أمينة أوزدمار - كاتبة ألمانية ذات الأصل التركي
وفي كلمة التكريم التي ألقاها أمس هرمان بايل، شدد المستشار الدرامي في مسرح برلينر انسامبل على أن أدب أوزدمار ينتمي الى الادب الاوروبي، بالمعنى الحقيقي للكلمة. أما أمينة أوزدمار فأعربت عن سعادتها بالحصول على هذه الجائزة، لما في ذلك من تقدير وتكريم. وقالت إن إعجابها بأدب كلايست، كما بأدب بوشنر، هو الذي دفعها الى تعلم اللغة الالمانية.
ويذكر أن جائزة كلايست منحت لاول مرة عام 1912. وقد نالها عدد من مشاهير الادب الالماني، منهم برتولد بريشت، روبرت موزيل، هاينر مولر، ارنست ياندل، مونيكا مارون وسواهم. واضافة الى التقدير الادبي، ثمة مكافأة مالية قدرها عشرون ألف يورو. لكن يبدو أن اللجنة المكلفة منح جائزة كلايست تعاني من ضائقة مالية. واذا استمر الحال على هذا المنوال، فلن تكون هناك مكافأة مالية في العام القادم.
أمينة أوزدمار.. سيرة موجزة
ولدت أمينة سيفغي أوزدمار في ملاطية في تركيا في العاشر من أغسطس/آب 1946. كان أبوها يعمل في الانتاج الزراعي، ولذلك تنقلت العائلة معه من ملاطية الى انقرة واسطمبول وبورصة.
ومنذ طفولتها شغفت امينة اوزدمار بالتمثيل. وكانت في الثانية عشرة من عمرها عندما وقفت على خشبة المسرح في بورصة تؤدي دورا في مسرحية "البورجوازي النبيل" لموليير. وظلت في تلك الفترة في إطار هواة المسرح والتمثيل.
مسرح ( فولكس بونة)
في عام 1965 زارت برلين الغربية لاول مرة. وفيها أقامت وعملت لمدة ثلاث سنوات في أحد المصانع. ثم عادت الى اسطمبول والتحقت بمعهد الفنون حيث درست التمثيل. ولدى تخرجها عام 1970 بدأت العمل الاحترافي. وفي عام 1976 عادت الى برلين، لكن الى القسم الشرقي منها، حيث التحقت بمسرح "فولكس بونه" واشتغلت كممثلة باشراف المخرجين بينو بيسون، وماتياس لانغهوف.
وعهد اليها بينو بيسون بدور بارز في مسرحية "دائرة الطباشير القوقازية" التي أخرجها عن نص بريشت الشهير. وبهذا العرض سافرت أمينة أوزدمار مع الفرقة المسرحية البرلينية الى باريس والى أفينيون حيث شاركت في مهرجانها المسرحي عام 1979.
قراقوز في المانيا
ولدى عودتها انتقلت الى المانيا الغربية، حيث عملت كممثلة في عدة مسارح في ميونيخ وبرلين وفرانكفورت وبوخوم. وفي مسرح بوخوم اتيحت لها الفرصة لتتحول الى كاتبة مسرحية. قدم مسرح بوخوم مسرحية "قراقوز في ألمانيا" عام 1982 وهى من تأليف أمينة أوزدمار. وبعد أربع سنوات قدمت المسرحية في فرانكفورت باخراج المؤلفة.
ومع انطلاقتها كمؤلفة مسرحية، بدأت في الوقت نفسه عملها كممثلة سينمائية. وشاركت في عدد من الافلام، منها "ياسمين" للمخرج هارك بوم، و"عيد ميلاد سعيد أيها التركي" للمخرجة دوريس دورّي، و"رحلة الليل" لماتي غيشونيك. وآخر أفلامها مثلته في شهر سبتمبر/أيلول الماضي بعنوان "سوبر سيكس" للمخرج تورستن فاكر.
لسان الأم .. وكتابات أخرى
مسرحيتها الثانية كمؤلفة كانت بعنوان "كيلوغلان في ألمانيا.. مصالحة الخنزير والحمل". ومسرحيتها الثالثة أنجزتها قبل ثلاث سنوات وهى بعنوان "نوحي" وهى مستوحاة من قصة الطوفان وسيدنا نوح. أما أول كتاب نشرته أمينة أوزدمار فكان مجموعة قصص قصيرة بعنوان "لسان الام".
وهى تقصد لغة الام، وقد أشارت الى انه في اللغة التركية، كما في العربية، تستعمل كلمة لسان للدلالة على اللغة. وفي هذه القصص شيء كثير من التجربة الذاتية ومن فترة العيش في تركيا. وقبل ثلاث سنوات أصدرت مجموعتها القصصية الثانية بعنوان "الفناء في المرآة". والمرآة تعكس أيضا جوانب من سيرتها الذاتية، من سيرة أهلها، وحياتها في شطري برلين، الشرقي والغربي.
إثراء اللغة الألمانية
وحين وفدت أمينة أوزدمار الى المانيا، وكانت في الثامنةعشرة، لم تكن تعرف كلمة ألمانية واحدة. ثم انكبت على تعلم اللغة واستوعبتها، وكتبت بها، بأسلوب يراه النقاد الالمان مثريا اللغة الالمانية بما فيه من نكهة شرقية. وليس من قبيل الصدفة أن روايتها الاولى "الحياة خان قوافل، ذو بابين، أدخل من الاول وأخرج من الثاني" نالت جائزة انغبورغ باخمان، وجائزة أفضل كتاب في السنة التي يمنحها الملحق الادبي لجريدة تايمز اللندنية. ونالت روايتها الثانية "جسر القرون الذهبية" جائزة شاميسو.
فارس يواكيم
© DEUTSCHE WELLE/DW-WORLD.DE 2004