"لا للحكم الاستبدادي لعائلة علييف الحاكمة"
يريد الشباب الإطاحة بالحكم على نحو سلمي في بلادهم، حيث تجري في شهر نوفمبر/تشرين الثاني انتخابات برلمانية، تيمنا بحركة "بورا" في أوكرانيا وحركة "كمارا" في جيورجيا. إلا أنهم مهددون على الدوام. فقد تم اعتقال ثلاثة من ناشطيهم، كما وُجه لقائد الحركة تهديد بتعريضه للتعذيب إذا تابع طريقه في الحركة. التقت غيسيني دورنبلوت بشباب من أذربيجان.
رامين ورفاقه يرددون تلك شعارات الاحتجاج على نحو شبه تلقائي: "الكل تقريبا يعرف ما هي حركة "يوخ" والكثيرون لم ينضموا بعد إلينا. لكنهم سيرسلون لنا عن قريب رسائل إلكترونية وسوف نجيب عليها ليصبحوا أعضاء للحركة من بعد."
الناشطون ينتقلون من مكان إلى آخر لينشروا على جدران العاصمة باكو بحماية ظلمة الليل اسم حركتهم بالخط الأخضر.
"يتعين على الناس أن يدركوا الدوافع التي تجعلهم يتبنون شعار "لا". أما نحن فعلينا أن نزيل أحاسيس الخوف من نفوسهم. لقد تعرض الناس هنا مدة طويلة للاضطهاد، لهذا فإننا في حاجة إلى متسع من الوقت لكي نزيل الخوف عنهم."
انتقال الحكم إلى الابن
حكم حيدر علييف أذربيجان طيلة أكثر من 25 عاما بلا انقطاع تقريبا. بدأ عمله كسكرتير أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي في جمهورية أذربيجان السوفيتية ثم أصبح رئيسا لدولة أذربيجان المستقلة.
قبل عام ونصف نقل السلطة إلى ابنه إلهام علييف بعد إجراء انتخابات مشكوك بنزاهتها. الرشوة والفساد يهيمنان على البلاد. وأكثر من ثلث السكان يعيشون في فقر مدقع. ترزح المعارضة تحت طائل التنكيل والصحفيون ذوو الرأي المستقل الحر يتعرضون لإجراءات القمع والإعاقة.
بعد الظهر يلتقي ناشطو "يوخ" الشباب للتباحث في استراتيجية العمل. إنهم لا يملكون مكتبا خاصا بهم. كلهم يرتدون إما كنزات خضراء أو قمصان "تي شيرت" أو سترات. تتعدد درجات ألوان ملابسهم من خضار الأعشاب إلى أخضر داكن.
راضي نوراللييف منهمك في العمل على الكومبيوتر. يتوجب عليه تنظيم أمور عدة كطباعة قمصان "تي شيرت " وأوراق التدوين وإعداد نماذج وقوالب وكسب متبرعين ومؤيدين وأعضاء جدد.
"نعتقد بأن أذربيجان ستصبح كلها خضراء في غضون الشهرين المقبلين. لقد اخترنا اللون الأخضر لكوننا قد تأسسنا في مطلع الربيع ولأننا نود القيام بعمل سلمي لا يمت للعنف بصلة. فهذا اللون هو مجاز للعمل الخالي من العنف. ونحن نريد توصيل رسالتنا المؤكدة على نزعتنا السلمية إلى الشرطة."
محاولة كسب تضامن الشرطة
قضى راضي نوراللييف الشتاء في أوكرانيا حيث أطلع على تظاهرات الاحتجاج التي نظمتها الثورة " البرتقالية اللون".وقبل ذلك كان قد اشترك في كندا بحلقة دراسية حول المقاومة السلمية.
وهو يتبوأ في القاعة التي يلتقي بها أعضاء "يوخ" مركز الرائد غير المتنازع على نفوذه. يبلغ نوراللييف 34 عاما من العمر ولديه قصة شعر قصيرة وكتفان عريضان وهو يرتدي بنطلون "جينز" وحذاء رياضيا فيما ارتسمت حول عينيه بوادر تجاعيد.
"نحن الآن بصدد إعداد رسائل خاصة موجهة لرجال الشرطة فحواها: قادتكم يأمرونكم بضربنا لا لسبب إلا لكونهم يريدون حياة أفضل لأنفسهم ولكونهم يودون التمتع بحياة الهدوء والطمأنينة ولأنهم يريدون نهب المزيد من الناس وتكريس حياة جميلة هانئة لهم. ثم نسأل رجال الشرطة: هل من مصلحتكم ضرب إخوانكم وأخواتكم؟ نحن أبناؤكم، فهل جئتم بهدف ضرب أبنائكم؟
كما أن لدينا استراتيجية أخرى: عندما نلاحظ وجود شرطة في أماكن تجمعاتنا فإننا نرحب بهم ونقول لهم: حتى لو عمدتم إلى قتلنا فسنظل نحبكم، لأنكم شرطتنا، وحتى لو لم تقوموا اليوم بحمايتنا بل بضربنا، فقد تقومون غدا بحمايتنا. إننا نحبكم. اضربونا، لكننا سنكن لكم مع ذلك شعور المحبة!"
خطر الاعتقال والضرب
لم يجن راضي نوراللييف مع ذلك قطاف هذا الموقف، فقد اعتقل في مايو /أيار على هامش مظاهرة وبحجة مزعومة وهي مقاومته لسلطة الشرطة. وقد أطلق سراحه بعد ذلك بخمسة أيام نتيجة لاحتجاجات عارمة من شخصيات دولية.
وتعرض ناشطان آخران للاعتقال والضرب من رجال شرطة بالزي المدني أثناء توزيعهما لمنشورات ضد النظام الاستبدادي. ومع أنه قد أفرج في هذه الأثناء عن هذين الناشطين إلا أن الخوف ما زال يهيمن على شباب حركة "يوخ".
يروي راضي نوراللييف بأنه أصبح الآن مستهدفا للتهديد، فقد قيل له بوضوح العبارة بأنه سيعتقل مجددا وسيتعرض للتعذيب في حالة استمراره كناشط في الحركة. لكن هذا التهديد لن يزعزع من إرادته، إذ يحدوه الأمل في الحصول على دعم الرأي العام الدولي:
"أذربيجان عضو في مجلس أوروبا وقد التزمت بالتالي: بعدم استخدام العنف وبالتماشي مع المقاييس الدولية المتعارف عليها."
غيسيني دورنبلوت
ترجمة عارف حجاج
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2005