رئيسة المفوضية الأوروبية تؤيّد فرض عقوبات على "المستوطنين المتطرفين"

الخليل:  عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية
تزايدت وتيرة عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي. الصورة من مدينة الخليل. الصورة: Mamoun Wazwaz/APA Images/ZUMAPRESS/picture alliance

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنها "تؤيد" فرض عقوبات على "المتطرفين" من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، مندّدة أمام البرلمان الأوروبي بـ"تصاعد" أعمال العنف التي يمارسونها والتي اعتبرت أنها تهدد استقرار المنطقة.

وقالت فون دير لاين في ستراسبورغ: "يتسبب تصاعد أعمال العنف الذي يمارسه المتطرفون من المستوطنين بمعاناة هائلة للفلسطينيين. إن ذلك يعرّض احتمالات سلام دائم للخطر ويمكن أن يفاقم عدم الاستقرار الإقليمي. لهذا السبب أنا أؤيد فرض عقوبات على الأشخاص الضالعين في الهجمات في الضفة الغربية".

وتأتي تصريحات فون دير لايين بعدما قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين إنه سيقدّم اقتراحا لفرض عقوبات على متطرفين من مستوطني الضفة الغربية.

وتتطلّب هذه الإجراءات إجماعا من الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، لكن هناك انقسامات داخل الكتلة. ويأتي تحرّك الاتحاد الأوروبي عقب إعلان الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها سترفض منح تأشيرات لمستوطنين يقفون خلف موجة من العنف في الضفة الغربية.

من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، في الجلسة العامة لمجلس الفيدرالية الروسي، بأن بلاده لن توافق على تسوية في الشرق الأوسط تضر بأمن إسرائيل ولا تشمل إنشاء دولة فلسطينية، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.

وأشار لافروف في حديثه إلى أن الدول الغربية وإسرائيل، لا تنوي إقامة "دولة فلسطين"، المنصوص عليها في قرار الأمم المتحدة، مضيفا أن "هناك قرارات عمرها 75 عاما، كان من المقرر بموجبها إنشاء دولة فلسطين، الدولة العربية، التي لم يعلنها أحد إلى جانب دولة إسرائيل، واستنادا إلى الموقف الذي يتخذه الغرب الآن، ليس لديهم نية لإنشاء دولة فلسطينية".

وصرح لافروف للصحافيين أن "الطريقة الوحيدة الممكنة لحل هذه المشكلة إلى الأبد وتسويتها بشكل عادل هي تنظيم مؤتمر دولي بمشاركة إلزامية من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي". وأضاف أنه يجب أن تلعب الأمم المتحدة "الدور الرئيسي" فيه.

كما جدد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم الأربعاء دعوته إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في غزة وحث على إنهاء معاناة الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال الزعيم الروحي لأكثر من 1.35 مليار كاثوليكي في العالم اليوم الأربعاء "أجدد ندائي من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية". وتابع "فلتنتهي هذه المعاناة الكبيرة للإسرائيليين والفلسطينيين"، وحث على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة. 

من جهته، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية اليوم الاربعاء إن الحكومة الألمانية ستتخذ سلسلة من الإجراءات الإضافية لدعم سكان غزة المدنيين داخل القطاع وخارجه مضيفا أن عدة وزارات ستعمل معا على ذلك. وقال المتحدث في مؤتمر صحفي دوري "يشمل هذا عدة رحلات إغاثة جوية ستنفذ قبل عيد الميلاد" مضيفا أنه من المقرر مغادرة طائرة تشغلها القوات الجوية الألمانية إلى مصر يوم السبت المقبل.

والهدف هو توفير حاضانات وأجهزة تنفس للمستشفيات التي تعالج الأطفال الرضع في غزة. وفي الاسبوع المقبل، ستحمل المزيد من طائرات الإغاثة الخيام والمساعدات الأخرى للناس الذين فقدوا منازلهم في غزة.

وكان مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة اليوم الأربعاء إن قطاع غزة يواجه "كارثة صحية عامة" بعد انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض جراء التكدس السكاني. وقالت لين هاستينغز منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "نعلم جميعا أن نظام الرعاية الصحية ينهار أو انهار". ودقت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة ناقوس الخطر فيما يتعلق بانتشار الأمراض المعدية في غزة، حيث تسبب النزوح الداخلي لنحو 85 بالمئة من السكان في اكتظاظ الملاجئ وغيرها من مرافق المعيشة المؤقتة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع كبير في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال وحشرات الرأس والأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض سريعة الانتشار.

يشار إلى أن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي قد حذر من المزيد من النزوح في منطقة الشرق الأوسط الأوسع بسبب الصراع في غزة، فيما اجتمع مسؤولو الأمم المتحدة وساسة ومجموعات إغاثة في جنيف اليوم الأربعاء للبحث عن حلول لأزمة نزوح عالمية.

وأدى القصف الإسرائيلي على غزة إلى نزوح 85 بالمئة من سكان القطاع داخليا. وقال جراندي خلال المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، والذي يعقد كل أربع سنوات "هناك كارثة إنسانية كبرى تتكشف في قطاع غزة، وحتى الآن فشل مجلس الأمن في وقف العنف". وأضاف "نتوقع سقوط مزيد من القتلى من المدنيين وزيادة المعاناة وكذلك المزيد من النزوح الذي يهدد المنطقة". كما حث جراندي المجتمع الدولي على عدم نسيان أزمات أخرى تسبب النزوح. (أ ف ب، د ب أ رويترز)

 

المزيد من مقالات قنطرة التحليلية: 

قطيعة بين الغرب والعالم الإسلامي بسبب حرب غزة؟

اختلال توازن الخطاب الألماني حول حرب غزة

ما بعد الجحيم - خمسة سيناريوهات لمستقبل غزة 

تحليل: هجوم إسرائيل على جنوب غزة يضع المدنيين في مرمى النيران