"الحوار الخلاق يقوم على أولية المساواة بين البشر"

يعتبر الشاعر والمفكر العربي أدونيس الرؤية الدينيّة الوحدانية للإنسان والعالم والفهم التقنيّ الخالص للمعرفة، وفشل العرب في التأسيس لمجتمع مدنيّ تكون السلطة جزءاً منه، علاوة على الصراع القديم والمتواصل في الشرق الأوسط، من أهم عوائق تفعيل حوار بناء بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

​​هناك عوائق أربعة تحول دون قيام حوار إنسانيّ، صادق وخلاّق، بين ضفاف المتوسط الشرقيّة والغربية، أو تحديداً، بين العرب والغرب. تتمثّل هذه العوائق في الرؤية الدينيّة للإنسان والعالم، وفي النظرة إلى المعرفة، وإلى العلم في جانبه التقنيّ بخاصّة، وفي معنى الدولة والممارسة السياسية، وفي الصراع القديم ـ المتواصل بين المقدّس اليهودي والمقدّس الإسلاميّ والذي يأخذ الآن شكل الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين.

ولئن كنّا نريد فعلاً أن نقيم هذا النوع من الحوار الخلاّق الذي لا يقوم على مجرد التسامح، وإنّما يقوم على المساواة بين البشر، فإنّ ذلك يقتضي أن نزيل هذه العوائق أولاً أو على الأقلّ أن نعمل على إزالتها، فيما نتلاقى ونتحاور. ويتعذر في هذا المقام الدخول تفصيليّاً في تحليل كلّ عائق من هذه العوائق، للكشف عن أصوله، وتمهيداً لتخطّيه. لذلك أقتصر على بعض الإشارات والتساؤلات الخاصّة بكلٍّ منها.

الرؤية الوحدانية تحول الدين إلى وسيلة سلطوية

أوّلاً، في ما يتعلّق بالرؤية الدينية إلى الإنسان والعالم، وهي هنا الرؤية الوحدانية، فإننا نعرف جميعاً أنّ كلّ وحدانيّة، سواء كانت يهودية أو مسيحية أو إسلاميّة ترى إلى الله، بوصفه رسالة خاصّةً بها، وحدها، دون غيرها. وهي في ممارستها له تحوّله إلى إيديولوجية، جاعلةً من تأويله الطريقة الوحيدة لفهم الله، نابذةً الطرقَ الأخرى. وفي هذا يتحوّل الكلام الإلهيّ، عندها، إلى وسيلة للسلطة. فالتأويل سلطة ثقافيّة تتحوّل إلى أداةٍ لإقامة السلطة السياسية ـ الاجتماعيّة.

هكذا لا بدّ، قبل القبول بأيّ حوار بين الأديان الوحدانية، أن نطرح أسئلةً أساسيّةً عليها:هل الوحْيُ الخاصّ بكلّ وحدانيّة، كلامُ الله كلّه، من الآن وإلى نهاية العالم، أم هو جزء من كلامه القابل أن يتواصل إلى ما لانهاية؟ هل يمكن حصر الكلام الإلهيّ في وحيه، وحده، بحيث يمكن القول إنّ الله لن يتكلم أو لن يوحي بعد وحيه اليهودي، أو المسيحيّ أو الإسلاميّ، وأنّ ما قاله لكلّ منها هو خاتمة كلامه، وإذاً خاتمة الحقائق؟

هل يمكن أن يأتي الله بوحيٍ يكون أفضل مما أوحاه إلى الأديان الوحدانية، أم لا؟ إن كان الجواب نعم، فإننا نجرد الكتب الوحدانية من مطلقيتها، وإن كان الجواب لا، فإننا نقيّد حرية الله، ونقول: الله نفسه لم يعد لديه ما يقوله.

