"أعول على البسطاء لا على الساسة"
هل يمكن أن تتحول مصر إلى دكتاتورية عسكرية دائمة؟ النجم الجديد في عالم الأدب المصري خالد الخميسي يجيب بالنفي، ويرى أن الكثير مما حدث خلال الثورة المصرية خلال الأسابيع الماضية يدحض هذا الاحتمال تماما. الكاتب خالد الخميسي هو أحد المساندين للثورة، ويشعر بالإعجاب الشديد لما حققته حتى الآن رغم حذره من الإسراف في التفاؤل بخصوص عواقب التغيير، ويقول "أنا لا أثق في الجيش. كل من يعيش في هذا العالم ويتوفر على قدر ولو ضئيل من الثقافة سيتشكك في الجيش". ويضيف "أنا أثق في قوة الشعب، فلقد علمنا الشعب أن بإمكانه تحقيق التغيير. والشعب واعٍ بقدرته تلك، ولن يستطيع الجيش المصري الوقوف في طريق مطالبه".
خالد الخميسي داوم على الحضور كل يوم إلى ميدان التحرير أثناء فترة الاعتصام، ورفض كافة العروض التي قدمت له من أجل استضافته في حوارات صحفية، وذلك رغبة منه في أن يعايش التاريخ وهو يكتب، حسب ما يقول، ولو تأخر عن المشاركة فسيمضي بقية عمره نادما على ذلك. ويرى صاحب كتاب "تاكسي حواديت المشاوير" الذي صدر مؤخرا بالألمانية أن الأدباء المصريين مشغولين حاليا بالتفكير في السيناريوهات المتوقعة بعد رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكلهم أمل وتفاؤل في غدا القريب.
انتقادات للغرب
الشعب المصري بأنه بمثابة عودة الروح إليه بعد أن كانت قد فارقته في عصر مبارك، مشيرا إلى أن مصر عادت لتلعب دورها كمنارة للإشعاع من جديد. ثم يوجه الخميسي حديثه إلى الغرب بنبرة انتقاد شديدة، حيث يقول "اقترن أول تصريح للمستشارة الألمانية حول الثورة المصرية بذكر ارتياحها لضمان استمرار العمل باتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية. لكن 95 بالمائة من المصريين هم ضد هذه الاتفاقية المبرمة في سبعينيات القرن الماضي. هذا لا يعني أن المصريين يريدون الحرب، المصريون يريدون السلام، لكنهم محبطون بسبب الماضي، فما الذي عاد عليهم مما يطلق عليه الصداقة مع أمريكا وإسرائيل بخلاف عبوات الغاز المسيل للدموع من واشنطن والتي استخدمتها قوات الأمن المصرية ضد المتظاهرين، وبخلاف المساعدات العسكرية والامتيازات للمحظوظين".
حجم الإخوان مبالغ فيه
ومضى الخميسي يقول بوضوح إن العلاقات مع إسرائيل لا يمكن لها أن تستمر بالشكل الذي كانت عليه من قبل. وأردف "المصريون يعارضون السلام مع دولة تقمع الفلسطينيين منذ عقود. نحن نكره قمع الفلسطينيين كما كرهنا حكم مبارك. أمريكا وأوروبا يريدون رؤية ديمقراطية في مصر شريطة أن تكون موالية لهم ولإسرائيل، وهذا لم يعد مقبولا".
واعتبر الخميسي أن أمريكا وإسرائيل فعلا ما بدا لهما مع العرب منذ 30 عاما. مضيفا "والغرب يتحدث دوما عن الخطر الاسلاماوي، لكن كل من رأى المظاهرات في ميدان التحرير يدرك أن أصوات الإسلاميين لن تزيد أبدا عن 20 بالمائة، جبهة لوبان اليمينية حصلت على العدد نفسه في فرنسا." وللبرهنة على ذلك الطرح روى الخميسي أنه رافق فريق تليفزيون فرنسي كان يغطي المظاهرات، ولاحظ وقتها أنه إذا ظهر وجه رجل ضمن 2000 متظاهر، ويبدو على سيماه ملامح التشدد الديني فإن المصور يسارع لالتقاطه مهملا باقي الحاضرين، وأضاف الخميسي "إني أتساءل ما الفائدة من وراء ذلك؟".
التعويل على المواطن البسيط
لكن ما العمل الآن؟ من وجهة نظر الخميسي يتعين على الأمين الحالي لجامعة الدول العربية عمرو موسى تولي رئاسة الدولة. فهو يصلح لأن يحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية. وبالرغم من تشكك الخميسي في جدية موسى وقيمته إلا أن الأخير يعرف قواعد اللعبة في السياسة الدولية، ولديه كاريزما وحضور إعلامي قوي، كما أن الجماهير تحبه، حسب ما قاله الخميسي.
الكاتب خالد الخميسي لا يثق عموما في الساسة، فما يعول عليه هو الشعب المصري البسيط فقط. ويقول "الجميع يعرف أن حدود هذه الدولة ثابتة منذ آلاف السنين. ولقد كانت دائما دولة قوية وتقوم بقمع سكانها، لذلك كانت ردة الفعل ضد هذا القمع هي النكتة وروح الدعابة ضد حكم الدكتاتور. هناك عدد لا يحصى من النكات ضد مبارك يتداولها المواطن البسيط".
لذلك كان محور كتاب الخميسي الشهير "تاكسي حواديت المشاوير" وهو أحاديث سائقي التاكسي البسطاء، الذين يعاني معظمهم من الأمية. هؤلاء يختزنون حكمة وذكاءا فطريا يجعلهم قادرين على تمييز الغث من السمين، لذا يراهن عليهم الخميسي.
فيرنر بلوخ
ترجمة: هيثم عبد العظيم
مراجعة: يوسف بوفيجلين
حقوق النشر: دويتشه فيله 2011
قنطرة
"ميريت"
قبلة المثقفين في القاهرة وشبه مركز للثوار
رغم حداثة عمرها تعتبر دار ميريت أحد أهم دور نشر الأدب الجديد والطليعي في مصر، كما قامت الدار بدور مهم في دعم الحركات السياسية. وقبل أسابيع، ولقربها من ميدان التحرير، تحولت "ميريت" إلى ما يشبه "مركز قيادة ثورة 25 يناير".
المثقفون المصريون والانتفاضة الشبابية المصرية:
" " ما يحدث في مصر أكبر من حلم المثقفين"
كان صوت الكتاب والفنانون المصريون خافتاً في أيام الغضب التي تشهدها مصر– فهل يعني هذا أنهم بعيدون عن أحداث هذه الثورة الشعبية؟ سمير جريس استطلع رأي عدد من الكتاب والفنانين، ومنهم إبراهيم أصلان ومحمد عبلة وجرجس شكري.
"أود أن أكون مصرياً" للروائي المصري علاء الأسواني:
رؤية نقدية ساخرة
تشكل المجموعة القصصية والتي تُرجمت حديثاً إلى الألمانية تحت عنوان "أود أن أكون مصرياً" قراءة نقدية أخرى من الروائي المصري علاء الأسواني للواقع المصري بكل تعقيداته وتشعباته. أنغيلا شادر في قراءة نقدية لهذا العمل الأدبي.