من جندي مقاتل إلى مغنٍ للسلام
"عماتي وبناتهن اُغتُصِبن. أمي سقطت ضحية للحرب. قرانا دُمّرت. منزلنا أُضرمت فيه النار". هكذا عايش امانويل جال الحرب الأهلية السودانية التي بدأت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، ودارت رحاها لمدة 20 عاما، مسقطةً ما يقارب من مليوني قتيل، وأربعة ملايين جريح.
الفيلم التسجيلي "الجندي الطفل" الذي يعرض حاليا في مهرجان برلين السينمائي الدولي يتتبع قصة حياة مغني الراب حاليا امانويل جال البالغ من العمر 28 عاما. ولد جال في عام 1980 في تونج جنوب السودان لأب ناشط في حركة تحرير جنوب السودان، وهي الحركة التي حاربت ضد ما كانت تسميه الهيمنة العربية الشمالية للحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في جنوب السودان.
وكغيره من أطفال المنطقة ذاق الطفل جال ويلات الحرب منذ نعومة أظافره، ورأى بأم عينيه الخراب ينزل بعالمه الصغير. يقول جال متذكرا طفولته: بعد مقتل أمي وأنا في السابعة، ذهبت إلى إثيوبيا وتعلمت القتال لأني أردت أن أحمي أرضي، وأن أساعد في الحرب ضد العدو".
أطفال الحرب: ضحايا رغم السلام
مخرج الفيلم الألماني كرستيان كارم كروبوج كان في الأساس يخطط لعمل سلسلة من الأفلام حول غناء الهيب هوب، وهو لون غنائي ذو أصول أفريقية أمريكية، يتميز بكلمات أغانيه الحادة المعنى والسياسية في بعض الأحيان، مصحوبة بإيقاعات سريعة. وعندما التقى بامانويل جال في لندن، حيث يقيم الأخير اليوم، عرف كروروج أنه عثر على قصة إنسانية فريدة تستحق التسجيل.
وعلى الرغم من هدوء الأوضاع الآن في جنوب السودان بعد التوصل إلى اتفاقية سلام عام 2004 مع الحكومة المركزية في الشمال، يعاني أكثر من 20 ألف شخص أجبروا أثناء طفولتهم على المشاركة في الحرب الأهلية السودانية من انسداد الأفق والعزلة عن المجتمع.
ويقول كروبوج إنه شاهد أثناء تصوير الفيلم في جنوب السودان الكثير من أطفال الحرب السابقين ملقون على قارعة الطريق وقد دمرهم تناول المشروبات الكحولية. ويضيف "معظم أطفال الحرب هم من الأيتام. ولا يوجد ما يكفي من المدارس ومراكز التدريب التي يمكن أن تستوعبهم". لذلك يعتقد كروبوج أن الوضع لن يتحسن من دون تقديم مساعدات دولية.
الموسيقى وسيلة للتغيير
في عام 1991 فاض الكيل بامانويل جال فحاول ومعه 400 طفل آخر الهرب من أتون الحرب. 12 طفلا فقط نجحوا في الهروب، والباقي قضى نحبه. وأخيرا قام أحد موظفي منظمة "أطفال الشوارع" بمساعدة الأطفال بتبني جال، وساعده في الالتحاق بمدرسة في نيروبي. وعلى الرغم من أن حظ جال كان أفضل من حظ الكثيرين من زملائه، تظل رأسه تموج بذكريات مخيفة عن الحرب، يقول جال: "في وقت الحرب كنت أتمنى قتل أكبر عدد ممكن من العرب أو المسلمين. كنت أريد الانتقام من التنكيل بشعبي".
فيلم "الجندي الطفل" يروي كيف تحول جال من شخص قضت الحرب على براءة طفولته إلى مغني هيب هوب. وسيلته في التغيير كانت الموسيقى، يقول جال "الموسيقى ساعدتني في العثور على السلام في قلبي، لكن يجب عليّ استثمار خبراتي للتعبير عن كفاح شعبي".
واليوم يشغل امانويل جال منصب المتحدث باسم جماعة "أوقفوا تجنيد الأطفال في الحرب Stop the Use of Child Soldiers". ومنذ عام 2006 أصبح سفيرا لمنظمة التنمية اوكسفام. إضافة إلى ذلك فإن جال يعد اليوم واحدا من مغنيي الهيب هوب المشهورين في العالم، وقام مؤخرا بكتابة أغنية ظهرت في فيلم يوناردو دي كابريو الأخير "الماس الدموي". أغانيه يؤديها بالانجليزية والعربية والسواحيلية، إضافة إلى لغتين سودانيتين أخريين، وتدور معظم كلمات الأغاني حول الحرب الأهلية السودانية وتطالب بالسلام والتسامح. وفي النهاية يقول جال: "الكلمات تستطيع أن تجعل شخصا ما يقتل، وتستطيع أن تجعله يسامح".
زيلكه بارتليك
ترجمة: هيثم عبد العظيم
حقوق الطبع: دويتشه فيله 2008
قنطرة
رسالة سلام موسيقية
بارينبويم يعزف للسلام في رام الله
تقديرا لجهوده الكبيرة في تطوير الحياة الموسيقية في فلسطين وتوظيفه الموسيقى في خدمة السلام منح عازف البيانو الشهير دانييل بارينبويم جواز السفر الفلسطيني وذلك على هامش حفل موسيقي خيري أحياه بارينبويم في مدينة رام الله، خصص ريعه للرعاية الطبية لأطفال قطاع غزة.
موجة موسيقية جديدة في تركيا:
"روك" إسلامي في سبيل الله
تراجعت الموسيقى الإسلامية التقليدية في تركيا أمام موجة جديدة من موسيقى "الروك و البوب الأخضر"، التي لا تتغنى بالجنس والمخدرات على أنغام الغيتار بل تتوجه الى الله، مبشرة بالرسالة الإسلامية. تقرير من دوريان جونس
هيب هوب في اليمن:
حوار مع الشباب اليمني عبر الموسيقى
في حفلات الأعراس وفي السيارات وأثناء مضغ القاط: نغمات الآلات الوترية حاضرة دوما في اليمن. والآن هاهي البلاد تعيش أول حفل لموسيقى الهيب هوب في إطار برنامج الحوار الثقافي الأوروبي الإسلامي. بقلم كلاوس هايمباخ.