معهد غوته في بغداد؟
خالد المعالي
معهد غوته في بغداد*؟
الآن مرت عشرات السنوات على قدومنا الى هنا، ويبدو أن العراق، البلد الذي قدمنا منه، قد تخلّص من تلك المجموعة الكابوسية، وأن الأمر، آخذ في التحسن من أجل إعادة البناء وإعادة التواصل مع العالم، لهذا نحن نرى ونتمنى، بل نطالب بذلك، واستباقاً لكل الاتفاقات والتطوارات، والتي أتمنى أن تسير في الطريق الحسن، أن تساهم ألمانيا الى جانب دول أخرى بشكل فعّال في إعادة بناء العراق، وأن لا تتوانى الخارجية الألمانية عن فتح فرع لمعهد غوته ببغداد! لم لا! فهناك اليوم مجموعة كبيرة من عراقيي ألمانيا، والذين سيكون لهم دور أساسي في تعميق هذا الدور الألماني المطلوب، وقد انجزت شخصياً من خلال "منشورات الجمل" الكثير من الأعمال الاستباقية لهذا التواصل الثقافي، فهناك حتى هذا اليوم ترجمات أولى لأكثر من خمسين عملاً أدبياً، فلسفياً، اجتماعياً، تاريخياً، لكتاب من محيط اللغة الألمانية والتي سوف تأخذ طريقها الى مكتبات العراق حالما تأتي اشارات الاستقرار!
ففي العراق مكتبات كثيرة، وتختلف كثافتها كثيراً عن معظم البلدان العربية الأخرى، وذلك للعدد الهائل من القراء، فرغم الأوضاع السابقة، فإن استهلاك الكتاب الجديد في العراق وتحت أوضاع الحصار قد شهد ازدهار عملية استنساخ الكتب بشكل كبير! ويكفي لمعرفة استهلاك العراقيين للكتب التوجه بالسؤال الى الكثير من الناشرين اللبنانين، حيث أن لبنان هو بلد النشر بامتياز، فأننا سنجد أن النسبة هي 50 إلى 1000 مقارنة بمصر مثلاً.
* جزء من مقالة تتناول بداية علاقة الشاعر بالأدب الألماني
خالد المعالي شاعر عراقي مقيم في كولونيا، مدير منشورات الجمل