هكذا يبدو أنّ ما يسمّى بالحوار بين الأديان الوحدانية إنما هو حوار يقوم على مفارقة جذرية هي أنّ هذه الأديان تتنافى في نظرتها إلى الله. وكيف يكون هناك حوارٌ بين أطرافٍ كلّ منها ينفي الآخر، من حيث أنه يقول إنه هو، وحده، الذي يمتلك الحقيقة النهائية الأخيرة والشاملة؟

هناك إذن، هيمنةٌ لاهوتيةٌ على الفكر والحياة معاً. فليست الوحدانية مجرّد معرفة ـ دينية تسيطر على العقل أو الفكر وإنما هي إلى ذلك طريقةٌ في السيطرة على جسم الإنسان نفسه، وعلى أن تمتلك ثمّة إذاً سجنٌ لاهوتيّ يتحرّك فيه الفكر المتوسّطيّ. مثلاً يُحَدّد الأصوليّون اليهودُ الأرضَ الفلسطينيّة المُحتلَّة بأنها "الأرض التوراتيّة المحرَّرَة
(Territoires bibliques libérés) ويردّ عليهم المسلمون بما يناقض هذا التحديد.

​​ولئن كان الله نفسه سجينَ وحيٍ كتبه الإنسان، فبالأحرى أن يكون الإنسان نفسه بكينونته كلّها، فكراً وعملاً، عقلاً وقلباً، سجين هذا الوحي المكتوب. وما يعقّد المسألة، اليوم، يكمن في الانشقاق المتزايد بين ما تريد الأرض الإنسانيّة أن تكتبه من جهة، وما كتبه الله من جهة ثانية، أو بين الواقعيّ والمتعالي.

هكذا يبدو أنّ الخلاص من هذا السجن شرطٌ لا بدّ منه لكي ينشأ الحوار الإنسانيّ العقلانيّ المتكافئ. خصوصاً أننا نرى، عمليّاً وتاريخيّاً، أنّ كلّ شيء في التأويل السائد للهيمنة الوحدانية اللاهوتيّة، وفي الممارسة القائمة على هذا التأويل، ليس إلاّ نقضاً للعقل في حيرته وشكّه، في تناقضاته وتساؤلاته، في فرضيّاته ومغامراته وفتوحاته. نقضٌ للطبيعة البشرية ذاتها، للجسد والجنس، للذكورة والأنوثة ومحيطاتهما ـ محيطات اللذة والرغبة والشهوة. محيطات الحياة بوصفها عيداً وعُرساً. وبوصفها القيمة الإنسانيّة العليا.

وقد شهدت ضفاف المتوسّط فترات تاريخيّة أدّى فيها هذا التأويل وهذه الممارسة إلى أن تتحوّل الوحدانيّات إلى تجارب في القوّة وفي الغزو والهيمنة، لم تكن الحروب الصليبيّةُ مظهرَها الوحيد. ففي تلك اللحظات كان يُدَمّر الكائن الإنسانيّ باسم الحقيقةِ المُنْزَلَة. وحُوِّل الله إلى مجرّد قائدٍ عسكريّ. وحُوِّلَت الألوهة إلى بُركةٍ لغويّة آسنة. ولم تعد الوحدانيّة صلاةً وإنّما أصبحت سيفاً.

هكذا لم تكن المسألة مجرّد انحلال دينيّ كما يعبّر شتاينر، أو مجرّد انحطاط لدور المنظومة الدينيّة في الحياة والفكر والعلاقات فيما بين البشر، وإنّما كانت تفصح عن خلل في الرؤية الوحدانية للإنسان والعالم. وهو خللٌ تكمن أسبابه في طبيعة هذه الرؤية ذاتها، أكثر مما تكمن في عوامل خارجية، كما يرى عددٌ من علماء الاجتماع ـ سواء اتّصلت هذه العوامل بالحركة العقلانيّة في عصر النهضة، أو نزعات الشكّ والعلمانيّة في عصر الأنوار، أو الداروينيّة والتقنية الحديثة في الثورة الصناعية.

وهكذا رأينا في تلك اللحظات كيف نشأت محاكم التفتيش، وكيف كان يعامَل الإنسانُ المتّهَم بالخروج على النصّ كأنّه خارج الإنسانيّة، وكيف أُخضِع الفكر إلى معايير الشرع الدّينيّ في الحلال والحرام، الجائز والمستحيل. وكيف فُرِض الصمت على العقل. وكيف صار الإنسان نفياً للإنسان.

​​وفي هذا كلّه كانت الوحدانية تبدو في تأويلها هذا، فيما وراء سلطويتها المدمّرة، كأنها نقطةٌ ثابتةٌ في فضاء التاريخ. كأنها لا تتحرّك أبداً إلاّ للبطش. كأنها طاقةٌ منذورةٌ لتعطيل الحياة، والقضاء على الفكر.

