المغرب: لماذا سقط حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية؟

تصادم عنيف بين «المرجعية الحزبية» وما يفرضه الواقع المغربي

"اتسم الخطاب السياسي للحزب مع صعوده للحكم بالشعبوية الدينية، حيث بُنى على مجموعة من الثوابت الدينية والاجتماعية التي ترتبط بالهوية العروبية، والتي تتفق مع القاعدة الشعبية للحزب.

وقد كوّن ذلك الخطاب شكل العلاقة الأساسية للحزب بالجمهور العام، وبقواعده الخاصة قبل حراك 20 فبراير. وزادت مساحته ومشروعيته في ظل فترة حكومة بنكيران، كما تمثل تأثيره في جعل الجمهور متحمسًا للإصلاح الفوري الذي يعتمد الهوية العربية الإسلامية عمادًا أساسيًا له. تلك الخصائص الخطابية التي ساهمت في صعود نجم الحزب جعلت أيضًا طريقه ذا اتجاه واحد، لا يمكن التراجع عن مرتكزاته لأي سبب مهما كان، كما قيد القرارات السياسية والاجتماعية للحزب بسياق مضمونه.

حتى أن الحزب في وصف علاقته مع القصر الملكي بعد تولي الحكومة عمل على التعزيز من الصورة الدينية للمنظومة الملكية، ليفتح مساحة أوسع لخطاب إسلامي دعوي يربط الخطط الإصلاحية بوعود لا أطر أو مواقيت محددة لها.

لذلك كانت قرارات الحكومة بـ«فرنسة التعليم»، والتطبيع مع إسرائيل، وتقنين القنب الهندي، قرارات دفع ثمنها الحزب بسبب خطابه السياسي غير المرن، الذي لم يدرك البنية الاجتماعية والقومية والاقتصادية للمغرب. وبالطبع، كان لها تكلفة كبيرة بخسارة الحزب شعبيته ومصداقيته لدى قواعده وأنصاره من الناخبين."

 

https://www.madamasr.com/ar/2021/11/11/opinion/u/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%…