نافذة إعلامية ورؤية حوارية

"Muslim TV" برنامج تلفزيوني على الانترنت يشرف عليه مسلمون ألمان، ويستضيف شخصيات مسلمة معروفة ومواطنين عاديين، ويريد أن يشكل نافذة مقابلة للمؤسسات الإعلامية الكبيرة للتعريف بواقع المسلمين. ألريكه هومل تعرفنا بهذه التجربة التلفزيونية.

"Muslim TV" برنامج تلفزيوني على الانترنت يقوم بإنتاجه مسلمون ألمان، ويستضيف شخصيات مسلمة معروفة ومواطنين عاديين، ويريد أن يشكل نافذة مقابلة للمؤسسات الإعلامية الكبيرة للتعريف بواقع المسلمين. ألريكه هومل تعرفنا بهذه التجربة التلفزيونية.

تتنوع المواضيع التي يقدمها هذا الموقع التلفزيوني ما بين الهيب هوب إلى المواضيع الاجتماعية، وصولا إلى مقالات ذات محتوى ديني

​​ ولّد النقاش حول عمليات إرهابية محتملة في ألمانيا جوا من الخوف، وبات يساور الكثيرين مشاعر ريبة بالمسلمين بشكل عام، ويتحدث رئيس المجلس المركزي للمسلمين أيمن مزيك عن ورود أعداد متزايدة من الرسائل الإلكترونية المعادية للمسلمين في الفترة الأخيرة. وفي ظل هذه الأجواء يعاني المسلمون في ألمانيا بشكل خاص، فهم يخشون من ناحية أن يتعرضوا إلى اعتداءات، ويشعرون من ناحية أخرى بالقلق من جراء تعرضهم، بسب انتمائهم الديني، إلى الشك بهم بشكل عام.

وعندما يجري الحديث والنقاش في وسائل الإعلام عن الإسلام غالبا ما يتم الخلط بين المواضيع الاجتماعية والسياسية والدينية، مما يعكس صورة مهزوزة عن المسلمين، لهذا يسعون من خلال منبر الإعلام إلى المساهمة في توضيح الأمور وبحيث يتم التمييز بين شتى الميادين.

نافذة للتعريف بواقع المسلمين

ومن أجل تحقيق هذا الهدف أنشأت مجموعة من الصحفيين المسلمين موقع Muslim TV التلفزيوني على الشبكة. ويتحدث من خلال هذا الموقع شخصيات مسلمة معروفة مثل مقدمة البرامج الموسيقية الشبابية كريستيانة باكر، والواعظ الديني عمر خالد، إلى جانب مواطنين مسلمين عاديين. وتتنوع مواضيع موقع صفحة الإنترنيت من ورشات الهيب هوب إلى المواضيع الاجتماعية، وصولا إلى مقالات ذات محتوى ديني. ويسعى الموقع إلى تغطية النقص الإعلامي عن حياة المسلمين وإبراز التنوع الكبير في حياتهم، وفتح المجال للحديث عن شتى المشاكل دون زج بعضها في زاوية المحرمات. ومن هذا المنطلق ينظر إليها مستخدمو الموقع.

الصورة د.ب.ا

​​ أحد المستخدمين واسمه نوري سيناي يقول: "الأمر يتعلق بالتعريف بالمسلمين على أنهم بشر عاديون ليسوا متوحشين ولا إرهابيين، أو مجرمين، بل إظهارهم في صورتهم الحقيقية كمواطنين يساهمون ويشاركون منذ زمن طويل في بناء المجتمع، لكن دون أن يلاحظهم أحد. لهذا من المهم جلب هؤلاء الناس أمام عدسة الكاميرا من أجل التعبير عن أنفسهم ولفت الأنظار إلى وجودهم."نوري سيناي 35 سنة، معلم ويدّرس الإنكليزية والتركية في مدرسة إعدادية بمدينة كولونيا، معظم تلاميذها من الأجانب، ويلمس يوميا الصعوبات التي يواجهها الشبان المسلمون. وكانت السياسة بعد 11 سبتمبر هي التي حدت بنوري للقيام بنشاط إعلامي، فأسس أولا عام 2006 ISLAMPODCAST:DE الذي يمكن تنزيل مقاطع سماعية منه. ومن خلال مشروعه الجديد، أصبحت لديه إمكانية التعريف بمسلمين يعيشون في ألمانيا وهو الآن في تطوير شبكة مراسلين:"الموضوع ليس برنامجا إفراديا إنما برنامج جماعي ما يزال في مراحله الأولية، فأنا أردت التعاون مع صحفيي فيديو في المدن الكبرى، في برلين وفرانكفورت وكولونيا وميونيخ وغيرها، وحيث يقوم هؤلاء المراسلون بالبحث عن أشخاص مسلمين مثيرين للانتباه في شتى المناسبات والتعريف بهم أمام الكاميرا الحية.

