"غطرسة ألمانية تجاه قطر"؟
وجّه وزير الخارجية الألماني الأسبق زيغمار غابرييل انتقادات شديدة لبرلين بسبب ما وصفه بـ"الغطرسة" الألمانية في التعامل مع قطر، الدولة المضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وقال السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في تصريحات لمجلة "شتيرن" الألمانية إنه منزعج "منذ فترة طويلة من الغطرسة"، مدافعًا عن انتقاداته الحادة لهذا الأمر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مطلع هذا الأسبوع.
وكان غابرييل كتب على تويتر: "الغطرسة الألمانية تجاه قطر تثير (الاشمئزاز)"، وأضاف: "كم نحن نسّاؤون (كثيرو النسيان)؟"، مشيرًا إلى أن "المثلية الجنسية كانت حتى عام 1994 جريمة في ألمانيا"، وأضاف: "والدتي كانت لاتزال بحاجة إلى إذن الزوج لتعمل"، وتابع: "عاملنا العمال الضيوف بشكل سيء وقمنا بإيوائهم بشكل بائس".
وذكر غابرييل أن ألمانيا استغرقت عقودًا لتصبح دولة ليبرالية، وقال: "التقدم لا يأتي بين عشية وضحاها، بل خطوة خطوة"، مضيفًا أنه بدلًا من الثناء على قطر للإصلاحات، يقوم الألمان بـ"إهانة" البلد كل يوم.
وقال غابرييل لمجلة "شتيرن" إنه ليس غافلًا مطلقًا عن المشكلات الموجودة في قطر، دون أن يسمي هذه المشكلات، وأضاف: "لكنني أرى أيضًا ما يُنجز هناك في السنوات الأخيرة من أجل الأفضل. هذا الأمر مُغفَل تمامًا في ألمانيا".
Die deutsche Arroganz gegenüber Qatar ist „zum Ko…“! Wie vergesslich sind wir eigentlich? Homosexualität war bis 1994 in D strafbar. Meine Mutter brauchte noch die Erlaubnis des Ehemanns, um zu arbeiten. „Gastarbeiter“ haben wir beschissen behandelt und miserabel untergebracht.
— Sigmar Gabriel (@sigmargabriel) October 29, 2022
وقبل ما يقرب من ثلاثة أسابيع من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، توجهت وزيرة الداخلية الألمانية المختصة أيضا بالشؤون الرياضية، نانسي فيزر، اليوم الاثنين إلى البلد المضيف قطر برفقة وفد من الاتحاد الألماني لكرة القدم بقيادة رئيس الاتحاد بيرند نويندورف.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد أعلنت أن محور الرحلة سيكون "قضايا حقوق الإنسان التي تتم مناقشتها حول البطولة، مثل حماية الأشخاص المثليين من التمييز والاضطهاد والمسؤولية تجاه العمال المهاجرين الذين بنوا ملاعب البطولة".
نفاق غربي في التعامل مع قطر؟
وكان الباحث الألماني سيباستيان زونس قد أشار في كتابه "حقوق الإنسان ليست للبيع" الى التناقض في السياسات الغربية عامة والألمانية خاصة تجاه قطر."
وكتب سونز "من ناحية، تتعرَّض انتهاكات حقوق الإنسان وحقوق العمال في قطر لانتقادات شديدة من قِبَل السياسيين ووسائل الإعلام والمجتمع المدني الألماني ولكن من ناحية أخرى فقد أبرمت الشركات الألمانية عقودًا مربحة مع دولة قطر لبناء بنية تحتية خاص بكاس العالم. ومن على سبيل المثال تم الإعلان في شهر تشرين الأوَّل/أكتوبر 2022 عن أمور من بينها أنَّ صندوق الاستثمار القطري أصبح أهم مساهم في عملاق الطاقة الألماني شركة آر دبليو إي."
وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ 'قطر تمتلك أسهمًا في شركة فولكس فاغن وكذلك شركة دويتشه بنك، في حين أنَّ الخطوط الجوية القطرية هي الراعي المثير للجدل لنادي بايرن ميونِخ".
وألغت مفوضة الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان، لويزه أمتسبيرغ، مشاركتها في الزيارة مع فيزر أمس الأحد قبل وقت قصير من بدء الرحلة.
وقد سبق الزيارة احتجاج رسمي من الحكومة القطرية على تصريحات فيزر الانتقادية بشأن منح قطر استضافة بطولة كأس العالم، وهو ما أثار شكوكًا أيضًا حول قيام الوزيرة بالزيارة كما هو مخطط. ومن المقرر أن تبدأ البطولة يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر حتى 18 كانون الأول/ديسمبر. (د ب أ)
طالع أيضا:
رئيس بايرن ميونخ يرفض مقاطعة كأس العالم 2022 في قطر
لماذا اهتمت السعودية بالاستحواذ على نيوكاسل يونايتد؟
ألمانيا تحتاج إلى استراتيجية في تعاملها مع دول مثل قطر والسعودية والإمارات