معرفة اللغة والقيم شرطا الاندماج في ألمانيا
توصل وزراء داخلية الولايات الألمانية الستة عشر إلى اتفاق حول الشروط والإجراءات الخاصة بمنح الجنسية للأجانب المتقدمين
للحصول عليها. وأعلن وزير داخلية ولاية بافاريا، غونتر بيكشتاين، في ختام مؤتمر ضم كل من وزير الداخلية الاتحادي ووزراء داخلية الولايات واستمر يومين، ان الوزراء اتفقوا على حل وسط لمسألة التجنيس.
وأضاف بيكشتاين، الذي يتولى رئاسة مؤتمر وزراء الداخلية، ان الوزراء توصلوا إلى اتفاق على الخطوط العريضة من مسائل الخلاف الرئيسية المتمثلة في موضوع اندماج الأجانب في المجتمع الألماني.
الامتحان الألماني..لا مفر منه
ووفقا للوزير البافاري، فإنه ينبغي على الأجانب - الذين يستوفون شروط منح الجنسية - أن يخضعوا للاختبار في نهاية حضورهم لدورات دراسية في اللغة الألمانية، إنطلاقاً من مبدأ "التشجيع والاستحقاق"، في إشارة إلى حرص الوزراء على ألا يكون مثل هذا الاختبار مجرد شرط يتوجب الوفاء به وإنما أيضاً أن يشُجع المتقدم على الوفاء به.
وقال الوزير الألماني: "سيتم في نهاية المشاركة في الدورات الدراسية فحص مدى النجاح"، بيد أن تحديد طبيعة مثل هذا الاختبار سيترك لتقدير كل ولاية على حدة. ويتوجب أن تتضمن الدورات الدراسية الخاصة بالتجنيس المعارف الأساسية والضرورية حول ألمانيا، وكذا قيم ومبادئ الدستور الألماني.
وستتولى السلطة الاتحادية للهجرة واللجوء وضع الخطة العامة لمحتويات تلك الدورات الدراسية، بينما سيتحمل في العادة المتقدم للحصول على الجنسية رسوم الدورات ماعدا الحالات الاستثنائية. وفيما يتعلق بشرط أداء القسم والتوقيع على وثيقة اعتراف بالدستور الألماني، فان ذلك سيبقى شأناً خاصاً بكل ولاية على حدة.
كما يتوجب ألا يكون المتقدم للحصول على الجنسية الألمانية قد سبق الحكم عليه بعقوبة تتجاوز تسعون يوما. يذكر أن مسألة التجنيس في ألمانيا كانت قد استحوذت على جانب كبير من الجدل، لاسيما حول الإجراءات والشروط الواجب اتباعها عند منح الجنسية الألمانية والتي في مقدمها اختبار اللغة والمعارف.
مستوى درجة الإجادة..محل جدل
وكانت إحدى أهم نقاط الخلاف في هذا الصدد هي شرط إجادة المتقدم للحصول على الجنسية للغة الألمانية وتمتعه بمستوى معرفي معين عن تاريخ ألمانيا وطبيعة وأسلوب الحياة فيها. ففي الوقت الذي يكاد يتفق فيه جميع الأطراف في ألمانيا حول أهمية إجادة اللغة الألمانية باعتبارها وسيلة هامة للتكييف والاندماج في المجتمع الجديد، إلا أن الاختلاف يتمثل في طبيعة قياس مستوى درجة إجادة اللغة وهل يكون ذلك من خلال اختبارات يتوقف على النجاح فيها مدى منح الجنسية من عدمه.
ويصر المتشددون في الأمر على أن يجتاز المتقدم للجنسية بعض الاختبارات النظرية والتطبيقية في اللغة الألمانية، وكذلك الإلمام ببعض المعارف عن تاريخ ألمانيا وأسلوب الحياة فيها، بينما يرى البعض الأخر بأن يتم الاكتفاء بزيارة المتقدم لدورات لغة والمشاركة في دورات تأهيلية دون الحاجة للخضوع لامتحانات.
في هذا السياق يبرر غونتر بيكشتاين، وزير داخلية ولاية بافاريا المعروف عنها إتباعها لاجراءات متشددة حيال الأجانب لاسيما في فترة تولي بيكشتاين لوزارة الداخلية، يبرر شرط تجاوز اختبار اللغة بالقول بانه يتوجب على الأجانب ان يثبتوا بأنهم قادرين على التفاهم مع الآخرين في الحياة اليومية.
وطالب بأن يتمتع الأجانب بقدر من المعرفة عن الحياة في ألمانيا؛ وإن كان السياسي الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي قد أشار بأنه ليس بالضرورة أن يكون مستوى هذه الدورات صعباً. من جانبه، أكد نائب رئيس البرلمان الألماني، فولفغانغ تيرزا، على أهمية جعل الأجنبي المتقدم للحصول على الجنسية يشعر بالواجب تجاه وطنه الجديد، بيد أنه شدد على أهمية إتاحة الفرصة لهؤلاء للحصول على المعارف المطلوبة منهم، حسب تعبير تيرزا.
