة ستفعل ما تريد في نهاية المطاف ولن تهتم بأصوات الناس أو آرائهم.
نيللي عزت
حقوق الطبع: دويتشه فيله 2010
قنطرة
قراءة في فترة حكم الرئيس المصري حسني مبارك:
مصر من الفوران إلى البركان...هرم مصر الرابع ومستقبل بلاد الفراعنة
يحكم حسني مبارك مصر منذ 28 عاما، ونشأ معه جزء كبير من الشعب كرئيس دولة يتواجد في كل مكان. والآن وبعد أن أصبح عمره 81 عاما تتساءل مصر كلها كيف سيكون مستقبل هذه البلاد؟ أميرة الأهل في استقصاء لفترة حكم حسني مبارك.
الفساد في مصر:
سقوط الفرعون
بادرت حركة "كفاية" المعارضة في مصر مؤخراً إلى تصعيد المواجهة بينها وبين نظام الرئيس حسني مبارك، وذلك بإصدار تقرير ضخم تجرأ على ذكر أسماء وتفاصيل بشأن الفساد المستشري بين قادة الدولة. ولم يحدث قط خلال تاريخ مصر الطويل أن بلغت الجرأة حد نشر الغسيل القذر للبلاد على هذا النحو. بقلم باري روبين.
مع سعد الدين إبراهيم:
لقد اهتز عرش الاستبداد
يتحدث سعد الدين إبراهيم أحد المرشحين للرئاسة المصرية وأستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية في القاهرة ورئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية عن مدى مصداقية أوربا والولايات المتحدة في دعم الديموقراطية في العالم العربي، كما يرى تطورا ملحوظا في مجال الإصلاح في العالم العربي.