حركة رياضية بلمسات رمضانية

يشكل شهر رمضان صعوبة لبعض اللاعبين المسلمين في الأندية الألمانية، حيث تتفاوت تجارب هؤلاء اللاعبين مع هذا الشهر ما بين الإفطار و الصوم. فهل يمكن التوفيق بين الصيام والأداء الرياضي؟ وهنا تختلف التوجهات، مثلما يوضح أندريه توسيس في هذا التقرير.

جوهر مناري ، الصورة: د.ب.ا
رمضان يعني بالنسبة للاعب قلب الوسط في نادي نورنبيرغ، جوهر مناري اختلافًا بسيطًا في إيقاع الحياة، ولكنه لا يشكِّل بالنسبة له أي مشكلة

​​ يبدأ الصيام عند المسلمين في الشهر التاسع من التقويم القمري الهجري، في شهر رمضان الذي يعتبر شهرًا للتأمّل والعبادة والتقوى. وطيلة ثلاثين يومًا يُفرض على جميع المسلمين القادرين على الصيام الامتناع عن الطعام والشراب في كلِّ يوم منذ مطلع الشمس وحتى مغيبها. ويُعفى من الصيام الأشخاص المسنِّين والمعاقين عقليًا والجنود والذين يؤدّون أعمالاً صعبة، بالإضافة إلى الأطفال دون سن الخامسة عشر. وكذلك يستطيع المرضى والمسافرون والنساء الحوامل والنساء النفساوات والأمَّهات المرضعات، بالإضافة إلى النساء اللواتي يأتيهن الحيض في شهر رمضان، الصيام في وقت لاحق.

وفي المقابل ينبغي للاعبي كرة القدم اتِّباع تعاليم شهر رمضان؛ وبطبيعة الحال ينطبق ذلك أيضًا على لاعبي كرة القدم في الدوري الألماني. غير أنَّ اللاعب الألماني ذا الأصول التركية، مسعود أوزيل الذي يلعب في نادي فيردر بريمن، لا يلتزم بهذه التعاليم. وهناك سبب لذلك؛ ففي فترة صباه حاول الصوم، ولكنَّه لاحظ بسرعة، أنَّ الصيام كان يسبِّب له الدوار. ويقول أوزيل: "كنت أشعر بالضعف والوهن وأُصاب بالصداع".

لا تشدّد في الصيام

واللاعب الفرنسي فرانك ريبري الذي اعتنق الإسلام ويلعب لصالح نادي FC بايرن ميونخ، يلتزم بالصيام ولكن ليس بشكل متشدِّد، إذ يقول: "أنا أصوم في أيَّام العطل. ولكن عندما يجب عليَّ اللعب، فلا أصوم". واللاعب ذو الأصل التركي، سيردار تاسكي الذي يلعب لصالح نادي VfB شتوتغارت ومع المنتخب الألماني، يتعامل مع شهر رمضان تمامًا مثل فرانك ريبري، حيث يقول: "حتى لا يكون هناك أي خطر بالنسبة لي، أوفِّق بين وقت الصيام وتمريناتي".

اللاعب مسعود أوزيل، الصورة: ا.ب
اللاعب مسعود أوزيل الذي يعتبر حاليًا هدَّاف نادي فيردر بريمن - لاحظ في فترة صباه أنَّ الصيام كان يسبِّب له الدوار

​​ وزميله الألماني التونسي، سامي خضيرة الذي يلعب في فريق VfB شتوتغارت، يفعل ذلك على النحو نفسه. وفي المقابل إنَّ لاعب نادي شالكه 04، خليل ألتينتوب الذي يلعب مع المنتخب الوطني التركي، لا يصوم شهر رمضان قطّ. ويقول: "صحيح أنَّ شهر رمضان ضروري جدًا بالنسبة لي؛ ولكن بصفتي لاعبًا رياضيًا فلا بدّ لي من اتِّباع نظام غذائي متوازن وأن أشرب ما يكفي من السوائل. وإن لم أفعل ذلك أفقد لياقتي".

وبطبيعة الحال هناك أيضا لاعبون مسلمون يلعبون في الدوري الألماني، ويحافظون على صيام شهر رمضان بشكل صارم. ومن بين هؤلاء اللاعبين اللاعب التونسي جوهر مناري الذي يلعب في نادي FC نورنبيرغ من الدرجة الأولى. ويقول جوهر مناري: "يختلف إيقاع الحياة قليلاً، ولكن ذلك لا يشكِّل أي مشكلة بالنسبة لي؛ فأنا أستيقظ في الساعة الثالثة والنصف صباحًا، وأتناول ما يكفي من الطعام والشراب".

ويقول اللاعب المغربي عبد العزيز أهنفوف الذي لا ينتسب إلى أي نادٍ إنَّ أفضل الأوقات لديه في أثناء شهر رمضان؛ وإنَّه حقَّق في شهر رمضان الفوز الثلاثي الوحيد في مسيرته الرياضية. ويضيف قائلاً: "الأيَّام الأولى صعبة. ولكن إذا وجد المرء توازنًا، فعندئذ يصبح كلّ شيء على ما يرام".