قيم الدستور الألماني ضرورة قصوى
تتمثل النقطة الخلافية الأخرى فيما إذا كان يتحتم على المتقدم للحصول على الجنسية التوقيع على وثيقة يقر فيها بالاعتراف بالدستور الألماني وأداء القسم الدستوري، كما يطالب البعض. ومع تأكيد مختلف الأطراف على أهمية أن يتعرف المواطنون الجدد على طبيعة الحياة في وطنهم الجديد ويعترفون بقيمه، إلا أن شرط أداء القسم الذي تشترطه بعض الولايات لا يبدو أنه سيجد أي نوع من الإجماع.
ويبقى الشيء الذي يكاد يتفق عليه الجميع والمتمثل في التشدد حيال الاشخاص الذين لديهم سوابق جنائية، إذ سيكون من الصعوبة بمكان حصول هؤلاء على الجنسية الألمانية.
تباين في الإجراءات على حسب الولاية
وتتمسك بعض الولايات الألمانية - وبالذات تلك التي يحكمها الحزبان المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي - بضرورة تجاوز المتقدم للحصول على الجنسية لاختبار اللغة الألمانية واختبارات معرفية أخرى كشرط لمنحه الجنسية. بينما تتساهل الولايات الأخرى في هذا الأمر وبالذات تلك التي يحكمها الحزب الديمقراطي.
ووفقا لذلك، تتباين الصعوبات التي تعترض الأجنبي في الحصول على الجنسية الألمانية من ولاية إلى أخرى، حيث أن هذا الأمر متروك أصلا لتقدير كل ولاية على حدة. يذكر أن بعض الولايات - مثل هيسن وبادن فورتمبرغ - بدأت فعلا تطبيق معايير وإجراءات مشددة خاصة بها منذ بداية هذا العام، مثل تصميم إستمارة تحتوي على أسئلة تتعلق برأي المتقدم للحصول على الجنسية حول بعض العادات والتقاليد والقيم في المجتمع الألماني كالمثلية الجنسية والصداقة بين الجنسين.
مجلس مسلمي ألمانيا ينتقد شروط هيسن وبادن فورتمبرغ
من جانبه، كان مجلس مسلمي ألمانيا قد استبق مؤتمر وزراء الداخلية ليعرب عن أمله بإلغاء شرط إختبار التجنيس، معتبراً أن ذلك سيمثل خطوة إيجابية نحو سياسة الاندماج المستقبلية المنشودة، حسب تعبير رئيس مجلس مسلمي ألمانيا علي كيزيلكايا، الذي طالب كل من ولايتي هيسن وبادن فورتمبرغ إعادة التفكير في ذلك الاختبار المثير للجدل.
وفي الوقت الذي أكد فيه كيزيلكايا على أهمية الدورات التأهيلية الخاصة بالتجنيس قائلا "في الأول والأخير يتوجب على المرء أن يتعرف على المجتمع الذي يرغب أن يصبح جزءا منه"، أفاد بأن الاختبار الذي تشترطه ولايتا هيسن وبادن فورتمبرغ لا يشجع، في رأيه، على الاندماج.
وحذر رئيس المجلس الإسلامي من استقبال المواطنين الجدد بالشك لأن ذلك سوف يمثل "بداية غير جيدة"، وبدلاً من ذلك يتوجب أن يحس هؤلاء بأنهم على الرحب والسعة هنا في ألمانيا.
©دويتشه فيله
قنطرة
حوار
"نريد من خلال الميثاق أن نفتح حوارا وبالتحديد مع المجتمع ومع المسلمين "
رحب سياسيون ألمان بارزون وممثلو الكنيسة بالميثاق الإسلامي على أنه الخطوة الأولى
في اتجاه الاندماج ومشاركة المسلمين في ألمانيا، ولكنهم دعوا أيضا إلى العمل بما ورد في الميثاق حتى لا يبقى حبراً على ورق. كيف كان ردكم على هذه الدعوة ؟
الميول السياسية للناخبين المسلمين في ألمانيا:
الانتخابات الألمانية والمهاجرون
أغلبية المهاجرين المتجنسين يميليون إلى انتخاب الأحزاب اليسارية. ما هي الأحزاب الألمانية التي تتمتع لدى الناخبين المتجنسين بمصداقية متميزة؟ وما هي القضايا التي تهم الناخب الألماني ذا الأصل العربي أو التركي؟ تحليل الباحث المختص
الكاتب يونس حسن خميري
"عين حمراء" قصة شاب يعيش في المهجر
يتناول الكاتب الشاب في روايته الأولى مشكلة الهوية وكيفية خلق هوية بعيدة عن الأنماط المعتادة. من خلال روايته أثبت الشاب التونسي الأصل المقيم في السويد أن المهاجرين قادرون على تحقيق أكثر من مجرد عزف موسيقى الراب. يعالج الخميري في كتابه الذي سيصدر قريباً باللغة الألمانية مشكلة التباينات الثقافية والبحث عن الهوية. كريستينا مولر أجرت حواراً م