كان بورخيس يرى في اللاهوت شكلاً من الأدب الغرائبيّ Fantastique ولعلّه لو عرف حال اللاهوت، اليوم، في حوض المتوسّط، لكان رأى فيه شكلاً من العمل الغرائبي، ومن النظر الغرائبيّ. ولكان رأى كيف تمتزج المخيّلة اللاهوتيّة الوحدانيّة بإرادة السلطة وشهوة العنف، على نحوٍ غرائبيّ هو كذلك. ولكان رأى ، على الرغم من هذا كلّه، أنّ ثمّةَ أملاً.

يتمثّل هذا الأمل في أنّ خصوصيّة الإنسان الذي تميّزه عن سائر الكائنات هي قدرته على طرح الأسئلة. ولهذا سوف يطرح الأسئلة من جديد، فيما وراء الوحدانيات، وفي معزلٍ عنها، وفي تناقض معها، بالضرورة.

والمسألة إذن هي في النضال للخلاص من الهيمنة السلطوية لتأويل الوحدانيّة ومن قواها السياسية التي تخنق الإنسان بحجّة أنها تنعشه، وتطمسه بحجة أنها تبرزه، وتميته بحجة أنها تحييه. وها هو الإنسان على ضفاف المتوسّط يتقلّب فيما يشاهد كرة المصير المتوسطي تتقلّب بين مطرقة اللاهوت وسندان السياسة.

كلاّ لم يعد ممكناً نقد المذهبيات والعنصريات والديكتاتوريات والعِرقيات والإقصاءات والإلغاءات في مختلف أشكالها، إضافة إلى الأصوليات الدينية ، إذا لم نُعِد على نحوٍ نقدي وجذريّ قراءة الرؤى الوحدانية للإنسان والعالم.
عليّ إذاً إن أشير إلى مسألتين في الثقافة الإسلامية، ترتبطان بهذه الهيمنة اللاهوتية لا يصحّ الحوار إلاّ بتفكيكهما وجلائهما. تتمثل الأولى في العلاقة بين الذات والآخر، وتتمثل الثانية في مفهوم الحقيقة.

في المسالة الأولى يُبْطِل مفهوم التكفير معنى العلاقة، ومعنى الحوار. فتَكْفير الآخر يتنافى مع إقامة علاقة ندّية إنسانيّة معه، خصوصاً الآخر غير المسلم. ذلك أنّ التكفير نوعٌ من نزع الإنسانية عن الإنسان، وهو تبعاً لذلك تجريد للمكَفَّر من خاصيّة العقل، ومن الفكر، ومن الحرّيّة. بل إنّ تكفير الإنسان باسم نصّ دينيّ يجعل من المكفِّر قيِّماً على هذا النصّ وناطقاً باسم الله. وهذا يتنافى مع طبيعة الإنسان.

"لا حقيقة خارج الإسلام"

​​أمّا المسألة الثانية فهي في أنّ الوحدانية الإسلامية ترى في الوحي الإسلاميّ خاتمة الحقائق، وفي النبوّة الإسلامية خاتمة النبوّات، فلا حقيقة خارج الإسلام، ولا نبوّة إلاّ النبوّة الإسلامية. وفي هذا ما يُغلق أبواب البحث والتأمّل، لا بالنسبة إلى غير المسلم وحده، وإنما بالنسبة إلى المسلم كذلك. والحقيقة هنا تورَّث كما يورَّث المُلْك. وفي هذا ما ينفي العقل وينفي الإنسانَ نفسَه.

غير أنّ هاتين المسألتين مرتبطتان عضويّاً بالنبوّة التوراتيّة. ونقدهما في القرآن يرتبط عضويّاً بنقدهما في التوراة.
أمّا عن العائق الثاني فيتمثّل في ما كان فاليري قد نبّه إليه وهو أنّ المعرفة، وبخاصّة في شكلها العلميّ ـ التقنيّ، تتحوّل إلى جريمة ضدّ الذات وضدّ الآخر معاً. وفي هذا الإطار يبدو أنّ تعذيب البشر هو الذي يوفّر للعالم الأمن، وأنّ قتلَهم هو الذي يمنح الحياة. وما نسمّيه بالحضارة الغربية لا تخلق الجنّة إلاّ مقرونةً بخلق الجحيم. وها هي آخذةٌ في تحويل العالم إلى جحيم.

