مشروع من "البندقية جيتار"

تحت شعار "مؤامرة الحب" يقوم الموسيقي الإسرائيلي والناشط من أجل السلام عوفر غولاني بجولة فنية في ألمانيا يقدم فيها مشروعه الموسيقي الجديد الذي يشكل صرخة للتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين ورفضا لأشكال التسلط والقهر. مارتينا صبرا في حوار مع الفنان الملتزم غولاني.

أبي كان جندياً، جدي كان جنرالاً، وأنا؟ سأكون ما سأكون..سأكون موسيقياً." لا للجيش؟ مَن ينطق بهذه الجملة في إسرائيل هو في الغالب إنسان قطع خلفه طريقاً طويلاً حتى يجرؤ على إعلان مثل هذا الاعتراف. كل الشباب اليهود تقريباً، رجالاً ونساء، عليهم التوجه إلى الجيش بعد المدرسة، ومعظمهم مقتنع اقتناعاً راسخاً بصواب ذلك.

بعد انتهائه من المرحلة الثانوية حمل الشاب عوفر غولاني هو أيضاً – وببديهية – البندقية، بل وقضى بمحض إرادته سنة إضافية في الجيش بعد السنوات الثلاث الإجبارية. كان غولاني عضواً في فرقة النخبة. "آنذاك كنت صغيراً وساذجاً"، يقول المغني متذكراً، "بعد ذلك فهمت تدريجيا أنهم يستغلونني لأهداف سياسية وشخصية، ثم أدركت يوماً ما أن ذلك كله مجرد لعبة، وأني لست سوى بيدق على رقعة شطرنج. عندئذ أنهيت الخدمة". غير أنه لم يمتنع عن أداء الخدمة العسكرية، بل طلب في البداية نقله إلى الفرقة الموسيقية.

"بعد أن أنهيت فترة الخدمة العسكرية وبدأت رحلتي حول العالم وتعرفت على البلاد الأخرى، اتضح لي أننا في إسرائيل نعيش في بيت مجانين؛ فليس من الطبيعي أن يسير الناس في قلب الطريق حاملين الرشاشات على أكتافهم."

"من البندقية جيتار"

استطاع عوفر غولاني أن يحصل على إعفاء رسمي من الخدمة العسكرية. هذا الإعفاء يعني بالنسبة له ألا يتم استدعاؤه سنوياً لخدمة الاحتياط؛ إذ إنه يتحتم في المعتاد على الرجال في إسرائيل – بعد انتهاء فترة الخدمة العسكرية التي تستمر ثلاث سنوات - أن يلتحقوا بخدمة الاحتياط لمدة أربعة أسابيع سنوياً، وحتى بلوغهم الخمسين.

​​اليوم يقدم الفنان استشارات للشباب الإسرائيلي الراغب في الامتناع عن أداء الخدمة العسكرية. "أستطيع أن أتصور مشاكلهم جيداً، فرفض الجيش لم يكن سهلاً عليّ أنا أيضاً." أطلق غولاني على مشروعه المناهض للجيش عنوان "من البندقية جيتار"، مستنداً في ذلك على آية واردة في سفر أشعياء بالعهد القديم، وفيها يتحدث النبي عن تحويل السيوف إلى محاريث.

"يهدف مشروع "من البندقية جيتار" إلى حث الناس على إعادة التفكير في نمط حياتهم، ودعم أولئك الذين يريدون سلوك طريق مشابه كطريقي: من جندي إلى موسيقي"، يقول الفنان شارحاً. "المهم أن يفهم الناس في إسرائيل أن هناك بديلاً للخدمة العسكرية."

الموسيقى في خدمة التعايش

الموسيقى هي المهنة الأساسية لعوفر غولاني. المغني والملحن – الذي يذكر صوته أحياناً بالمغني كات ستيفن في شبابه (اسمه الآن: يوسف إسلام) –أصدر حتى الآن ثمانية ألبومات بالعبرية والإنكليزية. بعض هذه الأغاني قام بتلحينها بنفسه، وبعضها الآخر تنويعات على أغان مشهورة، مثلاً للمغني ليونارد كوهين وفرنك زابا. وتتسم مقاربته لهؤلاء المغنين بالخفة والسخرية: في ألبوماته نجد اقتباسات وأناشيد باللغة البدوية، وأغاني شعبية مرحة يتضح فيها تأثير مانو تشاو، وأخيراً أغنيات تدعو للسلام يغنيها فلسطينيون مسيحيون من الناصرة.

التعاون مع الموسيقيين والفنانين الفلسطينيين محور أساسي في حياة عوفر غولاني. أحد ألبوماته يدعى "ذئب نباتي"، وهو عنوان يحيل إلى إحدى رؤى النبي أشعياء حيث يتعايش في العالم الآخر الذئب مع الحمل ويسكنان معاً.

مؤامرة المحبين

"هذه الصورة ترمز في رأيي إلى التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، يقول غولاني، آملاً ألا يستمر الوضع إلى يوم القيامة حتى يتعايش الذئب مع الحمل، بل أن يهتدي البشر إلى العقلانية قبل ذلك. والمبادرة – في رأيه - لا بد أن تنطلق من الإسرائيليين:
"ربما يكون موقفي هذا كمن يغرد خارج السرب، غير أنني أستطيع كموسيقار أن أظهر للناس أن ما أشعر به ليس خارجاً عن المألوف إلى هذا الحد، وأنهم ليسوا وحدهم في اعتقادهم بأن من الممكن جداً للعرب واليهود أن يتعايشوا معاً."

مارتينا صبرا
ترجمة: صفية مسعود
قنطرة 2008

قنطرة

حوار مع الكاتب الإسرائيلي آساف غافرون:
لعبة كمبيوتر في خدمة السلام
وضع الكاتب الإسرائيلي آساف غافرون نصوص لعبة كمبيوتر تحمل اسم "صانع السلام" في محاولة منه لتعزيز رؤية السلام في الشرق الأوسط. غافرون عرض كذلك في روايته "اغتيال جميل" وجهات نظر غير معتادة بسبره غور العالم الداخلي الخاص بشخص إسرائيلي وقع ضحية الإرهاب وبشخص انتحاري فلسطيني. أريانا ميرزا تحدَّث مع هذا الكاتب الإسرائيلي.

رواية آساف غافرون "اغتيال جميل"
عين على تراجيديا الإرهاب
الأديب الإسرائيلي آساف غافرون في روايته "اغتيال جميل" يروي قصة إسرائيلي نجا بأعجوبة من ثلاث عمليات انتحارية، كما يصور في روايته هذه أيضا حياة فلسطيني وقع ضحية التطرف والتفكير بالقيام بعملية انتحارية. فولكر كامينسكي يعرض لنا هذه الرواية.

السيرة الذاتية لساري نسيبة:
"كان لي موطن اسمه فلسطين"
تشكل سيرة "كان لي موطن اسمه فلسطين" لساري نسيبة تعبيرا عن فضاءات حالمة تتنقل بين الذاكرة المكانية والزمانية في فصول من الأحداث السياسية والمحطات التاريخية التي تشكل نقاطا مفصلية في تجسيد الحالة الفلسطينية بكل مدخلاتها وانعطافاتها. أندرياس بفلتش في عرض لهذه السيرة