أدب عربي من لندن

يقوم كل من مارغريت أوبانك وصموئيل شمعون من خلال "بانيبال" بعمل استثنائي. فهي المجلة الانكليزية الوحيدة في العالم التي تنشر الأدب العربي باللغة الانكليزية بشكلٍ دوري. كما تقدم أعمالاً متنوعةً من مجمل المناطق الناطقة بالعربية. بقلم فولكر كامينسكي

وإلى جانب الكتَّاب والشعراء العرب من أمثال سعدي يوسف، وفاضل العزاوي، وسركون بولص، وسيف الرحبي والكثيرين غيرهم تكرِّس بانيبال نفسها أيضًا لأولئك الكتَّاب المنحدرين من أصولٍ عربيةٍ ممن يكتبون باللغات الانكليزية والفرنسية والألمانية. فهي نشرت على سبيل المثال للكاتب حسين الموزاني الذي يعيش في ألمانيا ويكتب باللغتين الألمانية والعربية.

تُقدَّم المجلة التي تصدر ثلاث مرات سنويًا منبرًا لافتًا للكتاب المعروفين وكذلك لجيل الكتَّاب الجدد الصاعدين. أما الأنواع الأدبية الرئيسة التي يتم التركيز عليها في كل عددٍ من ناحية المضمون فهي الشعر، والقصة القصيرة، ومقتطفات من الروايات. كما أنه لا بد من وجود عناوين مثل أدب الرحلات ومقابلة مع كاتب أو ناشر عربي.

وهناك زاوية صحفية جديرة بالاهتمام مخصصة "لأمثلة أدبية يُحتذى بها". في هذه الزاوية يكتب كتَّابٌ مشاهير ما تعلموه من الأدباء العالميين. وبذلك يمكن الاطلاع على ماهية إدراك إرنست همنغواي في فلسطين، وتأثير جان بول سارتر، أو أهمية دوستويفسكي للأدب العربي في القرن العشرين، أو الاطلاع على استمرار شهرزاد بالحياة في أعمال رفيق شامي.

كما أنَّ مراجعات الكتب هي من العناوين الثابتة أيضًا. علاوةً على ذلك نجد الكثير من الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها للكتَّاب في المهرجانات الأدبية الراهنة في كل أنحاء العالم.

حب السفر

هذا الجانب الأخير يشير إلى حب السفر الذي يتميز به ناشرا بانيبال. فمجلة بانيبال تجوب العالم مع محرريها بانتظام، لكي لا ينحصر وجودها في انكلترا وحسب، بل لتكون حاضرةً في أجزاءٍ أخرى من أوروبا، والبلاد العربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا.

وفي أيار/مايو 2007 زارت بانيبال مهرجانًا شعريًا في نيويورك. وكان الناشران في شباط/فبراير 2006 في برلين، حيث قدما مجلة بانيبال في إطار ندوةٍ تناولت الأدب العراقي المعاصر. ومن الطبيعي أنْ يتواجد جناحٌ لمجلة بانيبال في كل معرض للكتاب (على سبيل المثال في معرض فرانكفورت للكتاب).

كما أنَّ بانيبال تقوم بنشر الكتب، وهي ترجمات من العربية إلى الانكليزية تُنشر منذ عام 2005 . فكان كتاب "عراقي في باريس" باكورة الأعمال التي نُشرت، وهو رواية تدور حول سيرة ذاتية لصموئيل شمعون. أما آخر كتاب فكان "شجرة الآس" لسعد الحاج، وهو عبارة عن رواية تتناول الحرب الأهلية في لبنان ونتائجها على إحدى القرى اللبنانية. ويمثل موضوع "الشعر اللبناني المعاصر" الموضوع الرئيس في العدد الحالي (ربيع 2007).

كما تمنح بانيبال منذ عام 2006 جائزةً للترجمة. وهي جائزة سيف غباش– بانيبال للترجمة، ويتم منحها سنويًا لترجمة من العربية إلى الانكليزية وتبلغ قيمتها 2000 جنيه إسترليني (ما يعادل 3000 يورو). الحائز الأول على الجائزة في عام 2006 كان همفري دافيس فكانت تكريمًا له على ترجمته رواية الياس خوري "باب الشمس".

على خطوات الملك بانيبال

أما اسم بانيبال فيعود إلى "آشور بانيبال"، آخر عظماء الملوك الآشوريين، الذي دعم الفنون الجميلة في التاريخ القديم، والذي أسس أول مكتبةً كبيرةً في نينوى حيث تمَّ حفظ شعر الهلال الخصيب الشهير على ألواح الفخار مثل ملحمة جلجامش. كما يؤكد الناشران على موقعهم في الانترنت أنَّ مساعيهم في التبادل والتوسط تدور بالدرجة الأولى حول الاستمتاع بالجمال والفرح بالأدب الجميل.

ويُعدُّ غلاف المجلة أيضًا من هذه المزايا الجمالية، حيث يحتوي على مقاطع من لوحاتٍ لفنانين عرب معروفين. ولا بد من ذكر حجم المجلة الملائم والمريح الذي يتيح وضعها في أية محفظة كانت.

على الرغم من نشر أعمالٍ لكتَّابٍ عرب في ألمانيا أيضًا، حيث نجد في كل متاجر بيع الكتب أعمالاً لنجيب محفوظ، ورفيق شامي، أو أدونيس، إلا أنَّنا نبحث بلا جدوى عن مجلةٍ مماثلةٍ لبانيبال هنا. ولحسن الحظ يوجد هناك دور نشرٍ صغيرةٍ (مثل دار الجمل في كولون، ودار هانس-شيلر في برلين) تقدم للجمهور الألماني كتَّابًا عربًا من بينهم من لا يحظى بشهرةٍ عالميةٍ.

بقلم فولكر كامينسكي
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع قنطرة 2007

قنطرة

"عراقي في باريس" لصموئيل شمعون
يستمد الكاتب العراقي المقيم حاليا في لندن صموئيل شمعون معرفته قبل كل شيء من الحياة، التي تشبه الفيلم، يقدمها لنا الآن على شكل رواية، جديرة بأن نقرأها بمتعة وإعجاب، حسب رأي الكاتب العراقي المقيم في برلين فاضل عزاوي

يلفح البرق أيامنا
عويل الذئاب" للشاعر العماني سيف الرحبي هو أول ديوان يضم مختارات من العديد من مجموعاته الشعرية يترجم الى اللغة الألمانية ويصدر عن دار هانس شيلر للنشر في برلين. مراجعة نقدية للديوان كتبها فولكر كامينسكي

التبادل الأدبي الألماني-العربي
يعتبر الأدب دوما أحد الوسائل الرئيسية في حوار الحضارات، وغالبا ما يتمثل هذا في شكل أنشطة صغيرة تعمل في الخفاء: المترجم والناشر مثلا اللذان يعيشان على حافة الكفاف، ويقتاتان من العمل في التعريف بالثقافة الغريبة المحبوبة. ونقدم هنا مبادرات ألمانية وعربية

www

بانيبال