منح النساء صوتا

ويهتم نوري سيناي بشكل كبير في منح النساء صوتا، سواء كن محجبات أم لا، وقد ذاع صيت هذا المشروع في أوساط الرأي العام من خلال فوز موقع "مسلم تي في" في نهاية أيلول/سبتمبر بجائزة المؤتمر الأول للمبادرة المسماة "تسانريدير"، وهي شبكة فتية لشخصيات مسلمة، وكانت الجائزة عبارة عن 2000 يورو، قام نوري باستثمارها في برنامجه التلفزيوني على الإنترنيت، ووظف مراسلين محليين. وعلى الرغم من أن الصفحة التلفزيونية ما تزال متواضعة تقنيا، يزداد عدد المستخدمين لها.

الشاب محمد خالد أحد هواة البرنامج يقول: "إنه برنامج واقعي، فالمعنيون بالأمر هم أفضل من يمكنه التعريف بأنفسهم، في البرامج التي رأيتها تحدث مسلمون عن أنفسهم، وعن دورهم في المجتمع وعن خبراتهم وتجاربهم مع المجتمع وعن ممارسة طقوس دينهم، من ذلك مثلا الحجاب، وأجد هذا أمرا هاما للغاية".

الصورة د.ب.ا
يوم المسجد المفتوح في مدينة إسن لتعريف الرأي العام الألماني بالمساجد

​​ "الحديث عن المسلمين لا معهم"

أما محمد، أحد متابعي البرنامج، فيقول إنه في البرامج التلفزيونية التي تقدمها البرامج الكبيرة "يجرى الحديث عن المسلمين لا معهم" ويعمل محمد ممرضا للعجزة، ومما لاشك فيه أنه ليس الوحيد الذي يوجه مثل هذا النقد، فكثير من المسلمين يشعرون بأنه يجري الحديث عنهم بشكل سلبي إلى حد بعيد، وأنه يتم الخلط بين المواضيع السياسية والدينية والاجتماعية. فعلى سبيل المثال تستقطب التقارير التي تتحدث عن الإرهاب وجرائم الشرف والزواج القسري اهتماما كبيرا من قبل الرأي العام، بينما لا يهتم أحد تقريبا بالمسلمين المندمجين في المجتمع بشكل جيد، هذا على جميع الأحوال الرأي السائد لدى الكثيرين. لهذا يرجو مؤسس برنامج Muslim TV نوري سيناي، أن يتمكن من خلال مشروعه التأثير بشكل فعال في مجتمع الإعلام العصري، وبحيث يتم التمييز في القضايا التي ترد في الإعلام عن الإسلام.

وتتعرف أعداد متزايدة من الألمان على المسلمين من خلال برنامج "مسلم تي في" مثل المصممة أيتنر مارسيل، من مدينة كولونيا، التي تعرفت على البرنامج بمحض الصدفة:" الذي أثار اهتمامي قبل كل شيء هو الهدف الذي يصبو إليه، ومما أثار إعجابي هو أن المواضيع التي يطرحها مستقاة من واقع الحياة". مما لاشك فيه أن النوعية التقنية لموقع Muslim TV التلفزيوني ما تزال بحاجة إلى كثير من الجهد والعمل كي يتمكن البرنامج مستقبلا من جذب عدد كبير من الزوار، ويخطط مؤسس البرنامج نوري سيناي لتوسيع نطاق المواضيع التي يعالجها، لتشمل التطرف وجرائم الشرف والشذوذ الجنسي، والاستعانة في توضيح هذه الأمور بآراء فقهاء في الدين، وشخصيات ذات علم ومعرفة قادرة على الاستشهاد بمصادر إسلامية وعلى شرح الأمور بأسلوب يراعي مشاعر المسلمين.

ألريكه هومل
ترجمة: منى صالح
مراجعة: حسن زنيند
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

قنطرة

حوار مع الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك:
نريد ثقافة الاعتراف وليس ثقافة الترحيب فقط"
انتخب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا السيد أيمن مزيك رئيسا له، خلفا لأيوب أكسل كولر. عبدالحي العلمي في حوار مع السيد مزيك حول المحاور التي سيركز عليها في منصبه الجديد ورؤيته لعمل المنظمات الإسلامية في ألمانيا.

اندماج المسلمين في ألمانيا
مؤتمر الإسلام في ألمانيا يبقى بدون بديل
النقاشات العلنية والصراعات خلف الكواليس حول قائمة المشاركين في الجولة الثانية لمؤتمر الإسلام الألماني لا يجوز أن تغطي على النجاحات التي حققها هذا المؤتمر فيما يتعلق بصيرورة وآليات دعم وتنظيم اندماج الإسلام في المجتمع الألماني وفي مؤسسات الدولة، كما يرى لؤي المدهون في تعليقه التالي.

"Muslim رابط موقع "Muslim TV"