إنّ السماح، باسم مؤسّسة بشرية تقود البشر، لدولةٍ أن تمتلك طاقةَ التدمير النوويّة ومنع دولة أخرى من هذا الامتلاك، ليس إلاّ إهانة لهذه البشرية بالذات. فهو عمل لا يدعم الأمن البشريّ في أيّة حال، وإنّما هو، على العكس، عملٌ يزيد في شهوة الامتلاك وشهوة التدمير. إنه احتكارٌ كونيٌّ باسم الكون، للحق والحريّة والعدالة. إنه أبوّةٌ كونيّة تحاكم العالم وتعاقبه، وهي في ذلك أشدّ احتقاراً للإنسان من أية دكتاتورية. فلا تُعطى الحريّة للتدمير، باسم أيّة غايةٍ لأيٍّ كان. من القيد والطغيان يأتي الشرّ وتنبع الجريمة، وليس من الحرّيّة والمساواة.

فشل العرب في تأسيس مجتمع مدني

أمّا العائق الثالث فيكمن، أوّليّاً، في أنّ العرب لم ينجحوا بعد في التأسيس لمجتمع مدنيّ تكون السلطة جزءاً منه، على غراربعض المجتمعات الغربية، وتكون حقوق الإنسان، ذكراً وأنثى، واضحةً ومحدّدة. فهناك تنافٍ مدنيّ قانونيّ، بين ضفاف المتوسّط العربية وضفافه الغربية. لا يزال العرب مبعثَرين في مجتمعات قبَليّة ثيوقراطيّة تقودها سلطاتٌ ثيوقراطيّة جوهريّاً، غير أنها تلبس أحياناً لَبوسَ الثورة، وأحياناً اللَبوسَ الجماهيريّ. وهي سلطاتٌ لا تمثّل شعوبَها، حقّاً، وإنّما هي نوعٌ من الاغتصاب في نوع من العصبية القبَليّة والمذهبيّة، تتأصّلُ جذورُه في التاريخ العربي الإسلامي، منذ بداياته. ضفّتا المتوسّط، العربية والغربية، تتنافيان على هذا المستوى كذلك. فكيف يتحاور نفيان، ولا نسأل كيف يتّحدان كما يقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي؟

لا حوار من دون حل الصراع العربي الإسرائيلي

العائق الرابع هو الصراع بين العرب وإسرائيل، من جهة، وبين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ يستحيل قيام حوارٍ إنسانيّ صادق وخلاّق، إذا لم تُحَلّ قضيّة الشعب الفلسطينيّ، خلافاً لما تراه الضفّة الغربية من المتوسّط ممثَّلَةً هنا بفرنسا وبالرؤية الاستراتيجية السّاركوزية. دون ذلك لن تكون أشكال الحوار الدائرة اليوم إلاّ نوعاً آخر من الهيمنة الغربية، ونوعاً آخر من إخضاع العرب واستتباعهم لسياسات تُفرَض عليهم، بطريقة أو بأخرى.

أختتم بالإشارة إلى مشكلات قد تكون على الصعيد الثقافي، أكثر تعقيداً، تتمثّل في تحديد الضفاف المتوسطية. فهل الضفة الغربية اليوم أوروبية، أم أوروبية ـ أميركية؟ وهل الضفة الشرقية عربية أم عربية إسلامية؟ وما مكان إسرائيل؟ هل هي غربية أم شرقية، وكيف؟ وما وضع الدين في هذه الضفة ـ الدين، بحصر المعنى: اليهودية، المسيحية، الإسلام؟ ما دور القرب، جغرافيّاً؟ فرنسا أقرب إلى الإسلام العربي ـ الأفريقيّ منها إلى الشمال المسيحيّ. هل لهذا دلالةٌ ما ، وما هي؟

