" أعتقد أن مهمة معهد غوته تكمن في التعريف بالتاريخ الألماني"
حوار مع الناشر ومدير جمعية "أمم للتوثيق والأبحاث" لقمان سليم عن الرسوم الكاريكاتورية للنبي والتفاهم بين مختلف الثقافات.
أثارت الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد موجة من الاستنكارات الغاضبة والمستاءة. أَلاَ تؤكد هذه الاحتجاجات ما ذهب إليه هوتنغتون في كتابه "صراع الثقافات"؟
لقمان سليم: إن موجة العنف التي أثارتها هذه الرسوم ينبغي أن تمنعنا من التقليل من المشكلة القائمة، والاسنكار للمظاهرات الغاصبة لا يكفي وحده لحل المشكل ولا لمعرفة الاسباب الكامنة وراءه، وأنْ تُنَظَّمَ هذه المظاهرات تحت شعار واحد فهذا يؤكد انتصار العولمة. هذه الجوانب المشتركة تفتح آفاقا قاتمة فيما يتعلق بالثقافة السياسة في هذه المنطقة أضف إلى ذلك أن الالتباس الحاصل بين نشر الرسوم الكاريكاتورية وردود الفعل الغاضبة يُبيِّنُ لنا ذلك الاحساس المرهف تجاه رموز الهوية الخاصة بالعالم العربي. إن السياسة والثقافة السائدة عند الشعب العربي بعيدتان كل البعد عن القيم التي يتميز بها الغرب كحرية الرأي والمسؤولية الفردية. إنه من الطبيعي أن يشعر بعض المسلمين بالمساس بمشاعرهم الدينية من خلال الاساءة إلى نبيهم محمد . لكن من غير المفهوم ألا ترتفع أصوات ضمن هؤلاء تُدافع عن "حرية التعبير".
هل هذه الاحتجاجات الغاضبة مردها إلى المشاعر الدينية ، والمساس بهذه المشاعر أم أن مردها إلى موقف معاد للغرب؟
سليم: صحيح أن الاسلام يجسد، منذ بضعة عقود، هوية العالم العربي إلا أن المشاعر الدينية أو المواقف المعادية للغرب لا تساعدنا على فهم هذه الردود الغاضبة التي تدل على الأزمة العميقة للعالم العربي بسبب إخفاقه الذريع في تبني القيم الحديثة.
إلى جانب هذه الاحتجات العارمة يجري من جهة أخرى حوار بين الثقافات على غرار الحوار الذي يدعمه معهد غوته وشركائه.
سليم: لا أعرف إن كان من الممكن أن نقارن بين هذه الاحتجاجات والحوار بين الثقافات. أعتقد، حتى لو كان هذا مخيبا لآمال مدعمي الحوار، أن موجة الاحتجاجات الغاضبة إنْ كانت تشير إلى شيء فإنها تشير إلى حدود الحوار الثقافي؛ لأن مُدعّمي الحوار يواجهون سؤالاً حاسماٍ، أي هل من الممكن أن نجري حوارا في الوقت الذي يسمح فيه أحد المحاورين لنفسه فقط بتحديد موضوعات الحوار أو استبعادها.
بالإضافة إلى عملكم كناشر، أسستم قبل سنتين جمعية "أمم للتوثيق والأبحاث" بجنوب بيروت حيث يسود الشيعة. ما الدور الذي تقوم به هذه المنطقة، وما الدور الذي تقوم به، ايضاً، المواضيع المطروحة فيما يتعلق ببرنامج الحوار؟
سليم: هذه المنطقة حيث يوجد مقر جمعيتنا هي بالفعل منطقة يسود فيها الشيعة. وخصوصية هذه المنطقة تكمن في أنها منطقة معزولة عن المدينة بسبب سيادة حزب الله عليها. وعليه، فإن هذه المنطقة تشكل بالنسبة لي "فضاءاً خاصاً" بغض النظر عن الانتماء الديني لسكانها. إن حضورنا يطرح، بالتالي، موضوع التعددية، والقبول بالتعددية هو المنطلق الأساسي لكل حوار. وأفضِّلُ، في هذه النقطة بالذات، أنْ أصف الأنشطة التي نزاولها بمشروع يهدف إلى كسر التابوهات أكثر مما يسعى إلى دعم الحوار.
ما الذي يمكن أن يقدمه معهد غوته، في نظركم، من أجل تفاهم أفضل بين مختلف الثقافات؟
سليم: أريد أن أتحدث، هنا، عن الدور الذي يمكن أن يقوم به معهد غوته في لبنان والعالم العربي. أعتقد أن مهمة معهد غوته، باعتباره مؤسسة ألمانية، تكمن في التعريف بالتاريخ الألماني، لا سيما تلك المرحلة العصيبة التي مر بها في الوقت الذي يتم فيه الحديث في الشرق الأوسط عن الماضي النازي. لقد آن الأوان لِتناول هذا الموضوع سواء على المستوى السياسي أو ما يتعلق بمعاداة السامية ([على ضوء] التركيبة اللاديموقراطية لعدد كبير من الاحزاب والمؤسسات السياسية ومنها، بطبيعة الحال، غالبية الاحزاب الإسلامية). إن المهمة الكبرى هي تشجيع التفاهم بين مختلف الثقافات. لكن، هل تعطي كل الثقافات الأولوية لهذا الأمر؟ أشك في ذلك. والجواب عن هذا السؤال سيكون، ربما، منطلقاً جيداً في هذا المجال.
أجرى الحوار رولف شتيله من معهد غوته في بيروت.
Copyright: Goethe-Institut, Online-Redaktion
قنطرة
ردود الفعل الكاريكاتوريّة على الرّسوم الكاريكاتوريّة
من يسيء حقّا إلى الإسلام الذي يعتنقه منذ خمسة عشر قرنا آلاف الملايين من البشر: الرّسّام الدانماركي الذي رسم الكاريكاتور، أم ردود الفعل التي تطالب بإعادة بوليس الفكر ومحاكم التّفتيش؟ تتساءل رجاء بن سلامة في تعليقها التالي.
سلب الحرية باسم النبي
ألحقت رسومات النبي محمد الكاريكاتورية التي نشرت أولا في الدانمرك ثم أعادت نشرها بعض الصحف اليمنية ضررًا بالغًا بحرية الصحافة في العالم العربي؛ حيث تم في اليمن إغلاق ثلاث صحف، كما سجن محرِّر صحيفة دعا للتصالح والتفاهم مع الغرب. تعليق من كلاوس هايماخ وسوزانه شبورَّر
حوار مع الشركاء المحليين
رولف شتيله، مدير معهد غوته في بيروت. احتفل معهد غوته في بيروت بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيسه. في اللقاء التالي يتحدث رولف شتيله عن الخطة الثقافية للمعهد والتغييرات التي طرأت على البرنامج خلال السنوات الماضية.
www