أساليب نظام زين العابدين بن علي

تواجه الصحفية وناشطة حقوق الإنسان سهام بن سدرين حاليا حملة شعواء من طرف أجهزة السلطة التونسية، في ظل اللامبالاة العربية. تعليق حميد سكيف

تواجه الصحفية وناشطة حقوق الإنسان سهام بن سدرين حاليا حملة شعواء من طرف أجهزة السلطة التونسية، في ظل اللامبالاة العربيبة. تعليق حميد سكيف

تواصل الصحافية التونسية سهام بن سدرين، داخل اللامبالاة التامة للعالم العربي والإسلامي، صراعها ضد الممارسات المشينة لنظام زين العابدين بن علي الذي لا يتورع في استعمال كل الوسائل لتشويه المعارضين له.

نظام بن علي هو أحد الأنظمة القليلة في العالم التي تستعمل مونتاج الصور وتوزيع أشرطة الفيديو البورنوغرافية للمس من عرض الأشخاص. وقد دفع العديد من المعارضين ثمن حملاته التشويهية هذه.

وفي السنة الماضية وقعت سهام بن سدرين التي يخضع بيتها إلى رقابة دائمة من طرف البوليس ضحية للاعتداء بالضرب من قِبل منحرف كان محميا بأعوان البوليس السري.

تضامن مغاربي

ولكي يؤكد مساندته الشخصية للحملة التشويهية التي امتدت على مدى أسبوعين ضد بن سدرين، أسند الرئيس بن علي وسام الاستحقاق الثقافي للصحافي عبد الحميد الرياحي، الصحافي الوحيد الذي تجرأ على الإمضاء بإسمه على تلك المقالات التشويهية القذرة.

تعبر سهام بن سدرين على امتنانها للمساندة التي قدمها لها صحافيون ومنظمات نسوية مغاربية وعن تأثرها الخاص بموقف الجزائريين. وهي إلى اليوم ما تزال تتصل برسائل إلكترونية يكتبها مغاربيون مستاؤون من الحملة التشويهية التي شنتها عليها صحف على ملك خواص من مدينة تونس تعمل تحت أوامر وزارة الداخلية.

وفي تونس تحظى سهام بن سدرين بمساندة جمعية النساء الديمقراطيات ومجلس الحريات الذي تمثل الناطق الرسمي باسمه وكذلك الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وعدد من الصحافيين الذين يساندون المحامين الذين وقفوا للدفاع عنها.

وقد أعاد المحامون عرض مساعدتهم للدفاع عنها أمام المحاكم، على غرار ما قاموا به سابقا، ذلك أن سهام بن سدرين قد تقدمت بثلاث دعاوي ضد ثلاث صحف بتهمة الثلب والتشويه.

اعتداء على حقوق المواطنين

ما من شك في أن هذه الدعاوي القضائية التي لم تسجل منها سوى واحدة لا حظوظ لها في التوصل إلى نتيجة. وقد سبق لسهام بن سدرين أن تقدمت في سنة 2001 على إثر حملة ضدها بقضية مماثلة للمحكمة لترى القاضي يجيبها بأن عليها هي أن تثبت بأنها ليست بالفعل كما يصفه بها مشوّهوها!

"لقد تقدمت بدعوى قضائية لغاية مبدئية، لكنني لا أشك في أن ترفض شكواي. وقد قدّمت قضيتي إلى مقرر هيئة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وإلى منظمات أخرى، لأن هذه الحملة حتى وإن كانت لا تنال مني شخصيا فهي مع ذلك تظل اعتداء سافرا على شرف المواطنين.

هناك خلية تابعة لوزارة الداخلية هي التي تعمل على تشويه المعارضين وتصفهم بالخونة وبعملاء الصهيونية والأميركيين. وقد بلغ مستوى هذه الحملة مستوى منحطا يكشف عن طابع معاد للمرأة لدى النظام، وهو الوجه الآخر للسياسة النسويّة التي يتفانى في إبرازها للخارج. كل امرأة تنشط في الفضاء العمومي تعد مومسا بالنسبة له طالما لا تكون في خدمة مصالحه الحقيرة"، تقول مضيفة.

وسهام بن سدرين على قناعة بأن العامل الذي أشعل فتيل هذه الحملة يعود إلى التقرير الذي نشره المجلس الوطني للحريات حول سياسة التعمية الإعلامية المنظمة التي تمارس في تونس.

وقد كشف هذا التقرير عن كون الصحف ذات السحب العريض تموّلها وتوجهها وزارة الداخلية بصفة خفية.

خوف حقيقي

"عندما أقدّر درجة الحقد الذي تصبه علي هذه المقالات أشعر بأن هناك خطرا حقيقيا بأن أقع ضحية لأعمال دنيئة ما، لكن هذا جزء من المخاطر التي آخذها على عاتقي"، تصرح بن سدرين التي تواصل الدفاع عن الأشخاص الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم ظلما مثل الرسام فنان الهذلي وعشرات من الشبان المتهمين بالانتماء إلى مجموعات أصولية دون أن تكون هناك أدنى حجة يمكن الإدلاء بها ضدهم.

في ألمانيا نشر السيد كلاوس فون دوناني رئيس بلدية هامبورغ السابق ومؤسس مؤسسة هامبورغ لمساندة المضطهدين السياسيين رسالة مفتوحة موجهة إلى وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر يطالبه فيها بالتدخل لدى الحكومة التونسية من أجل وضع حد لهذه الحملة وإعطاء ضمانات بخصوص أمن سهام بن سدرين.

وبما أن بن علي لا يستمع إلى صوت الرأي العام المكمّم في بلاده، فإنه سيكون على الأقل مستعدا للاستماع إلى أصدقائه الغربيين الذين يمثلون أفضل دعم له حاليا.

بقلم حميد سكيف
حقوق الطبع قنطرة 2005

حميد سكيف صحفي وكاتب جزائري مقيم في هامبورغ وهو المدير التنفيذي لمركز التبادل الثقافي "ألف ما".

قنطرة

ماذا سيحمل العام 2010 الى الدولة البوليسية؟
ستصبح تونس في عام 2010 جزءاً من منطقة للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وشمال أفريقيا. لكن بهذا ستخسر تونس عددا ضخما من العمالة وربما الاستقرار السياسي أيضا. بيرنهارد شميدت يسلط الضوء على الخلفيات

حرية الصحافة في المغرب العربي
محمد المرابط، حمادي جبالي أو عبد الله علي السنوسي أمثلة لصحفيين مغاربيين يقبعون في السجون أو يلاحقون لأنهم تجاوزوا في عملهم الصحفي الخطوط الحمراء التي رسمتها السلطة في بلادهم. تقرير حميد سكيف عن حرية الصحافة في المغرب العربي.

بعد الانتخابات العامة في تونس
اتسمت ردود الفعل الأوربية على الانتخابات التونسية بالمجاملة، بينما اتخذت الإدارة الأميريكية موقفا أكثر تحفظا. وتشير منظمة إنترناسونال ميديا سبورت في تحليلها للمعركة الانتخابية بوضوح إلى إخلال الإعلام التونسي الحكومي لمهمته. تقرير الصحفية والناشطة في مجال حقوق الإنسان سهام بن سدرين