ثمّ إنّ الغرب اليوم، لم يَعُد مجرّد مكان جغرافيّ. إنه شكلٌ اجتماعيّ، مجموعة من المعتقَدات والاتّجاهات رَسَمت تاريخه، وتدعم هيمنته. ليس بتعبير آخر، منطقة جغرافيّة، وإنّما هو حضارة. فمن العرب في هذه الحضارة؟ ما مكانهم وما مكانتهم؟ خصوصاً أننا نعرف أنّ الخاصّيّة الأولى لإسرائيل، خلافاً للعرب، إنما هي القوة، امتداداً للغرب الذي كانت خاصّيته التاريخية الأولى في القرنين التاسع عشر والعشرين تتمثّل في القوّة، كما تقول حنّة آرندت. ويوماً فيوماً تثبت التجربة الإسرائيلية ما يسمّيه ريمون آرون " عجزَ القوة "L’Impuissance de la force)) . حقّاً لا قوّةَ للقوّة ـ لمثل هذه القوّة.

ثمّ هل إسرائيل دولة ديمقراطية، فعلاً،لكي تكون، أو لكي يُنظَر إليها ، بوصفها جزءاً من الغرب الديمقراطيّ؟ وكيف يمكن أن تكون ديمقراطية وليس لمواطنيها الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية الحقوق نفسها؟ إذ ليس للمواطن ذي الأصل الفلسطيني الحقوق نفسها التي يتمتع بها المواطن ذو الأصل اليهودي. أضيف أنّ الحوار الدينيّ ـ السياسيّ ـ الاقتصاديّ، الثقافيّ بين العرب والغرب أدّى اليوم إلى دعم الأنظمة الرجعية والديكتاتورية، ودعم القوى الرجعية ـ الدينية، ودعم الرأسمالية الأميركية، وعدوانها، ودعم إسرائيل في سياساتها القائمة على القوة التي يمكن أن تدمّر، ولكنها لا يمكن أن تنتصر.

وإنها لمفارقة كبرى أن نرى الدول العربية اللاديمقراطية تعترف بحقوق إسرائيل، وأنّ إسرائيل المسمّاة ديمقراطية لا تعترف بحقوق العرب، وبخاصة حقوق الفلسطينيين. هكذا يبدو أنّ الحوار هو أكثر من كونه مسألةً دينيّة أو سياسيّة أو اقتصادية أو حتى ثقافية. إنه مسألة الاعتراف بكينونة تنهض على أنّ الآخر عنصر تكويني للذّات، وعلى أنّ الذات حتى عندما تسير نحو نفسها لا تقدر أن تصل إليها إلاّ مروراً بالآخر. وتلك هي المسألة.

أدونيس
حقوق الطبع: مجلة الالكنرون الثقافية

قنطرة

رؤية أدونيس النقدية للديانات التوحيدية
هيمنة العنف والتكفير باسم التوحيد
عرف أدونيس سواء في أشعاره أو خواطره أو في كتاباته، التي يأتي على رأسها "الثابت والمتحول" بمناهضته لقيم التقليد والتقوقع على الذات وما يطلق عليه اسم "مملكة الوهم والغيب". أدونيس حضر إلى برلين لعرض أطروحاته النقدية حول الديانات التوحيدية تلبية لدعوة رابطة "الديوان الشرقي ـ الغربي".

قراءة في مستقبل الاتحاد المتوسطي:
عِظم التحديات ....غياب الإرادات...قصور الأدوات
يواجه الاتحاد المتوسطي تحديات كبيرة، زادت حدتها بشكل كبير نتيجة للأزمة المالية العالمية، إضافة إلى تداعيات الصراع الشرق الأوسطي التي تشكل عائقا أمام تقدم ملموس في تعزيز أوجه التعاون بين الدول المطلة على ضفتي المتوسط. الباحثة في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، دانيلا شفارتسر، تقدم في هذا التحليل قراءة لمستقبل هذا الاتحاد والتحديات التي تواجهه.

حوار مع الأمير حسن بن طلال:
حوار الثقافات بدلا من "حوار القباحات"
شدد الأمير الحسن بن طلال على ضرورة بناء هيكلية للمواطنة العالمية بدلا من عولمة المادة الاستهلاكية السائدة. ناصر جبارة وبسام رزق حاورا الأمير حسن في برلين بعد حصوله على جائزة المفكر اليهودي أبراهام غايغر المرموقة تكريما لجهوده في دعم الحوار بين الثقافات والأديان.