البوب بروح عربية
عندما يعتلي المغني التونسي الشاب كريم صفاقسي خشبة المسرح ويغني البوب الناعم بحيوية يتلمس المرء جذوره العربية بوضوح؛ فهو يغني بأسلوب يحرك مشاعر الحب والحنين على إيقاعات إلكترونية. لكن القصائد التي يغنيها كريم صفاقسي لا تقف عند العاطفة والشوق، بل تتناول أيضاً مواضيع سياسية واجتماعية تعبر عن هموم الشباب التونسي. ولم تبدأ مسيرة الفنان صفاقسي الموسيقية مع فرقة برلين بل في وطنه تونس؛ إذ اتجه إلى الموسيقى والغناء منذ أن كان صغيرا. وما أن وصل إلى برلين حتى لفت أنظار عازف الغيتار ومؤلف الأغاني دافيد بيك، الذي كان يبحث عن مغن آخر لفرقته الجديدة Nomad Soundsystem. ولم يكن كريم قد تجاوز آنذاك العشرين من عمره، ومع ذلك لم يتهيب خوض هذا الميدان ولا الخوف من المقارنة مع نجم الراي الشاب خالد أو الشاب مامي.
فرحة غامرة للغناء في الوطن التونسي
وقد أدخل تقديم فرقته حفلاً غنائياً في تونس فرحة عميقة إلى نفس كريم صفاقسي. وعندما يعبر عن مشاعره بهذه المناسبة يقول: "كان شيئاً رائعاَ أن أعزف الموسيقى وأن أغني في بلدي أمام جمهور يفهم النصوص التي أغنيها". ويعبر كريم في حديث لدويتشه فيله عن سعادته الغامرة عندما قوبل بتصفيق الجمهور التونسي وإعجابه ويضيف بالقول: "تونس هي كل شيء بالنسبة إلي، هنا أشعر بأنني في وطني الذي هو جزء هام مني".
فرقة Nomad Soundsystem حديثة العهد نسبياً؛ فقد تأسست في برلين منذ سبع سنوات وتتكون من فنانين ألمان وتونسي وجزائري وياباني. ويدخل كل منهم إليها شيئاً من تقاليد بلاده الفنية. فالياباني توموكي، مثلاً، جلب معه أسلوب الرقص المعروف بـ Dub-Beats. ويتم المزج بين هذا الأسلوب وبين البوب التونسي والراي الجزائري. ويبقى للمغني كريم دور هام في توجيه مسيرة اللحن، يشاركه في ذلك عازف الأكورديون الجزائري ميلود مصابيح، بينما يشرف مؤسس الفرقة وعازف الغيتار دافيد بيك على عملية الانسجام بين هذه الألحان والأنغام، والتي تمتزج فيها الموسيقى العربية أيضاً. وكان دافيد بيك قد تعرف قبل ذلك على الموسيقى العربية وتأثر بها بشكل يبدو جليا في ألحانه.
لقاء موسيقي برليني مع فرق تونسية
وخلال وجود فرقةSoundsystem Nomad في تونس دعاها معهد غوته هناك لتقديم حفل مشترك مع فرقتين تونسيتين محليتين. وشكل اللقاء مع هاتين الفرقتين مناسبة سعيدة لكريم صفاقسي، لكنه فوجئ عندما وجد أن الفرقتين التونسيتين تنحدران من وسط موسيقى heavy Metall وأن هذا النسق الموسيقي منتشر بشكل واسع حالياً في العاصمة تونس.
ويضيف كريم صفاقسي قائلا: "كانت هذه الموسيقى على النقيض تماماً من موسيقانا، فنحن قدمنا من ألمانيا ونؤلف مع موسيقيين أوروبيين موسيقى إلكترونية شرقية، بينما تهتم الفرق التونسية بالموسيقى الغربية". لكن الفرقة البرلينية Nomad Soundsystem التي تقوم أساساً على التنسيق والانسجام بين مختلف التيارات الموسيقية وجدت أيضاً إمكانية للقاء مع موسيقى الفرق التونسية إذ يؤكد كريم صفاقسي على ذلك بالقول: "لقد التقينا في وسط الطريق، ففرقتنا معتادة على نسج المؤثرات الموسيقية المختلفة في موسيقاها".
الكاتبة: سارة ميرش/ منى صالح
مراجعة: أحمد حسو
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010
قنطرة
الموسيقار إبراهيم معلوف:
رسول الموسيقى بين باريس وبيروت
الشاب اللبناني إبراهيم معلوف كان قد عزف على آلة الترومبيت مع فرقة الثنائي "أمادو ومريم" وفرقة المغنية "لاسا دي سيلا" وفرقة بومجيلو، كما شق لنفسه مساراً مهنياً متألقاً في الموسيقى الكلاسيكية. أما اليوم فيربط إبراهيم معلوف في باكورة ألبوماته الموسيقى الشرقية بالموسيقى الإلكترونية ناظماً بهما لغة نغمية فريدةً من نوعها.
فرقة "تيناريوين" الطوارقية من مالي:
من الكفاح المسلح إلى الموسيقى
إستبدل موسيقيو فرقة "تيناريوين" الكلاشينكوف بآلة الغيتار وصبوا اهتمامهم على الموسيقى بعدما وقعت حكومتا مالي ونيجيريا معاهدة سلام مع قبائل الطوارق. نعيمة الموسوي التقت عبد الله آغ الحسيني، عازف الغيتار في الفرقة، في مدينة كولونيا الألمانية وأجرت معه هذا الحديث.
المشهد الموسيقي في مصر:
موسيقى "الهيفي ميتال" في بلاد الفراعنة
على الرغم من التشهير الذي كان يطال أعضاء فرق موسيقى الهيفي ميتال في بداية التسعينيات ووصفهم بصفة "الشيطانيين" واضطهادهم من قبل المتديِّنين المتزمِّتين، إلاَّ أنَّه صار حاليًا بإمكان هذه الفرق الظهور بشكل علني في مصر ومن دون التعرّض لمضايقات. أريان فاريبورز يلقي الضوء على مشهد موسيقى الهيفي ميتال في مصر.