علاقات ومساعدات عملية
تهتم جمعية هدى HUDA منذ ثمان سنوات بالموضوعات التي تهم النساء المسلمات. ويضم موقع الجمعية على شبكة الإنترنت (www.huda.de) تعريفاً بالعضوات النشطات والمساعدة العملية التي تقدمنها، كما هو الحال بالنسبة لمشكلة ختان الفتيات، وهي ممارسات تدينها الجمعية بقوة، وتحاول مكافحتها عن طريق توضيح موقف الإسلام منها. وتعرض جمعية هدى استعدادها لتقديم المساعدة، المجهولة أيضاً، للنساء المعرضة بناتهن لخطر الختان من جانب أسرة الزوج. هذا فضلاً عن إمكانية إنزال نسخة من عقد زواج نموذجي من موقع الجمعية على شبكة الإنترنت، وهو يعرف النساء بحقوقهن التي كفلها لهن الإسلام: مثل ما يجب على المرأة عمله في حالة الطلاق، أو التشريع الخاص بحق حضانة الأولاد.
الرئيسة الأولى للجمعية، كريمة كورتينغ-مهران، على علم بالمشاكل التي تتعرض لها النساء المسلمات في ألمانيا. وهي تعايش هذه المشاكل عن قرب من خلال تقديم خدمات استشارية على الهاتف، التي توفرها الجمعية للمحتاجات، اللاتي كثيراً ما تشتكين من مشاكل زوجية، كاتخاذ الزوج لنفسه زوجة ثانية، أو عدم علم الزوجة أن لزوجها زوجة أخرى إلا بعد عقد القران. وتتمثل المشكلة في رأيها أن النساء المسلمات في ألمانيا لا تعلمن في أحيان كثيرة، أين يمكنهم الحصول على المساعدة، وهكذا تتحملن الكثير من الألم والبؤس.
وتحاول الجمعية عن طريق الإنترنت ومجلة هدى HUDA التي تصدر خمس مرات في العام، تشجيع تبادل الآراء بين المسلمات الناطقات بالألمانية. كما تطرح الجمعية أيضاً موضوعات حساسة للنقاش، مثل العنف ضد النساء. وقد تلقت المجلة بسبب هذا الجدل العديد من الخطابات الحانقة من الرجال، الذين يتهمون هدى بتأويل كلام الله كما يحلو لها. كذلك ألغت بعض القارئات اشتراكهن احتجاجاً على اتجاه المجلة.
توفر هدى للمسلمات إمكانية الكتابة إليها للتنفيس عن إحباطهن، وتعلم كريمة كورتينغ-مهران أهمية التعبير عن الريبة والشكوك التي تخالج المرء لفترة طويلة. وقد شعرت هي نفسها بالتناقض بين فهمها للقرآن وبين أفعال المسلمين ضد النساء، وأحست وقتها أنها تُركت وحيدة مع أسئلتها. أما اليوم فهي تعلم أن عدم الرضا ذاته يعم بين العديد من المسلمات في أرجاء العالم. ولهذا السبب تعلق هدى أهمية كبرى أيضاً على العمل المشترك على المستوى العالمي بين المتعاطفين مع الأمر، كما في الولايات المتحدة الأمريكية وإندونيسيا مثلاً.
بقلم منى نجار، ترجمة حسن الشريف