أول مشروع للرعاية الروحية الإسلامية عبر الهاتف

بدأ في مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الحالي في برلين، وبمشاركة عدد كبير من أئمة المساجد، تنفيذ أول برنامج للرعاية الروحية الإسلامية عبر الهاتف بهدف تقديم المشورة ويد العون لمسلمي ألمانيا ومساعدتهم في مواجهة مشاكلهم اليومية. ماري فيلدرمان تعرفنا بهذا المشروع.

في الثاني من سبتمبر/ أيلول الحالي، الذي وافق الثاني عشر من شهر رمضان وفي مقر برلمان ولاية برلين، المسمى بالمبنى الأحمر، والكائن بوسط برلين، حيث لا يدور الأمر عادة إلا حول الشؤون الدنيوية والسياسية، أقيم حفل إسلامي اختتم بتقديم طعام الإفطار من صيام ذلك اليوم، الأمر الذي يعد حدثا غير عادي، حتى في مدينة برلين التي تتميز بأنها مدينة متعددة الثقافات. وتمثلت مناسبة هذا الحفل في الاحتفال بتأسيس أول برنامج للرعاية الروحية الإسلامية عبر الهادف.

الدولة في ألمانيا مسئولة عن حرية العقيدة

وشارك في الاحتفال بهذه المناسبة ممثلون عن الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية، والجمعيات الخيرية المسيحية، والمنظمات الإسلامية. كما شارك في هذا الاحتفال وزيرة الشؤون الاجتماعية في ولاية برلين هايدي كناكه- فيرنر ووزير الداخلية في الولاية إيرهارت كورتينغ، الذي أوضح في كلمته في الاحتفال، أن اختيار مجلس المدينة لإقامة هذا الاحتفال هو تعبير عن مسؤولية الدولة الألمانية العلمانية إزاء حرية العقيدة. ومن جانبها قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في الولاية في كلمتها في هذا الاحتفال إن "من المهم في المشاكل الشخصية أن يجد صاحب المشكلة شريك حوار جدير بثقته، ويراعي المنظورات الدينية أيضا".
التبرعات عماد ميزانية هذا البرنامج الرائد

ويقول المسئولون في منظمة الإغاثة الإسلامية (إسلاميك ريليف) إن ميزانية برنامج الرعاية الروحية الإسلامية، التي تبلغ مائة وأربعين ألف يورو تتشكل بالكامل من التبرعات. وتم تأهيل أول فريق سيعمل في هذا البرنامج والمكون من اثنين وعشرين شخصا من الجنسين يعملون بشكل تطوعي. وتم هذا التأهيل في مؤسسة الرعاية الروحية المسيحية عبر الهاتف. ويقول مدير هذه المؤسسة، أوفي مولر، إن عملية التأهيل لم تكن خالية من المشاكل، وسرد بعض الشكوك التي، أبداها في بداية عملية التأهيل اثنان من الأئمة اشتركا في التأهيل.

وللتأهل للعمل في مجال الرعاية الروحية عبر الهاتف توجب على فريق الرعاية الروحية الإسلامية قبول المعايير الألمانية للتأهيل، بيد أنه فيما يتعلق بصورة الإنسان في الأديان، تم تعديل معايير التأهيل، فلم تكن صورة الإنسان في المسيحية هي أساس التأهيل للخدمة في الرعاية الروحية الإسلامية، وإنما صورة الإنسان في الإسلام.

تعاون جيد بين المتطوعين وأئمة المساجد

وامتدحت كل من مؤسسة دياكوني وكاريتاس الخيريتين عمل المتطوعين المسلمين، والتعاون الجيد مع أئمة المساجد، الذين قد يستفيدون من التأهيل؛ إذ إن تنوع أساليبه وسائله، وفرص التدريب الجيد، وإمكانيات التواصل ستفيدانهم في عملهم اليومي في الرعاية الروحية. كما أن الاتصالات الهاتفية التي تمت في أشهر التأهيل الأربعة، والتي بلغت ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين اتصالا، تسمح بالتعرف على الاتجاهات والمشاكل التي قد يتناولها الأئمة المسلمون في خطب الجمعة بشكل أفضل.

الأولوية لمشاكل العلاقات الشخصية

إن معظم من يطلبون المساعدة لديهم مشاكل حياتية تتعلق بالزواج وبالحياة داخل الأسرة وبالأطفال. كما توجب على المشاركين في التأهيل الاهتمام بأشد المشاكل صعوبة كالزواج القسري وحوادث الاغتصاب. ولكن لماذا يجب توفير مثل هذا البرنامج للمسلمين أيضا؟ على ذلك يجيب مدير برنامج الرعاية الروحية الإسلامية عمران الصغير عبر الهاتف بالقول: "إذا ما اتصل مسلمون هاتفيا، فإن ذلك يدور غالبا حول أمور تتعلق بالدين الإسلامي، مضيفا أن هذا يسري أيضا على المسلمين الذين لا يلتزمون بممارسة شعائر دينهم". يذكر أنه يمكن الاتصال بالرعاية الروحية الإسلامية عبر هاتف رقم 030/443509821

ماري فيلدرمان
ترجمة: محمد الحشاش
حقوق الطبع: دويتشه فيله 2009

قنطرة

نحو اندماج أئمة المساجد في ألمانيا:
برامج تدريبية لتعريف الأئمة بالحياة السياسية الألمانية
في ضوء حقيقة أن معظم أئمة المساجد في ألمانيا هم من الوافدين من تركيا أطلقت ولاية ألمانية برامج تدريبية وتأهيلية لهؤلاء الأئمة لتعريفهم بالنظام الاجتماعي والسياسي في ألمانيا وكذلك العمل على تحسين لغتهم الألمانية من أجل أن تكون المساجد منابر للاندماج الإيجابي. ميشائيل هولينباخ يعرفنا بهذه التجربة.

الجمعيات الإسلامية في ألمانيا:
المطالبة بمزيد من الديمقراطية والشفافية
يطالب أيمن أ. مزيك، رئيس تحرير موقع islam.de والمتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، بإعادة تشكيل بنية التنظيمات الإسلامية في ألمانيا حتى تتمكن من التعامل مع الحكومة والمجتمع الألمانيين

قراءة في كتاب "من نحن؟ ألمانيا والمسلمون فيها":
جدلية الهوية...مفهوم الاندماج
يحلّل الكاتب الألماني من أصل إيراني نافيد كرماني في كتابه الجديد "من نحن؟ ألمانيا والمسلمون فيها" رؤيته ومفهومه للهوية الألمانية، مفندا في الوقت ذاته الفكرة الشائعة بأن الانتماء لألمانيا يتطلب الانسلاخ عن ثقافة الموطن. بيآته هينرشس تقدم لنا هذا الكتاب.

الموقع الالكتروني لمشروع الرعاية الروحية الإسلامية عبر الهاتف