فترات استراحة وتغذية جيِّدة

عبد العزيز أهنفوف ، الصورة: ا.ب
يقول اللاعب المغربي عبد العزيز أهنفوف إنَّه حقَّق في شهر رمضان الفوز الثلاثي الوحيد في مسيرته الرياضية

​​ ويقول أهنفوف إنَّ الأولوية الأولى لديه يحظى بها "الإيمان والالتزام بالصيام". ويضيف: "أنا أريد في آخر المطاف دخول الجنة". وكذلك يرى برهان كيسيكي Burhan Kisici، الأمين العام للمجلس الإسلامي في ألمانيا أنَّ اللاعبين جوهر مناري وعبد العزيز أهنفوف على حقّ؛ ويضيف قائلاً: "يمكن التوفيق بين ممارسة الرياضة وشهر رمضان. وكذلك يجب على المرء أن يستعِّد ويتغذَّى بشكل جيد ويأخذ استراحات كافية". وكيسيكي يجد أنَّه من المستحسن التزام الرياضيين بالصوم، ويقول: "هناك الكثير من الرياضيين المسلمين الذين يصومون رمضان ولديهم القدرة على تقديم أفضل أداء".

ويقول الخبير المختص بالعلوم الرياضية والتغذية، هانس براون Hans Braun الذي يعمل في مركز الأبحاث الألماني للألعاب الرياضية التابع لكلية الرياضة في كولونيا: "تشكِّل السوائل عاملاً أساسيًا في الألعاب الرياضية". ويضيف قائلاً إنَّ "مَنْ لا يشرب ما يكفيه من الماء، يفقد من لياقته وقدرته الأدائية".

وهانس براون ينصح بتناول الكربوهيدرات، ويوضح أنَّ تناول المواد التي تحتوي على النشويات يحظى أيضًا بالقدر نفسه من الأهمية: "يجب على المرء أن يتناول قبل التدريب بساعتين إلى ثلاث ساعات مواد تحتوي على النشويات، مثل المعكرونة والأرز أو البطاطا. وفي المساء ينبغي أن يكون الطعام خفيفا وسهل الهضم".

لا توجد للصيام أي مخاطر صحية

خليل ألتينتوب، الصورة: د.ب.ا
"صحيح أنَّ شهر رمضان ضروري جدًا بالنسبة لي؛ ولكن بصفتي لاعبًا رياضيًا فلا بدّ لي من اتِّباع نظام غذائي متوازن وأن أشرب ما يكفي من السوائل. وإن لم أفعل ذلك أفقد لياقتي"

​​ ومن الممكن أن يفقد اللاعب الرياضي في فترة الصيام بعض العضلات وكذلك كيلوغرامين أو ثلاثة كيلوغرامات من وزنه. ويقول براون: "لكن لا توجد حسب علمي أي أضرار للصيام على المدى الطويل". ومع ذلك من الممكن أن يؤدِّي الصيام إلى مشكلات في الدورة الدموية وضعف القدرة على التركيز وحدوث تشنّجات وتقلصات في العضلات".

وفي هذا العام حلّ شهر رمضان في منتصف فصل الصيف. وهكذا إذن يتحتَّم على الرياضيين المحترفين البقاء دون سوائل في درجات حرارة تتراوح في ألمانيا بين ثلاثين وخمسة وثلاثين درجة مائوية. ويقول براون إنَّ "هذا الوضع يمكن أن يكون حرجًا للغاية. وفي مثل هذه الحال ينبغي أن يكون المدرِّبون حذرين في تدريب لاعبيهم".

وهذا ما كان يتَّبعه المدرِّب فيرنر لورانت Werner Lorant الذي كان يعمل مدرِّبًا في تركيا وإيران؛ حيث كان يهتم دائمًا بتغذية لاعبي الفريقين التركي والإيراني تغذية سليمة، وكان يطلب منهم الحضور للتدريب فقط بعد غروب الشمس. وهو يقول أيضًا إنَّ لا علم لديه بوجود مخاطر صحية طويلة الأجل.

أندريه توسيس
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: قنطرة 2009

قنطرة

لاعب كرة القدم فرانك بلال ريبري:
"الإيمان بالله دائمًا "
قبل خمسة أعوام كانت أحواله مختلفة تمام الاختلاف، أما اليوم فينذهل مشجعو كرة القدم عندما يداعب عامل البناء السابق واللاعب المحترف فرانك بلال ريبري الكرة في مهارة تدل على روعته وتميِّزه وقدراته الرياضية الخلاقة. أندريه توسيس يعرِّفنا بهذا اللاعب المحترف.

المنتخب الوطني الألماني لكرة القدم دون سن الـ21:
فريق متعدِّد الأعراق ولاعبون سفراء للاندماج
أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، منذ فترة غير بعيدة أنَّ التعدّدية الثقافية قد فشلت، بيد أنَّ فريق المنتخب الوطني الألماني لكرة القدم للناشئين دون سن الحادية والعشرين يثبت عكس ذلك. أندريه توشيك يعرِّفنا بهذا الفريق.

اللاعب التونسي الألماني سامي خضيرة:
"بالكرة – الاندماج من خلال كرة القدم"
يملك لاعب كرة القدم المحترف سامي خضيرة جوازي سفر، الأول تونسي والثاني ألماني. ويهتم لاعب خط وسط فريق شتوتغارت البالغ من العمر 21 عاماً في وقت فراغه بتشجيع اندماج الشبيبة في المجتمع. ومن المتوقع أن ينضم اللاعب قريباً إلى صفوف المنتخب الألماني. أندريه توتشيك يرسم لنا صورة للاعب الموهوب.